المحتوى الرئيسى

في ذكراه.. قصة "كيرلس عمود الدين" الذي صار بابا الكنيسة خلفا لـ"خاله"

07/10 06:30

يحتفل الأقباط في صلواتهم بالكنائس، اليوم الجمعة، بحسب "السنكسار الكنسي"، بتذكار وفاة البابا كيرلس الأول، البطريرك الـ24 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والملقب بعمود الدين.

"والسنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.

وحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الجمعة، 3 أبيب لعام 1736 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنَّه في مثل هذا اليوم عام 444 ميلادي، توفي البابا كيرلس الأول، البطريرك الـ24 للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والملقب بعمود الدين.

ويذكر السنكسار، أن هذا البطريرك ولد ببلدة محلة البرج (محلة البرج: هي قرية تابعة لمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية)، وتتلمذ في حداثته على يدي خاله البابا ثاؤفيلس البطريرك (23)، ودرس بالمدرسة اللاهوتية العلوم والفلسفة واللاهوت ونبغ فيها، ومضى إلى برية شيهيت (وادي النطرون) وترَّهب على يدي القديس الأنبا سيرابيون.

وقال السنكسار، إن "كيرلس" استدعاه خاله ورسمه قساً بالإسكندرية، وخدم فيها بنشاط وجذب الكثيرين بتقواه وعفته، فأحبه الجميع. وبعد وفاة خاله اختاره الأساقفة والأراخنة بطريركاً وتمت رسامته عام 412 ميلاي، ولما جلس على الكرسي قاوم البدع والهرطقات، وألغى الحكم الصادر من خاله ضد القديس يوحنا ذهبي الفم، ووضع اسمه في مجمع القديسين.

وأضاف السنكسار، أن هذا البطريرك عندما ظهرت بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية تصدى لها، وأرسل رسالة لنسطور شرح له فيها العقيدة المستقيمة، وترجاه أن يرجع إلى صوابه، فلم يستجب نسطور لها، فأرسل له كيرلس رسالة أخرى ليوضح له فيها خطورة ما اعتقد به، كما بعث إليه بوفد ليتدارسوا مع نسطور عقيدته لكنه رفض مقابلتهم، فجمع البابا مجمعاً من أساقفة الكرازة المرقسية للنظر في هذه البدعة، وحكم على نسطور بالهرطقة، وأضاف مقدمة قانون الإيمان، وبعث بقرار المجمع المقدس إلى كنائس المسكونة، ومن بينها القسطنطينية.

ويشير السنسكار، إلى أن نسطور أرسل إلى "سلستين" بابا روما محاولاً أن يستميله إليه، ولكن كيرلس أرسل رسالة إلى بابا روما شرح فيها وجهة نظره، فعقد بابا روما مجمعاً حرم فيه نسطور، ورد على رسالة كيرلس برسالة ترك له فيها حرية التصرف لثقته في حكمته، وعَقَدَ كيرلس مجمعاً ثانياً في الإسكندرية، اتخذ فيه قراراً بالتمسك بقرارات المجمع السابق وبمطالبة نسطور بالتوقيع عليها، ولكن نسطور رفض التوقيع، فتدخل الإمبراطور ثيئودوسيوس، ودعا لانعقاد مجمع مسكونى بأفسس، رفض نسطور أن يشارك فيه، فبدأ المجمع بقراءة دستور إيمان نيقية والقسطنطينية ورسالة البابا كيرلس إلى نسطور وردود نسطور عليها، فحكم المجمع على نسطور بالهرطقة، وحرمه وخلعه من كرسيه وتم تجريده من الكهنوت، ونالت البابا كيرلس شدائد كثيرة بسبب هذا القرار، من يوحنا بطريرك أنطاكية وبعض الأساقفة الشرقيين المناصرين لنسطور، ولكنهم عادوا إلى الوفاق بعد ذلك.

ويوضح السنكسار، إلى أن الإمبراطور نفى نسطور سنة 435م إلى أخميم، فيما وضع البابا كيرلس بعض الإضافات لقداس القديس مار مرقس الرسول، وهو القداس المعروف حالياً باسم القداس الكيرلسى، كما وضع بعض الألحان عن العذراء مريم الثيئوطوكوس. وتوفي بعد أن قضى على الكرسي المرقسي إحدى وثلاثين سنة وثمانية شهور وعشرة أيام.

ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "13 شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل