"العصار" شاهدا على 30 يونيو.. شباب تمرد يروون مواقفهم معه: كان حكيما

استشهد عدد من أعضاء حركة تمرد، وشباب ثورتي 25 يناير و30 يونيو، بمواقف الفريق الراحل محمد العصار، والذي وافته المنية أمس، مؤكدين حكمته الشديدة وقدرته على التحاور مع الشباب والتواصل معهم.

محمد عبدالعزيز، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، وعضو حركة تمرد سابقا، روّى لـ"الوطن"، أبرز المواقف التي يتذكرها وجمعته بالفريق محمد العصار، إذ كان يوم 3 يوليو قبل بدء الاجتماع الشهير، فسأله هل يمكن وفقا لما نسمع، أنّه قد تحدث ضغوط دولية تؤثر على قرارهم حينها فيما يتعلق بخارطة الطريق، فرد ردا حازما وحاسما، وقال نصا "إنّ الجيش المصري لا ينحاز إلا لإرادة المصريين".

وأضاف عبدالعزيز، لـ"الوطن"، أنّ الراجل كان شخصية حكيمة للغاية، شديد الإنصات، مستمع جيد لأقصى درجة، وصبور على الآراء المتعددة، وشديد الصبر في الاستماع لكل الآراء، وكان يتميز بأنّ لديه أفق واسع، وفي نفس الوقت، لديه ثقافة كبيرة، فهو قارئ في أمور كثيرة للغاية، ليست فقط في أمور تخصه، فقد كان قارئا جيدا للتاريخ، ومثقفا من طراز رفيع، ولا يبدي رأيا إلا بعد الاستماع جيدا، ولديه رأي متوازن.

كما قال النائب محمود بدر، عضو مجلس النواب، وعضو حركة تمرد سابقا، إنّه جمعه موقف بالفريق محمد العصار الذي وافته المنية اليوم، في 3 يوليو 2013، عقب ثورة 30 يونيو ضد الإخوان، حيث كان أول من التقى بهم هناك قبل بدء إعلان البيان، ودار نقاش بينهما، وأبلغهم الفريق الراحل بأنّه سيتم دعوة سعد الكتاتني لحضور الاجتماع، وكان لدى "بدر" تحفظ في هذا الأمر، ودار حوار جمعه بالفريق العصار، محمد عبدالعزيز، الدكتور محمد البرادعي، وتفهم الفريق العصار وجهة نظرهم، وبدأوا النقاش، وأقنعهم بوجهة النظر، وأنّ الأفضل توجيه الدعوة لهم، سواء استجابوا أم لا، بحيث تكون كل القوى موجودة، وأنّ القوات المسلحة المصرية لابد أن توجه الدعوة للجميع.

وأضاف بدر، لـ"الوطن"، أنّه رآه رجلا وطنيا، محترما يعشق البلد، وينصت للشباب، ويهتم بهم، ويهتم بسماع آرائهم، واستمر التواصل بينه وبين الشباب، بعد 3 يوليو.

ولفت إلى أنّهم كانوا دائمي التواصل معه، وأنّه رأى في العصار رجلا وطنيا وبعيدا عن شهادته الشخصية، إذ كان يعرفه عندما قرأ عنه قبل أن يكون نائبا، موضحاً أنه قال في أحد اللقاءات إنّ مصر خط أحمر، وأنّهم سيحافظون على جيش وطني تقليدي، يجابه كل الجيوش الموجودة في المنطقة التي تحاول الاعتداء علينا.

وتابع بدر: "أتذكر حين قلت له إنّني قرأت عن بعض مواقفه قبل أن ألتقيه، فابتسم ابتسامة تواضع، وابتسامة الواثق من نفسه، وقدرات جيشه، عرفناه رجلا وطنيا يحب الجيش والبلد، ويدافع عنها".

وقال النائب طارق الخولي، عضو مجلس النواب، عضو حركة تمرد سابقا، إنّه جمعته بالفريق الراحل محمد العصار، الكثير من المواقف، فلا يخفى على أحد دوره البارز بعد 2011.

وأضاف أنّه كان رجلا عظيما بما تحمله الكلمة من معنى، ومن يعرفه سيجد خصلتين بارزتين في هذا الرجل، الأولى هي الوطنية الشديدة والعارمة واضحة في كل تصرف وكلمة وفعل، والثانية الحكمة الشديدة، فقد كان يملك حكمة وعلم واسع، ورؤية ثاقبة وبالتالي كان من أبرز الحكماء الذين قد تلتقي بهم في حياتك.