المحتوى الرئيسى

«الحلقة الخامسة».. «الدستور» توثّق جذور تسمية شوارع الإسكندرية

07/05 13:19

مازالت "الدستور" مستمرة في جولتها الميدانية لتوثيق السبب الأصلي لتسمية شوارع مدينة عروس البحر المتوسط ليس الشائع والمشهور منها وحسب ولكن غير المعلوم أيضًا.

وعلى الرغم من تغيير أسماء بعض الشوارع من قبل الجهات التنفيذية المنوطة بالقرار، إلا أن ما يتداول على ألسنة المواطنين السكندريين، ثابت عند المسمى القديم وقد تكون التسمية الجديدة غير معلومة بالنسبة لهم من الأساس، فقد اعتادوا على اسم محدد واستمر معهم في معاملاتهم اليومية.

يصطحبنا مينا زكي، مؤسس مبادرة الجولة والبداية من شارع شكور من منطقة محطة الرمل وهو من الشوارع الهامة والحيوية في وسط الإسكندرية حيث يتردد عليه آلاف المواطنين يوميًا، واشتهر الشارع بتواجد عدد كبير من محلات بائعي الموبايلات والمستلزمات الخاصه به.

تغير اسم شارع شكور إلى شارع الرائد سامح الرفاعي، التسمية غير المتداولة لدى السكندريين لاعتيادهم على التسمية القديمة، فشكور باشا هو من أسره سورية استقرت في مدينة الاسكندرية، ولد يوسف شكور بمدينة الاسكندرية عام 1855 ولما بلغ سن الشباب سافر إلى فرنسا والتحق بمدارسها وأتم تعليمه بها ثم عاد الى مصر، ليتولى تنظيم المجلس البلدي بالاسكندرية لدى انشائه عام 1891 م وبعد أن أتم تنظيمه صار مديرا له وكان أول مدير يتولى هذا المنصب، ولكن لم يستمر في منصبه وتركه وتولى بعدها إدارة شركة البيره بالاسكندرية.

لم يُعرف في أي تاريخ توفي فيه شكور باشا، ولكن الأكثر ترجيًحا أنه في أكتوبر عام 1912م ليدفن في الإسكندرية في مقابر باب شرقي.

ولكن لم يستمر الشارع بهذا الاسم ليتم تغييره الى الرائد سامح الرفاعي، أحد ضباط لجيش المصري الذي هب لنجدة الشعب اليمني عندما قام بالثوره ضد الحكم الاستبدادي الذي جعل منه شعبا متخلفا يقبع في ظلمات الجهل والفقر، وليلقى الشهادة في اليمن.

شارع الغرفة التجارية

على امتداد شارع شكور باشا باتجاه البحر، تقابل مبنى ضخم البناء، وهو أحد المباني الهامة والحيوية على أرض عروس البحر المتوسط، ونظرا لأهميته فقد تم تغيير اسم الشارع الخاص به من اسم سعيد الأول إلى شارع الغرفة التجارية.

فتاريخ الغرف التجارية في مصر مقترن بتاريخ الحركة الوطنية والاقتصادية وشكلت مظهرًا من مظاهر التحرر الاقتصادي، وكان رجال التجارة والصناعة في القاهرة والاسكندرية من أكثر المواطنين على وعي بالوضع الاقتصادي الجديد فاتجه اهتمامهم الى تنظيم الأحوال التجارية فيما بينهم.

فمصطلح الغرفة هو من أصل فرنسي وهو مجرد مسمى رمزي يطلق على الهيئات والمؤسسات الرسمية، وتأسس المقر الأول للغرفة بحجرة واحدة بمكتب رئيسها محمد توفيق شوقي ثم بشقة متواضعة وكان الأعضاء يتبرعون بالمال لتأثيثها ولمواجهة نفقات العمل ومرتبات العمال، لتبدأ غرفة تجارة الاسكندرية مرحلتها التقدمية بسعي مسؤوليها للحصول على قطعة أرض من أملاك الحكومة فصدر قرار مجلس الوزراء عام 1933 بمنحها قطعة أرض والتي اقامت فوقها دارها الحالى على الطراز الإغريقي الذي يرمز لمدينة الاسكندر الاكبر وتتحول الغرفة الصغيره إلى مبنى ضخم يحتوى كافة معاملات التجار والتجارة، ويحتفل بافتتاحها عام 1935م

شارع السلطان حسين

من أهم الشوارع بمنطقة وسط البلد شارع السلطان حسين، والذي يشتهر بعدد كبير من المؤسسات الحيوية ومؤسسات المصارف المالية والبنوك والذي تم تغيير اسمه إلى شارع الشهيد صلاح مصطفى ولكنه تغيير رسمي فقط مدون على الأوراق الرسمية ولم يدون في أذهان وذاكرة السكندريين.

وبالعودة إلى موسوعة الجزايرلي لتوثيق شوارع الإسكندرية، فالشهيد صلاح مصطفى صاحب المسمى الجديد، هو أحد ابناء مدينة طلخا ولد في 2 يناير 1921 م تجري في دمائه البسالة التي ورثها عن جده الأكبر الذي اشترك عام 1249م في القضاء على الصليبيين في مدينة المنصورة.

قصص والده عن أعمال الحكم الانجليزي كانت النبتة الأولى التي زرعت بداخله لبث روح الوطنية بداخله، فعند قيام الثورة الوطنية 23 يوليو 1952م كان الشهيد صلاح مصطفى في اللواء الثاني مشاة بالاسكندرية، ولكن لم يمكث بعدها كثيرا لينقل إلى رفح في 8 اكتوبر من العام نفسه ويلحق بقيادة الحرس الوطني في اغسطس 1953م وظل بالحرس الوطني إلى أن عين في عام 1955 ملحقه عسكريا بالأردن.

وفي عام 1956م ظل الشهيد يعمل في مكتبه بالسفارة المصرية في عمان ثم غادر مكتبه وهم بركوب سيارته ليعود الى منزله ولكن ساعي مكتبه أسرع اليه وأخبره بوجود طرد عليه طوابع أردنية وعند فحص الكتاب انفجرت قنبلة كانت موضوعة بداخله وتطايرت أجزاء من جسمه مع الكتاب ونقل إلى المستشفى الايطالي بعمان ولكن فاضت روحه الى بارئها وحمل جثمانه الى القاهره عن عمر ناهز 35 عاما.

ولكن مازال الشارع يحتفظ باسمه القديم نسبة إلى السلطان حسين، فهو السلطان حسين كامل بن الخديوى إسماعيل، ولد فى 21 نوفمبر 1853، وهو اول من لقب بالسلطان من حكام أسرة محمد على.

تولى السلطان حسين كامل نظارة الأشغال العمومية، فأنشأ سكة حديد القاهرة،حلوان، ثم نظارة المالية فرئاسة مجلس شورى القوانين، وفى 19 ديسمبر 1914 أعلن ناظر الخارجية البريطانية عزل خديوى مصر عباس حلمى الثانى بن الخديوى توفيق نظرا لإعلانه تأييد السلطان العثمانى فى حريه ضد الإنجليز وتولى حسين كامل مقاليد الحكم كونه أكبر مستحقى العرش من أسرة محمد على.

ولكن مشاعر المصريين له تغيرت وتأججت بعدما تحالفت مصر مع بريطانبا ضد السلطان العثمانى فى الحرب العالمية الأولى، وكانت الطريقة التي وصل بها السلطان حسين إلى حكم مصر هي السبب الرئيسي في تعرضه لأكثر من محاولة اغتيال، اثنتان بالتحديد، واحدة فى القاهرة والأخرى فى الإسكندرية، ولكنه نجا من الموت فى المحاولتين.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل