المحتوى الرئيسى

آباء محمد صلاح.. والنسب الكروي في مصر

07/05 13:12

يقولون إن للنجاح ألف أب، ولنجمنا محمد صلاح، الذي تجاوز مصطلح النجاح، آباء كثر في الرياضة المصرية، آباء لم ينجبوه، أو تولوا تربيته في صغره، أو قدموه إلى سلم المجد، وبالطبع لم يكونوا سببا في صنع نجوميته الطاغية التي جعلته ضمن أفضل لاعبي كرة القدم حول العالم.

لا يكاد يفوّت مشجعو الكرة في مصر مناسبة بارزة في حياة نجمنا الدولي محمد صلاح، دون إلصاقها بالكرة المصرية، وهو ما حدث مؤخرا بعد فوز فريقه ليفربول بالدوري الإنجليزي بعد غياب 30 عاما عن منصة التتويج.

تبارى كثيرون لتهنئته بطريقتهم الخاصة ووفقا لألوان قمصانهم، فأنصار الزمالك هنأوه بصفته أول مشجع للفريق الأبيض يفوز بالبريميرليج، في إشارة إلى تشجيعه للنادي، وذلك بعد أيام من تصريحات حارس المقاولون العرب السابق محمد العقباوي التي أشار فيها إلى انتماء صلاح للزمالك.

العقباوي زاد من الشعر بيتا وأفصح أن صلاح كان يعشق الزمالك وقائده الحالي محمود شيكابالا، بجانب نجمي الأهلي محمد أبوتريكة ومحمد بركات، وكان يتمنى أيضا رؤيتهم في الملعب حينما كان لاعبا في ذئاب الجبل.

وزعم خالد الغندور في وقت سابق أن صلاح كان يمثل فريق الزمالك بين لاعبي المقاولون العرب، وهو ما يعتقده قطاع كبير من الزمالكاوية أن لها في محمد صلاح باعتباره كان قريبا من الانضمام للقلعة البيضاء في 2011، لولا ممدوح عباس الذي حال دون انضمامه بدعوى أن لا يصلح لارتداء القميص الأبيض، ما يعكس رغبتهم في حسبان صلاح على النادي الأبيض وليس المقاولون العرب الذي قدمه للكرة المصرية وأهداه للكرة الأوروبية.

ليس الزمالكاوية وحدهم من يؤمنون أن صلاح يخصهم، فقائد الأهلي السابق وائل جمعة تمنى أن يختم "مو" حياته في الملاعب المصريى بين جدران النادي الأهلي، لأنه "أهلاوي بالطبع"، وهو ما أكده مدرب المقاولون السابق وزميله بالفريق محمد عودة بأنه كان يشجع الأهلي وليس الزمالك.

إلا أن جمهور الأهلي لم ينضم لحملة التهنئة والنسب الكروي بنفس الحماسة، ربما لتفاخرهم بأساطير حية أخرى مثل محمود الخطيب ومحمد أبوتريكة، اللذين يعتبرهما قطاع من الأهلاوية أفضل مهاريا من نجم الريدز، أو لعدم إيمان الجمهور بأهلاوية محمد صلاح.

جمهور الإسماعيلي انضم أيضا لقائمة التبني الكروي، إذ هنأت إحدى الصفحات الداعمة للنادي على فيسبوك اللاعب باعتباره" أول مشجع إسمعلاوي يفوز بالدوري الإنجليزي"، استنادا إلى تصريحه السابق بأنه يحب كرة الدراويش وينتمي لعائلة تشجع الإسماعيلي في بلدته.

للإسماعيلي الحق في محمد صلاح أيضا لأنه اعترف بتشجيعه حينما كان صبيا يافعا في قريته نجريج، أو هكذا راوغ المحاور للهروب من إعلان انتمائه الحقيقي.

لكن أين حق بازل السويسري وتشيلسي الإنجليزي وفيورنتينا وروما الإيطاليين  في صلاح، فهؤلاء الأجدر بالتبني والأبوة، لأنهم ساهموا في نضجه وتشكيله حتى وصل إلى مرحلة الوحش رفقة  "الريدز" أبطال الدوري الإنجليزي تحت قيادة الألماني المخضرم يورجن كلوب.

بالطبع، صلاح لا يكترث لمناوشات جماهير الكرة المصرية، وغير عابئ بمن يدلون بتصريحات عن نسبه الكروي وفريقه المفضل داخل مصر، كما أنه لا يسير على نهج من سبقوه بالبحث عن شعبية القطبين للحفاظ على مسيرته، فهو تخطى كل هذه الحدود والتقسيمات الصغيرة في عالم كبير بات يعرفه أكثر من أي مصري آخر، ومنحته موهبته شعبية كبرى في البلد التي اخترعت كرة القدم.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل