وكيل «أوقاف الإسكندرية»: لن نستعين بأئمة من الخارج.. وهكذا احتفل الأهالي بفتح المساجد (حوار)

أكد محمد خشبة، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الإسكندرية، اهتمام المديرية بتنفيذ الإجراءات الاحترازية والوقائية بمساجد المحافظة لمواجهة فيروس كورونا المستجد مع عودة فتح دور العبادة عن طريق خطة اتخذتها المديرية؛ لمتابعة تنفيذ تلك الإجراءات بإشراف وزارة الأوقاف.

وقال خشبة، لـ«الدستور»، في أول حوار بعد إعادة فتح المساجد أمام المصلين بالإسكندرية بعد إغلاق دام 4 أشهر، إن الهدف الأساسي لمديرية الأوقاف هو الحفاظ على صحة المواطنين مع إقامة الشعائر الدينية عن طريق الالتزام بالإجراءات الوقائية والذي ستؤدي إلى عودة الأنشطة الدعوية طبقًا لتعليمات الوزارة، مشيرًا إلى أن غرفة عمليات المديرية في انعقاد دائم بداية من أزمة الوباء القاتل وحتى الآن، وإلى نص الحوار.

◘ بداية.. ماذا عن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أوقاف الإسكندرية عند فتح المساجد؟

اتبعنا مجموعة من الإجراءات الوقايية في فتح المساجد تم تحديدها من قبل المديرية بالمرحلة الأولى، مع تعليق صلاة الجمعة لحين إشعار آخر، مع التأكد والالتزام ببعض الضوابط منها عدم فتح دورات المياه، ودور المناسبات وعدم السماح بدخول الجنائز أو صلاة الجنازة أو عقد القران، أو أي مناسبات، إضافة إلى عدم فتح الأضرحة والمقامات والأبواب المؤدية إليها، مع عدم فتح المصليات للسيدات، عدم إقامة أي دروس أو ندوات أو مقارئ أو أنشطة، حيث يقتصر فتح المساجد على أداء الصلوات الخمس، فقط، وعدم تشغيل مبردات المياه أو تركها داخل المسجد، وعدم فتح أي مكتبة داخل المسجد واستخدام المصاحف بها، وعدم اكتمال العدد وفق للعلامات المحددة، وعدم استخدام مكبرات الصوت الخارجية إلا للآذان فقط؛ لعدم تواجد تجمعات صلاة في الشوارع، والتأكيد على عدم ترك مفاتيح المسجد لأي من الأهالي، إلا مع الإمام فقط.

◘ كيف تم تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي والتعقيم أثناء الصلوات الخمس من فيروس كورونا؟

تم عمل علامات الصلاة بالمساجد تختلف من مسجد لآخر، فهناك مساجد تم توفير سجاد جديد لها ووضع العلامات البلاستيكية بشكل القدمين، وهناك مساجد تم رسم العلامات بشكل سجادة الصلاة على الأرضيات مع التطهير والتعقيم المستمر قبل وبعد الصلاة، حيث وفرت لنا وزارة الأوقاف كميات كبيرة من المطهرات والمعقمات، فضلًا عن التزام كل مسجد بقياس درجات الحرارة للمصلين بالجهاز الحراري قبل الدخول، مع الالتزام بارتداء الكمامة، وإحضار سجادة الصلاة الخاصة بكل مصلي، إضافة للتبرع لثلاث مساجد بأجهزة تعقيم.

◘ ترى ما مدى التزام المصلين بالإجراءات الوقائية على مدار أسبوع منذ فتح دور العبادة؟

فوجئنا بالتزام المصلين منذ اليوم الأول، فالمواطنين أقبلوا على المسجد وهم يدركون جيدًا التعليمات بدءًا من ارتداء الكمامة، وإحضار سجادة الصلاة والوقوف مباشرة على العلامات والالتزام بالعدد المحدد داخل المسجد.

◘ كم عدد المساجد التي تم فتحها أمام المواطنين للصلاة؟

تم فتح جميع مساجد الإسكندرية عدا الزوايا، وفي عدم وجود مسجد بمنطقة يتم فتح أكبر زاوية بها، مع الالتزام من خلال الاتفاق مع خطباء المكافأة المعتمدين، بالتعهد بالالتزام عند فتح الزاوية الكبرى.

◘ وماذا عن الإجراءات التي تتم عند عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية؟

نتابع بشكل متواصل تطبيق تعليمات الوزارة والإجراءات الوقائية بالمساجد والزوايا الكبري، ومَن يخالف التعليمات يتم الغلق على الفوري حتى انتهاء الجائحة، حيث إن التزام المصلين يمكن أن يكون له رد فعل إيجابي على متخذي القرار، بعودة فتح المساجد للصلاة يوم الجمعة.

◘ ما هي الإجراءات المتبعة عند اكتشاف ارتفاع درجات الحرارة بين المصلين؟

يمنع أي مواطن من دخول المسجد إذا تم اكتشاف أي ارتفاع في درجات الحرارة عند قياسها قبل الدخول حيث إن قياس درجة الحرارة والالتزام بالكمامة وسجادة الصلاة هى شروط واجبة يجب أن تنفذ.

◘ كيف كانت ردود الأفعال في أول يوم من عودة الصلاة بالمساجد؟

أول يوم في الافتتاح كان مثل العيد بعد أول صلاة فجر فوجئنا بسيدات يقفن أمام المسجد يوزعون الحلوي والشيكولاته على المصلين، وهناك مساجد تم تزينها من الأهالي بالأنوار، وهناك من احتفلوا بالذبائح وتوزيع اللحوم على الفقراء.

◘ كيف تعاملت غرفة عمليات مديرية الأوقاف مع أزمة كورونا؟

منذ 12 مارس وغرفة العمليات بالمديرية منعقدة على مدار اليوم، حيث يتم متابعة الالتزام بالغلق والتعقيم، مع المرور المكثف يوم الجمعة لعدم تجمع المصلين.

◘ كيف تم استغلال فترة الغلق من جهة المديرية؟

تم استغلالها في صيانة المساجد والتعقيم والتطهير، وعند إعادة الفتح كان الأمر يسير بسبب الالتزام المستمر بالتعقيم طوال هذه الفترة.

◘ حدثنا عن سير الأعمال وجهود مديرية الأوقاف أثناء فترة غلق المساجد وتعليق الأعمال بشؤون الدعوة؟

بعد إغلاق المساجد وتعليق العمل بشؤون الدعوة تم تحويل خطة العمل للنظام الإلكتروني من خلال موقع الوزارة، والصفحة الرسمية للمديرية، حيث تم إتاحة 20 إمامًا من الأئمة الأكفاء، للرد على استفسارات المواطنين وأي شي خاص بأمور الدعوة، كما تم عقد اختبارات دورية للأئمة أونلاين، إضافة إلى عقد دورة تدريبية إلكترونية للأئمة، اشترك فيها 50 إمامًا من محافظة الإسكندرية.

◘ وماذا عن خطة أوقاف الإسكندرية بعد عودة العمل لطبيعتها؟

جميع الأنشطة متوقفة، الآن، ومع عودة الحياة تدريجيًا حسب تعليمات رئاسة الوزراء ووزير الأوقاف، ستعود المدارس العلمية والقرآنية والمقارئ وشؤون القرآن، ودور المناسبات والآضرحة، كما سيتم فتح معهدين جديدين لإعداد الدعاة، في منطقة الدخيلة بحي العحمي وآخر في المنتزة، بخلاف المعهد المتواجد حاليًا بوسط الإسكندرية، ليصبح هناك 3 معاهد تخدم شرق ووسط وغرب الإسكندرية.

◘ هل تم تسجيل تجاوزات من الأئمة خلال فترة الإغلاق؟

لم نسجل أي تجاوزات بداخل المساجد، ولم توقع أي عقوبة أو جزاء على أي إمام في المديرية، سواء عامل مسجد فقط، تواطئ وفتح المسجد يوم الجمعة وتم إنهاء خدمته بشكل فوري، حيث إن الأئمة منذ شهر مارس الماضي تحولوا إلى مفتشين على المساجد، فقد كانت فترة عصيبة، والجميع تعامل مع الوضع لنجاح المنظومة.

◘ ماذا عن تفعيل صكوك الاضاحي هذا العام مقارنة بالعام الماضي؟

نتمنّى من الشعب السكندري التكاتف خلال هذه الآونة في ظل جائحة فيروس كورونا وهو ما اعتدنا عليه، حيث اجتازت الإسكندرية في العام الماضي 10.5 مليون جنيه وتم توزيع 65 طن لحوم، لتغطية المحافظة بالكامل، وتم التوزيع عن طريق الأئمة للالتزام بالتوصيل للمستحقين عن طريق اللجان، فضلًا عن أن صك الأوقاف هو أرخص صك، وذلك للتعاقد مع وزارة التموين لجلب العجول من السودان دون وسيط، ويتم ذبحها بالمجازر مجانًا، وتوزع بقيمتها مجانًا، ونتمني أن يكون هذا العام مماثل للعام الماضي.

◘ كيف شاركت أوقاف الإسكندرية في مساعدة الأسر المتضررة من أزمة كورونا؟

من خلال إدارة البر بمديرية الأوقاف والمسؤولة عن توزيع الزكاة والمساعدات، يتم عمل أبحاث بأسماء الأسر والافراد لتوزيع أموال الزكاة، وتم توجيه مليوني جنيه من الوزارة لإدارة البر حيث إن تلك الإدارة مسؤولة طول العام عن توزيع الزكاة في عيد الفطر والأضحى، ودخول المدارس والمواسم الرسمية، كما تم توزيع مبالغ مالية شهرية على 350 فرد من العمالة المتضررة غير المنتظمة.