المحتوى الرئيسى

الوحدة العربية.. الممكن والمستحيل

07/05 20:11

يسود اليوم فى المنطقة العربية خطاب انهزامى عدمى متشائم يعتقد أن فكرة الوحدة والتضامن العربى بات مجرد أوهام وأضغاث أحلام، وطوبى وترف فكرى ولن يتحقق ذلك حتى يلج الجمل فى سم الخياط، وأن الوطن العربى مجرد فسيفساء من جماعات وأقليات لا رابط بينها. وعلى أساس هذا السراب الأيديولوجى أبّن دعاته العروبة، وأعلنوا عن نهاية القومية العربية وتبدد الحلم العربى. وقد ربطوا ذلك بضعف الاندماج الاجتماعى فى أغلب الأقطار العربية بسبب الاحتراب الطائفى والصراع الاثنى والمذهبى الذى أصبح يهدد النسيج الاجتماعى، واتساع دائرة الاتجاهات الإقليمية والانعزالية، التى كان من نتائجها تجزئة بعض البلدان عمليا كالعراق، والسودان، وليبيا واليمن. يضاف إلى ذلك الحرب المعلنة على الهوية العربية، وموقف القوى الغربية والصهيونية ومشاريعها الرافضة لفكرة الوحدة العربية. وإذا كان سؤال الوحدة قد طرح فى مواجهة مفاعيل التجزئة التى كرستها معاهدة سايكس ــ بيكو ووعد بلفور فى مواجهة الكيان الصهيونى الذى فصل بين مشرق الأمة ومغربها، ورعاها من خلال تشجيع الأقليات الدينية والعرقية، وإذا كان تحقيق الوحدة العربية يمر عبر تحرير فلسطين، فإن «إسرائيل» لم تصبح عدوا بالنسبة لبعض الأنظمة العربية بعد انخراطها فى مشروع التطبيع السياسى والثقافى الإعلامى والفنى مع الكيان الصهيونى.

ولعل الأسوأ من كل ذلك غياب مشروع قومى يضع فى سلم أولوياته تحقيق الوحدة، وتشجيع التعاون كما كان خلال فترة الخمسينات والستينيات من خلال حركة البعث والناصرية. كما أن أغلب الوحدات الإقليمية التى تشكلت لمواجهة أخطار خارجية أصبحت معطلة. فقد تجمد الاتحاد المغاربى بسبب أزمة الصحراء والحدود المغلقة، وانهار مجلس التعاون العربى بسبب حرب الخليج الثانية، وتعطل مجلس التعاون الخليجى بسبب الأزمة السعودية ــ القطرية. كما تشظت التنظيمات القومية على المستوى القومى وداخل القطر الواحد. وقد ارتبط ذلك بغياب الديمقراطية وثقافة حقوق الإنسان، وشيوع الاستبداد، والإقصاء بتعلة وحدة المعركة والتركيز على الديمقراطية الاجتماعية بدل السياسية.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل