المحتوى الرئيسى

سمير فرج: مصر تحارب على 4 جبهات ملتهبة.. وأردوغان يحاول الاستيلاء على النفط

07/05 22:42

قال اللواء سمير فرج، محافظ الأقصر الأسبق مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق أحد أهم خبراء الأمن القومى، إن مصر تشهد حاليًا تهديدات وجودية لم تمر بها من قبل طوال تاريخها.

واستعرض «فرج»، فى حواره مع «الدستور»، التهديدات على جبهات مصر الأربع، وتناول الوجود التركى فى ليبيا، وتأثيره على الأمن القومى المصرى، وأطماع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى المنطقة، مشيرًا إلى تراجع عمليات الإرهاب فى سيناء، بالتزامن مع خطط تنميتها.

■ ما الذى تمثله ليبيا للأمن القومى المصرى؟

- ليبيا تمثل دائرة أمن قومى مباشر لمصر، فأى تهديد فى ليبيا يؤثر مباشرة على مصر، وأبسط مثال على ذلك هو وجود العناصر المتطرفة فى درنة لمدة ٤ سنوات، وشاهدنا ماذا حدث من اختراقات أسبوعية على الحدود المصرية.

ومصر، كأى دولة فى العالم، لا بد أن تكون حدودها مؤمّنة حفاظًا على أمنها القومى، وقبل نجاح المشير خليفة حفتر فى القضاء على الدواعش فى ليبيا والمنطقة الشرقية فى درنة، قتل الدواعش العديد من الليبيين ومزقوا كل الوثائق، فضلًا عن تغيير مناهج التعليم، ولما قضى عليهم حفتر استقرت الأمور فى مصر، وفوجئنا بعد ذلك بتدخل تركيا فى الأراضى الليبية.

■ ما الدافع وراء تدخل تركيا فى ليبيا؟

- فى ١٤ يناير ٢٠١٦، كتبتّ مقالة فى الأهرام، كشفت فيها عن تفاصيل وثيقة أمريكية تحدثت عن مصر والمنطقة، وقالت هذه الوثيقة إن هناك منطقة اسمها «شرق المتوسط»، وكانت هذه المرة الأولى التى يظهر فيها هذا المصطلح، وكشفت الوثيقة عن أن منطقة شرق المتوسط غنية بالغاز والبترول، وهى تبدأ من ليبيا ثم مصر وغزة وإسرائيل ولبنان وقبرص واليونان.

وأكدت الوثيقة أن هذه الدول عائمة على بحيرة من الغاز الطبيعى، والبترول، طبقًا للتقارير الجيولوجية الأمريكية، والبلد الوحيد الذى لا يمتلك مثل هذه الثروات كان تركيا.

وأشارت إلى أن الرئيس السيسى كان شجاعًا فى قرار ترسيم الحدود البحرية بين مصر وإسرائيل وقبرص، وقيمة ترسيم الحدود البحرية هى أن الشركات الأجنبية لا تستطيع العمل دون ترسيم للحدود.

وقالت الوثيقة إن مصر سيكون لديها اكتفاء ذاتى من الغاز الطبيعى فى ٢٠١٨، وهذا ما حدث، وقالت أيضًا إن مصر ستصدر الغاز فى ٢٠٢٠، وهذا ما حدث، وقالت إن مصر ستكون قوة اقتصادية كبيرة فى ٢٠٢٢، وللأسف جاءت أزمة كورونا وغيرت المفاهيم الاقتصادية، ومن هنا اكتشف أردوغان أنه لم يستند إلى شىء، والأوضاع الاقتصادية فى تركيا سيئة، بالإضافة إلى أن أردوغان سيخوض انتخابات خلال سنتين، وإذا وصل للانتخابات فى هذا التوقيت فسيفوز من ينافسه بالمنصب.

■ كيف دخل إلى ليبيا؟

- أردوغان اصطدم بقبرص والاتحاد الأوروبى، وليبيا جاءته على طبق من ذهب، بعد لجوء فايز السراج، رئيس الوزراء «المعين» وليس المنتخب، إليه ووقّع معه اتفاقيتين، اتفاقية أمنية، وهى أن أردوغان مسئول عن تأمين ليبيا، والثانية هى ترسيم الحدود التركية- الليبية، والاتفاقيتان باطلتان، لأن البرلمان الليبى لم يوافق عليهما.

و«السراج» طلب من أردوغان تأمين سرت، وبدأ فى إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، وأرسل ٤٠ عربة مدرعة، و٤٠ دبابة M60، و١٠ آلاف مرتزق من الشمال السورى أعمارهم لا تتعدى الـ١٧ أو ١٨ سنة، ويتقاضون ٧٥٠ دولارًا فى الشهر، ويسلمون أنفسهم لمراكز التدريب التى تديرها مراكز الاستخبارات التركية فى ليبيا، بالإضافة إلى طائرات مسيّرة، وبدأ السراج بمساعدة أردوغان فى الوصول إلى طرابلس، إلى أن وصل المشير حفتر إلى مطار طرابلس الدولى، وتم تغيير الموقف العسكرى هناك، وبدأ يضغط على حفتر ووصل إلى مشارف سرت، ومن هنا تعقدت الأمور.

■ لماذا وصف الرئيس عبدالفتاح السيسى «سرت- الجفرة» بالخط الأحمر؟

- «الهلال النفطى» على طول سرت، وهو إحدى ثروات ليبيا، وإذا وصلت قوات أردوغان إلى سرت سيستولى على الهلال النفطى وسيسيطر على ثروة ليبيا، وأصبح خطرًا يهدد الحدود المصرية، ومن هنا أطلقت مصر مبادرة إعلان القاهرة، التى أخذت على عاتقها حق الشعب الليبى، ولأول مرة يتم إطلاق مبادرة تطالب بحق الشعب الليبى، فجميع المبادرات السابقة كانت تطالب بوقف تصدير الأسلحة إلى ليبيا، أما إعلان القاهرة فطالب بحقوق الليبيين وإجراء انتخابات حرة فى ظرف ١٨ شهرًا، وانتخاب رئيس جديد.

■ كيف ترى خطاب الرئيس فى سيدى برانى؟

- اللغة التى تحدث بها الرئيس فى سيدى برانى تشير إلى أنه مهتم بالأمن القومى المصرى، وليس بالحدود الغربية فقط، فهو أدلى بتصريحات تخص الحدود الغربية، وكذلك مياه النيل، وهى المشاكل الحادة التى تواجه مصر حاليًا.

ومصر لأول مرة فى تاريخها تحارب على ٤ اتجاهات استراتيجية، فالإرهاب فى الشرق بسيناء، والأزمة الليبية فى الغرب، وبالجنوب مشكلة المياه، وشمالًا البحر المتوسط، وهو ما يهدد استثماراتنا، ومن هنا كان قرار دعم القوات العسكرية المصرية وتنويع مصادر السلاح لكى نصبح القوة التاسعة عالميًا لتأمين الاتجاهات الاستراتيجية الأربعة، وبالتالى تأمين الأمن القومى المصرى.

■ وكيف ترى رفض حكومة الوفاق المبادرة، ورد الفعل المصرى؟

- حكومة الوفاق صرحت بأنها لا توافق على هذه المبادرة لأن فى سرت مخزونًا من حقول النفط الليبى.

من هنا، كان لا بد من تحرك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قيادة المنطقة العسكرية الغربية، والحدود مع ليبيا ١٢٠٠ كم، لذا كان هناك قرار واضح للتأمين، والتقى الرئيس قيادات الجيش فى سيدى برانى، واستعرض كل القوى والاستعدادات القتالية، والهليكوبتر والقوات الجوية، والنقل والصاعقة والمظلات، وحرس الحدود، وانتقل إلى استعراض القوات البرية الفرقة ٢١ مدرعة، وهذه الفرقة قوة ضاربة كبيرة، ومتمركزة فى سيدى برانى، وألقى كلمته المشهورة «الجيش يحمى ولا يهدد، والجيش المصرى ليس جيشًا استعماريًا، وإن مصر ليست لديها أطماع فى ليبيا، لكنها تسعى للسلام والاستقرار».

ومن هنا لاقت مبادرة الرئيس استحسان العالم، وإن كان الكل أشار إلى أن مصر لا تريد حربًا، لكن على الأقل كلمة السيد الرئيس حركت المياه الراكدة.

■ لماذا قرر الرئيس مساعدة القبائل الليبية؟

- مبادرة الرئيس، التى وافقت عليها الدول، توافقت على أنه لن يكون هناك أى قوات أجنبية فى ليبيا، مصر والعالم لن يقبلا وجود قوات أجنبية فى ليبيا، وإذا عُقد أى مؤتمر سيكون تحت رعاية الأمم المتحدة، وهذا ما صرحت به الولايات المتحدة، وأشارت إلى أنها تدعم الرأى المصرى ولا تريد أى عملية عسكرية فى المنطقة، ونرى أن ذلك يتم تحت مظلة الأمم المتحدة، وقرارات الأمم المتحدة واضحة، وكل الدول متوافقة على عدم وجود أى قوات أجنبية أو مرتزقة، فالحل فى ليبيا، ليبى- ليبى، لذا فالرئيس قرر أن يساعد القبائل الليبية ويسلحها للدفاع الشرعى عن أرضها.

■ وكيف تنظر إلى إعادة إعمار ليبيا؟

- أحد الأطماع فى الأراضى الليبية هى «كعكة إعادة الإعمار»، فالعملية ستتكلف الكثير، وكذلك إعادة بناء الجيش الليبى، وتركيا والدول الأوروبية ستتطلع للمشاركة فى اقتسام الكعكة.

■ كيف ترى أطماع أردوغان فى المنطقة والقرن الإفريقى؟

- أردوغان طامع فى نفط ليبيا، وكعكة إعادة إعمار ليبيا، وإعادة تسليح الجيش، ويحاول استرجاع سيطرة الإمبراطورية العثمانية، وإعادة المجد الإخوانى، لأن أردوغان ينتمى لجماعة الإخوان، والجماعة مسيطرة على البرلمان التونسى بقيادة راشد الغنوشى، فأطماعه فى الشمال الإفريقى.

وفى السودان، امتلك أردوغان جزيرة أيام حكم عمر البشير للتأثير على المجرى الملاحى المصرى فى البحر الأحمر.

■ وماذا عن دعم قطر له؟

- قطر واحد من ضمن أضلاع مثلث الشر فى المنطقة.

■ نذهب لقضية سد النهضة.. ما الحلول الأخرى التى يمكن أن تلجأ إليها مصر بعد الذهاب لمجلس الأمن؟

- القيادة السياسية تعلم تمامًا أبعاد الموقف فى المنطقة، وتتخذ إجراءات حالية من خلال القنوات السياسية لحل مشكلة سد النهضة.

ومصر تستنفد كل الطرق الدبلوماسية والقانونية أمام العالم، فلجوء مصر لمجلس الأمن أعطانا شرعية، والخطوة التالية من مصر يمكن أن تكون محكمة العدل الدولية، وهناك طرق سلمية كثيرة يمكن أن نتفاوض بها.

■ إلى الداخل المصرى.. ماذا حققنا فى ملف مكافحة الإرهاب فى سيناء؟

- الإرهاب كان متأصلًا فى سيناء منذ سنوات، ودائمًا أقول إن إنجلترا حاربت الإرهاب فى أيرلندا لـ٧سنوات، وفى إسبانيا حاربوا الإرهاب ٥ سنوات، وفى مصر قضينا على ٩٠٪ من الإرهابيين، وفلولهم فى حالة كمون وتحاول تشكيل قوتها، والقوات المصرية فككت مراكز القيادة والأنفاق التى كان الإرهابيون يستخدمونها، بالإضافة إلى مخازن الأسلحة والذخيرة.

الدولة المصرية قطعت شوطًا كبيرًا فى مكافحة الإرهاب، فالأوضاع فى سيناء اليوم أفضل بكثير، وقلما ينفذ الإرهابيون عمليات ضعيفة لإثبات الوجود وإقناع مموليهم بأنهم موجودون، والشىء المهم فى مكافحة الإرهاب غير العمل العسكرى هو التنمية، ولهذا حفرت القيادة السياسية ٥ أنفاق وكوبرى السكة الحديد الجديد، و١٥ مصنعًا للرخام، والقرى البدوية الجديدة لتوطين البدو، وتطوير البردويل، وميناء العريش، وتطوير الطرق، وزراعة ١٥٠ مليون فدان، فكل هذه إجراءات لمكافحة الإرهاب وإجراءات لتأمين سيناء فى المستقبل، فالتنمية من أهم خطوط الدفاع، وكذلك الشعب السيناوى، وقد أكد الرئيس مرارًا أن المواطن السيناوى سيتملك بيتًا و١٠ أفدنة، فالمواطنون كذلك ذراع قوية لمواجهة الإرهابيين.

■ وماذا عن القضية الفلسطينية وعلاقتها بالأمن القومى المصرى؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل