المحتوى الرئيسى

كيف تواجه أوروبا محاولات تركيا زعزعة استقرار مجتمعاتها؟ - فالصو

07/09 00:01

منذ صيف 2016، كثفت التنظيمات التركية الخاضعة كلية لإدارة أنقرة، مثل الاتحاد الإسلامى "ديتيب"، واتحاد "اتيب"، وحركة الرؤية الوطنية "ميللى جورش"، وأخيرا تنظيم الذئاب الرمادية، بالتعاون مع الإخوان الإرهابية، تحركاتها لزعزعة استقرار المجتمعات الأوروبية، ونشر التطرف، والتجسس على المعارضين الأتراك، لكن أوروبا لم تحرك ساكنا تجاه هذه التنظيمات من قبل.

لكن ما أعاد التنظيمات التركية الى الواجهة مرة أخرى ظهور تنظيم الذئاب الرمادية المتطرف، ذراع رجب طيب أردوغان، واعتدائه على مظاهرة فى قلب فيينا فى انتهاك واضح للأمن وقواعد الديمقراطية، ومحاولة لنشر الفوضى، عاد نشاط النظام التركى فى أوروبا، لواجهة الجدل السياسي

لكن كيف تواجه القارة الأوروبية هذا الخطر؟ وما هى حدود النفوذ التركي؟ وهل يستطيع أردوغان التمادى أكثر فى مخططه؟

ذكرت وثيقة للبرلمان الألمانى تعود إلى فبراير 2019، أنه "منذ صعود الرئيس التركى لسدة السلطة، تعمل أنقرة على تأسيس منظمات وهياكل فى الأراضى الألمانية تعمل على تحقيق هدف أساسى هو محاربة معارضى أردوغان من الأتراك المقيمين فى ألمانيا، وفرض رؤيته المتطرفة على المجتمع".

وتابعت أن "منذ محاولة الانقلاب (المزعوم) فى تركيا يوليو 2016، ترصد السلطات الألمانية محاولات مكثفة من تنظيمات أردوغان وخاصة ديتيب، لممارسة نفوذ على الأتراك فى ألمانيا، والألمان من أصل تركي، وزعزعة استقرار المجتمع".

ولا يتوقف الأمر عند ذلك، حيث تقوم تنظيمات أتيب وديتيب والرؤية الوطنية الخاضعة بالكامل لمؤسسة الشؤون الدينية التركية فى أنقرة "ديانيت"، بالتجسس على المعارضين الأتراك والأكراد المقيمين فى ألمانيا، وفق الوثيقة ذاتها.

ووفق تقرير لصحيفة نويه زوريشر السويسرية، فإن السلطات الألمانية وجهت منذ 2016، تهم التجسس إلى 19 إماما تابعين لاتحاد ديتيب، بعد أن قاموا بالتجسس وكتابة تقارير موجهة للحكومة التركية عن أعضاء فى حركة الداعية فتح الله جولن.

بل إن التنظيمات التركية دخلت فى تحالف مع الإخوان الإرهابية لتشكيل شبكة قوية تعمل لخدمة مصالح نظام أردوغان فى ألمانيا، وغيرها، وفق وثيقة للبرلمان الألمانى صدرت فى فبراير 2020.

ولمواجهة هذا الخطر، قدم حزب البديل لأجل ألمانيا؛ حزب المعارضة الرئيسي، مشروع قرار للبرلمان فبراير الماضي، لفرض رقابة قوية على "ديتيب" والإخوان وغيرها من التنظيمات التى تدور فى فلك النظام التركي، فى ألمانيا من قبل هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية".

وقرر البرلمان فى 13 فبراير الجاري، تحويل هذا المشروع إلى لجنة الأمن الداخلى لدراسته واعادته للبرلمان مرة أخرى للتصويت عليه.

ويحتاج البرلمان إلى الأغلبية البسيطة (50%+1) لتمرير المشروع، لكن تفشى فيروس كورونا المستجد أدى إلى تأخير عملية التصويت عليه.

لا يختلف الحال فى النمسا عن نظيره فى الجارة ألمانيا، حيث تلعب منظمة أتيب التى تملك 64 مقرا ومسجدا فى عموم البلاد، وأكثر من 100 ألف تابع، دور كبير فى ترسيخ الثقافة ونمط الحياة التركى على المجتمع، ونشر أفكارها الدينية المتطرفة، حسب صحيفة كورير النمساوية الخاصة.

 ووفق الصحيفة، فإن "أتيب" تعد ذراع أردوغان الطولى فى النمسا، وتتلقى تمويلا لأنشطتها ورواتب أئمتها من مديرية الشؤون الدينية التركية، وتعد أيضا ملاذ للمتطرفين فى النمسا، ومفرغة لمؤيدى التنظيمات الإرهابية، وتتجسس أيضا على المعارضين الأتراك.

وبخلاف هذه المنظمة، يتواجد تنظيم الذئاب الرمادية المتطرف، حيث هاجم مجموعة من عناصره قبل أسبوعين، مظاهرة للأكراد واليساريين كانت تندد بالفاشية، فى فيينا، ما أدى لاندلاع اشتباكات بالحجارة وزجاجات المياة، وأحداث شغب واسعة، أصيب خلالها عنصرى شرطة.

تلك الواقعة، دفعت المستشار النمساوي، سبستيان كورتس، لاتهام تركيا، ببث الفتنة وخلق أجواء تخدم مصالحها الخاصة فى النمسا.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، حيث حاول أنقرة، من خلال سفيرها أوزان سيهون، بث الفتنة والشقاق فى المجتمع النمساوي، عبر تصريحات اعتبرت على نطاق واسع بأنها "ازدراء للمسيحية".

وقال سيهون فى مايو الماضى بعد توزيعه هدايا على أتراك فى فيينا بمناسبة شهر رمضان "المسيحيون لا يقومون بمثل ما نفعله هنا"، مضيفا: "فى عيد الميلاد (يقصد عيد ميلاد السيد المسيح)، وأنا أقول كلمة عيد الميلاد باللغة الألمانية حتى تفهموا ما أعنيه، يتصرف المسيحيون بأنانية وينسحبون إلى جدرانهم الأربعة ولا يوزعون الهدايا كما نفعل".

أمام هذه التحركات التركية، استدعت وزيرة الاندماج النمساوية، سوزان راب، السفير التركى فى فيينا، سيهون، ووبخته وطالبته بالتوقف عن التحريض، وأقر السفير بذلك فى تصريحات هذا الأسبوع وقال إنه "تعرض للإساءة".

كما فتحت وزارة الاندماج تحقيقا رسميا فى واقعة إزدراء المسيحية، ما أسفر عن توصية بوضع كل التنظيمات التركية والإسلامية المتطرفة فى النمسا تحت رقابة الاستخبارات الداخلية، وفق تقرير للتلفزيون النمساوى "أو إر أف".

وتعمل الحكومة النمساوية الحالية على إنشاء مركز توثيق الإسلام السياسي، على غرار مركز توثيق اليمين المتطرف، يتولى رقابة التنظيمات التركية والإخوان، ورصد تحركاتها، وتوثيق الجرام التى ترتكبها.

كما قال السياسى البارز أرمين بليند، عضو برلمان ولاية فيينا النمساوية عن حزب الحرية "شعبوي"، قبل أيام، إنه قدم مقترح لبرلمان الولاية يقضى بوقف التعاون مع التنظيمات التركية والإخوان، وغيرها من التنظيمات المتطرفة، والنأى بشكل كامل عنها.

كانت السلطات النمساوية أصدرت قانونا فى فبراير 2019، أصبح نافذا فى مارس من نفس العام، يقضى بحظر شعارات الذئاب الرمادية والإخوان.

هل يمكن كبح التحركات التركية؟

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل