المحتوى الرئيسى

جهاد عودة: لن يحدث أى تغيير فى العالم.. وموازين القوى الدولية لن تختف

07/07 19:41

قال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إن الدولة المصرية تعمل بحكمة فى إدارة أزمة فيروس «كورونا المستجد»، داعيًا المواطنين لاتباع التعليمات والإرشادات الصحية والوقائية لمنع انتشار العدوى.

ورأى «عودة» أن الحديث حول انهيار الاتحاد الأوروبى أو تغيير موازين القوى فى العالم، على وقع أزمة «كورونا»، غير صحيح، موضحًا أن «كورونا مثل شلل الأطفال سيكون موجودًا معنا».

وذكر أن الدول سوف تعيد النظر فى الأنظمة الصحية لديها بشكل كبير، لتصبح قادرة على مواجهة أزمات شبيهة بأزمة وباء «كوفيد- ١٩».

■ ما تقييمك لتعامل الدولة مع أزمة فيروس «كورونا»؟

- الدولة، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، تتعامل بحكمة فيما يخص أزمة فيروس «كورونا»، وهناك إشادات دولية من منظمة الصحة العالمية بذلك، كما أن رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولى، حكيم وهادئ، وهذا يقلل من التوتر العام.

وبشكل عام الجهاز الإدارى يعمل بشكل جيد، وهناك مجهود كبير من الجامعات والوزارات المختلفة فى إطار الإمكانيات المتاحة، ولكن سلوك المواطنين عليه العديد من الملاحظات، حيث يجب على الجميع الالتزام بالإرشادات الصحية من أجل تقليل معدلات الإصابة بالفيروس.

■ هل ترى أن الأزمة ستغير من الاهتمامات؟

- هذه الأزمة ستجعل هناك اهتمامًا كبيرًا بالمجالين الطبى والتعليمى، وسيكون هناك اهتمام كبير بالصحة العامة للمواطنين، ومن الناحية الاقتصادية ولأن الأزمة الحالية سوف تستمر فترة طويلة، فيجب حاليًا خلق أنماط اقتصادية جديدة.

■ وما تلك الأنماط الاقتصادية الجديدة التى تطالب بها؟

- لا بد من الاستعداد للتخلى عن اقتصاديات الليبرالية الجديدة، والبحث عن أنماط جديدة من الاقتصاد.

■ هل ستكون هناك أولويات جديدة للدول بعد انتهاء الأزمة الحالية؟

- الذى سوف يتغير نظام الرعاية الصحية فى مختلف دول العالم، وسنشهد ظهور أنظمة صحية جديدة تستطيع استيعاب المرضى فى حالة وجود أزمة، ويجب أن تكون هناك ضرورة للتحوّل الرقمى الآن، لأن التكنولوجيا أصبحت هى السائدة، وأى فرد يسعى للتواصل مع الآخرين سوف يتواصل معهم عن طريق التكنولوجيا، مثلما حدث فى قمة العشرين بين قادة الدول.

والدول فشلت فى التعامل مع الأزمة الحالية بسبب سياسات الليبرالية الجديدة، التى تحض على الاهتمام بالاقتصاد وليس المواطن، وهذا جعل الدول العظمى تتعرى أمام هذه الأزمة.

■ هل ستؤثر هذه الأزمة على الوضع العالمى الحالى والهيمنة الأمريكية؟

- لن يحدث أى تغيير فى العالم، لأن الفيروس سيظل موجودًا معنا مثل «شلل الأطفال»، وسيتم اكتشاف مصل لعلاج المصابين به وهذا ما ننتظره، لكن البعض يتصور أنه بعد انحسار «كورونا» ستتغير موازين القوى الدولية، وهذا لن يحدث فى الحقيقة، ونحن لا نستطيع أن نقول إن موازين القوى ستتغير، لأن القوى العظمى لا تنهار.

ما يحدث على الساحة الدولية لا يمكن أن ينبئ بذلك، فالدول لا تنهار فى عدة أشهر، والبعض يتخيل أن الولايات المتحدة من الممكن أن تنهار، وأمريكا لن تنهار، ولا ألمانيا، ولن تتراجع هاتان الدولتان لصالح دول أخرى مثل الصين وروسيا، فالصين وروسيا منافستان لهاتين الدولتين، لكن لن تكونا بنفس قوتيهما.

ولا أعرف حقيقة لماذا يعتقد الناس أن الأشياء سوف تتغير، فهل القوة الإنتاجية توقفت فى العالم.

■ وكيف سيكون الوضع داخل الاتحاد الأوروبى؟

- لن يكون هناك أى انهيار للاتحاد الأوروبى، ولا أعلم لماذا يعتقد رواد مواقع التواصل الاجتماعى، دون غيرهم، أن العالم سينهار، الاتحاد السوفيتى لكى يسقط أخذ ما يقرب من ٢٠ عامًا، وإذا استمرت هذه الأزمة ٥ سنوات فمن الممكن أن نتحدث عن أمور مثل تلك، والمشكلة أن البعض ينبهر من هذا الكلام الذى لا صحة له.

■ بخصوص ما يحدث فى إيران.. هل ستغير من سلوكها؟

- تأثير هذه الأزمة فى إيران كبير بسبب العقوبات المفروضة عليها، ولديها نسب وفاة وإصابة عالية، لكن بالنسبة لدورها يجب أن نعلم أن من يؤثر فى المنطقة هو الغرب، وليس إيران، هى لديها حلفاء مثل الصين وروسيا لكنها دون تحالفها مع الصين أو روسيا لن تكون دولة ذات تأثير قوى.

■ تحدثت عن أن العالم بحاجة إلى إعادة تعريف للعولمة.. ماذا تعنى بهذا؟

- نعم.. العالم بحاجة إلى ذلك وتمت مناقشة ذلك بين قادة دول العالم خلال قمة العشرين الماضية، بحيث يتم توسيع المجال الإنسانى بها، بمعنى أن الاهتمام لن يكون اقتصاديًا فقط ولكن سيكون فى القضايا الاجتماعية، وقضايا الصحة والتعليم، وحقوق الإنسان، والمجالات الإنسانية العامة مثل الكرامة الإنسانية وحقوق البشر.

■ وما سر دعوتك لعودة الدبلوماسية الصحية بين الدول؟

- الدبلوماسية الصحية كانت موجودة فى الولايات المتحدة فى عصر الرئيس السابق أوباما، لكنها اختفت مع وجود الرئيس ترامب، والدبلوماسية الصحية لعبت دورًا محوريًا فى العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا، ولا بد من عودتها مرة أخرى، لأننا نحتاج أيضًا الدبلوماسية التعليمية والدبلوماسية الاجتماعية، وأن تكون هناك اهتمامات إنسانية أكثر.

■ ماذا سيحدث للاقتصاد العالمى بعد نهاية هذه الفترة؟

- الركود الاقتصادى قد بدأ بالفعل، حيث يتركز الخلاف الوحيد على مدى عمقه وقوته فى نهاية المطاف، لذلك من المتوقع أن تصل نسبة الخسائر الاقتصادية إلى ما يقرب من ١١٪ بنهاية العام مقارنة بنفس التوقيت من العام السابق، وسيكون هذا هو الانكماش هو الأكبر منذ عام ١٩٤٦.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل