المحتوى الرئيسى

جدعنته غلبت حزنه.. محمد دفن والدته وذهب لإنقاذ مصاب بكورونا في بيته

07/06 04:21

للحزن وجوه عدة أعظمها الحزن الذي ينتصر على اليأس لصالح الإنسانية، فلم يلبث أن يستفيق محمد من لحظات قاسية في وداع  والدته التي هزم كورونا جسدها النحيل، حتى التحق بمعركة جديدة لمريض حالته خطرة في مواجهة مع نفس العدو للمرة الثانية بنفس الأمل الأول لينتصر للحياة على الموت في تلك المرة، سكن الجرح الغائر في قلبه على فراق أمه وجدد العزم على ألا يترك مصابا حتى يشفى.  

مكالمة هاتفية من مستشفى العزل بأسوان في ظهر يوم الثاني والعشرين من يونيو الماضي أخبرت محمد بوفاة والدته بعد 9 أيام قضتهم في مستشفى الصداقة للعزل بأسوان، غيرت مسار يومه الذي وضع جدول مهامه باكرًا، انتقل على الفور إلى حيث لفظت أمه أنفاسها الأخيرة بعد أن تحصن بملابسه الواقية جيدا لإنهاء تصريح الدفن واستلام الجثمان، وفي غضون ساعات قليلة وصل الابن الثلاثيني بصحبة شقيقه وقليل من عائلته إلى مقابر الأسرة بإدفو، أبى الابن محمد عرجون، أن يترك مهمة الدفن لشخص غريب، فحملها بين يديه إلى مثواها الأخير.

لم يحضر مراسم الدفن إلا عدد قليل لم يتجاوز العشرين فردًا، وبحسب روايته لـ"الوطن" أذاع بين الجميع عدم إقامة عزاء مراعاة لظروف الوباء، رغم تقاليد الصعيد التي تستنكر غياب المجاملات في ظروف الحزن والفرح، "قولتلهم مفيش عزا عشان مصلحتكم وخوفت على والدي العجوز من العدوى".

عقارب الساعة اقتربت من العاشرة مساء، انفض الجميع إلى حيث وجهتهم وعاد عرجون إلى بيته وجسده يتصبب عرقًا من حرارة الجو والبدلة الواقية التي ارتداها طوال اليوم، تخلص من ملابسه وفرغ من تعقيم جسده جيدا وجلس مستلقيًا شارد الذهن يقاوم حزنه بقراءة آيات القرآن والدعاء سرًا لفقيدتهم الغالية، حتى علا صوت هاتفه ليصمت ضجيج رأسه ثوان قليلة تلقى فيها مكالمة من أحد أصدقاءه تخبره بوجود حالة مريض عزل منزلي يصارع الموت يحتاج لرعاية عاجلة، "سيبت كل حاجة في إيدي وجريت ألبس بدلة واقية جديدة من البدل اللي شايلها عندي وروحت على العنوان".

أقل من نصف ساعة حتى وصل عرجون، الذي يعمل في الأساس بأحد مكاتب المقاولات ولكن اكتسب خبرة التمريض من رعايته لوالدته ووالده المريضين منذ سنوات طوال، اعتاد خلالها قياس نسبة الأكسجين وضرب الحقن وتركيب المحلول وغيرها من إسعافات أولية، إلى بيت الحالة ليجد رجلًا عجوزا يغلب اللون الأزرق على جسده من نقص كمية الأكسجين وفي غضون دقائق قليلة وضعه على أنبوبة الأكسجين التي يحملها معه وجلس يكمل سهرته بجانبه يرعاه ويراقب تطور حالته دون استسلام لحزنه على أمه.

ارتفع صوت أذان الفجر بالخارج وتحسنت مع طيف نسماته حالة العجوز المريض، وبدأ عرجون يستعد لمغادرة المنزل في طريق عودته لبيته بعد 24 ساعة كاملة دون غفوة أو راحة، "من وقت ما اتطوعت في مبادرة شباب أسوان ضد كورونا وفرتلي المحافظة عربية إسعاف مجهزة بكل حاجة بتحرك بيها في كل مكان وبننقذ أرواح ناس كتير".

على مدار شهور تطوعه في تمريض مصابي كورونا في العزل المنزلي واجه الشاب الثلاثيني حالات وفاة قليلة ممن تعامل معهم مقارنة بحالات الشفاء التي تمت على يده، أصعبهم حالة الطفلة مودة التي تبلغ من العمر ست سنوات فقط تدهورت حالتها سريعا لظروف مرضها بسرطان المخ، ولفظت أنفاسها الأخيرة في بيتها قبل أن يتمكن من إنقاذها، إلى جانب سيدة أخرى أصيبت بهبوط حاد في الدورة الدموية لم ينفع معها محاولات الإنعاش وجرعات الأكسجين، "لحد ما وصلت البيت ليها في أقل من نص ساعة كانت ماتت".

محاولات عدة من الأهل والأصدقاء لإرجاع الشاب الثلاثيني عن تطوعه لإنقاذ مصابي كورونا في منازلهم خوفًا على حياته بخاصة بعد أن فقد والدته، لم تنجح في النيل من عزيمته يومًا، يرى في وقت فراغه بعد توقف أعمال المقاولات بسبب الظروف الحالية، فرصة كبيرة عليه أن يغتنمها في فعل الخير ومساندة أهل بلده في تلك الأوقات العصية، "الحكومة لوحدها مش هتقدر على إنقاذ كل مريض في بيته كل واحد فينا ليه دور يساعد بيه أهل بلده عشان نعدي الأزمة"، متمنيًا أن تمر الأيام بسلام دون فقد لعزيز آخر عليه وأن يبيت الجميع مطمئنًا كل ليلة بعد رفع الوباء.

 يوما بعد يوم، نسمع عن طرق جديدة يتبعها الهاكرز من أجل اختراق الحسابات المختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من فيسبوك وواتساب وإنستجرام مرورا بتويتر.

عثر أحد الصيادين، على سمكة شبيهة بـ"حورية البحر"، نافقة بشواطئ الغردقة، وهي تحمل وجه إنسان، ويوجد بها عينان وأنف وفم، لدرجة تشبه وجه الإنسان وجسد سمكة

هو شئ أساسي على مائدة الطعام المصرية خاصة، فلا أحد يستطيع الاستغناء عن رغيف العيش في وجباته المختلفة.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل