نظام بيدو ـ أداة الصين لكسر الهيمنة الأمريكية في الفضاء؟

نظام بيدو ـ أداة الصين لكسر الهيمنة الأمريكية في الفضاء؟

منذ ما يقرب من 4 سنوات

نظام بيدو ـ أداة الصين لكسر الهيمنة الأمريكية في الفضاء؟

خدمة "بيدو" ـ مسار تكنولوجي بدأ قبل عشرين عاما\nنهاية احتكار ـ استقلالية تجاه "جي.بي.إس" الأمريكي\nأنظمة منافسة ـ "غاليليو" رمز قوة أوروبا الناعمة\nبرنامج الصين الفضائي ـ طموح بلا حدود\nتكنولوجيا الفضاء ـ الصين تفاجئ العالم\nخدمة بيدو ـ مسار تكنولوجي بدأ قبل عشرين عاما\nبتكلفة قدرها نحو عشر مليارات دولار، أكملت الصين إنجاز نظام "بيدو" (BeiDou) ويسمى بالإنجليزية أيضا كومباس، للملاحة وتحديد المواقع بواسطة شبكة من خمسة وثلاثين قمراً صناعياً، ثم إطلاق آخرها يوم الـ23 من يونيو/ حزيران الماضي، ما يجعل الصين مستقلة تماما عن أنظمة مماثلة كـ"جي. بي. إس" الأمريكي أو "غاليليو" الأوروبي الذي هو قيد الإنجاز. وعلى غرار نظامي تحديد المواقع الأمريكي والروسي، فإن "بيدو" يُدار من قبل وزارة الدفاع الصينية. أما غاليليو الأوروبي فله طابع مدني وممول تقريبا بالكامل من قبل الاتحاد الأوروبي.\nبدأ في الصين تشغيل أكبر تلسكوب لاسلكي في العالم ضمن مشروع طموح لغزو الفضاء واستكشافه والبحث عن كائنات ذكية خارج كوكب الأرض. (26.09.2016)\nأضافت الولايات المتحدة الأمريكية فرعاً سادساً لقواتها المسلحة بتأسيس فرع "القوة الفضائية". هذا الأمر أثار حفيظة الصين التي تتهم الولايات المتحدة بتحويل الفضاء الخارجي لساحة معركة جديدة. كيف ذلك؟ (23.12.2019)\nووراء سباق ضبط تقنيات الملاحة الفضائية وتحديد المواقع، توجد رهانات اقتصادية وسياسية وعسكرية ذات أبعاد استراتيجية مختلفة، في تفوق لم يعد اليوم حكراً على الولايات المتحدة.\nبدأ نشر النسخة الأولى من "بيدو" عام 2000 وكانت تتكون من ثلاثة أقمار صناعية فقط، دخلت الخدمة في عام 2003. النسخة الأولى كانت ذات تغطية إقليمية محدودة وتشمل الصين وجوارها. أما الجيل الثاني فتمّ الإعلان عنه عام 2006، ويغطي كامل الكرة الأرضية بدقة تقارب عشرة أمتار في نسخته المدنية.\nويعمل النظام بفضل ثلاثة أنواع من الأقمار الصناعية. الفئة الأولى تضم خمسة أقمار في مدار ثابت، والفئة الثانية ثلاثة في مدار مائل (55 درجة) متزامنٍ مع دوران الأرض، ثم 27 قمرا صناعيا تم تثبيتها في مدار متوسط. النسخة الثانية من "بيدو" دخلت الخدمة عام 2012 بتغطية شملت أيضا الصين ودول الجوار، بأداء وفعالية تقارن بنظام "جي.بي.إس" الأمريكي وغلوناس الروسي وغاليليو الأوروبي. علاوة على ذلك، هناك أيضا نظام "إ.إير.إن.س.س" الهندي بسبع أقمار صناعية والُمصمم للملاحة في الهند وجوارها في قُطر لا يتعدى أكثر من 1500 كيلومترا عن حدودها. وأخيرا نظام "كيو.زيد.إس.إس" الياباني، الذي هو قيد الإنجاز ويتكون من ستة أقمار صناعية يُتوقع دخولها الخدمة عام 2023.\nالفيديو التالي يظهر إطلاق الصين للقمر 35 والأخير في نظام "بيدو" لتحديد المواقع.\nنهاية احتكار ـ استقلالية تجاه جي.بي.إس الأمريكي\nخلال القرن العشرين، تحول الفضاء إلى ساحة تنافس بين القوى العظمى وأداة لاستعراض قدراتها فيالتكنولوجيا المدنية والعسكرية. وتعتبر أنظمة الملاحة وتحديد المواقع رهاناً استراتيجياً في قطاع تقنيات الفضاء وضبط تكنولوجيا الساعات الذرية وآليات الاتصالات السلكية واللاسلكية ومعالجة بيانات الملاحة.   \nنظام "جي.بي.إس" من تصميم الجيش الأمريكي ويخضع لسيطرة مشتركة بين البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية، وهو متاح مجانًا منذ عام 2000. دقة نظام تحديد المواقع الأمريكي تتراوح بين ثلاثة وخمسة أمتار، غير أن الأمريكيين قادرون في أي لحظة على التشويش على هذه الدقة. ما يُخل بالتزامنية وتعطيل شبكات الهاتف المحمول. وهذا ما دفع بالصينيين والأوروبيين والروس والهنود واليابانيين إلى تطوير أنظمتهم الخاصة لتحديد المواقع.\nيمنح نظام "بيدو" للصين استقلالية اتجاه النظام الأمريكي، بامتلاك أداة لتحديد المواقع في حال نشوب نزاع عسكري مع الجيش الأمريكي، خصوصا وأن الأخير له قدرة قطع خدمات "جي.بي.إس" على الصين أو على أي دولة أخرى. وإضافة إلى ذلك سيكون بإمكان "بيدو" دعم أنظمة تكنولوجية مستقبلية في الصين كالسيارات ذاتية القيادة، وقطاع الزراعة الدقيقة وما إلى ذلك.\nإرسال Facebook Twitter google+ Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin \nأنظمة منافسة ـ غاليليو رمز قوة أوروبا الناعمة\nتم إطلاق برنامج نظام غاليليو الأوروبي عام 1999، الاختبار الأول تحقق في عام 2005. البرنامج اعترضته سلسلة من العقبات المتعلقة بالتمويل ومعارضة بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى الرفض التام من قبل الولايات المتحدة. المشروع تشرف عليه وكالة الفضاء الأوروبية، ومن المتوقع الانتهاء من انجازه خلال العام الجاري (2020). النظام الأوروبي يعمل بـ 22 قمرا صناعيا حاليا، وسيصل المجموع في النهاية إلى ثلاثين قمراً.\nنظام سيكون بلا شك لبنة في خدمة مشاريع بلورة سياسة دفاعية أوروبية مشتركة التي ستتطلب امتلاك وسائل خاصة للمراقبة والاتصالات. وذلك بعدما أظهرت حرب الخليج وكوسوفو وأفغانستان تبعية الأوروبيين التكنولوجية للولايات المتحدة التي تفرض وبقرار من الكونغرس، إلزامية دمج نظام "جي.بي.إس" في جميع أنظمة الأسلحة الأمريكية.\nبرنامج الصين الفضائي ـ طموح بلا حدود\nيتذكر العالم نجاح مهمة شنتشو المأهولة في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2003 والتي أبرزت للعالم الصين كقوة فضائية صاعدة، وإن كان البرنامج الفضائي الصيني متنوع وأقدم بكثير. غير أن نجاح المهمات المأهولة معقد ويتطلب درجة عالية من التراكم التكنولوجي. وكانت الصين حينها ثالت دولة في العالم تتمكن من إرسال إنسان إلى الفضاء بعد الولايات المتحدة وروسيا. ومنذ ذلك الحين والقوى العالمية الأخرى تراقب عن كثب تطور برنامج بكين الفضائي، خصوصا الولايات المتحدة التي تربطها علاقات معقدة مع العملاق الأسيوي. أول قمر صناعي أطلقته الصين، كان بواسطة صاروخ يعود لعام 1970. إلا أن البرنامج بدأ بشكل فعلي وواسع عام 1992، وتشارك في إدارته المؤسسة العسكرية. ولعل أهم إنجازات البرنامج الفضائي تحقق في يناير/ كانون الثاني 2020 حينما نجحت الصين في إرسال مسبار "تشانغ آه ـ4" إلى الوجه المظلم من القمر.\nوتسعى الصين جاهدة لبناء محطة فضائية خاصة بها تنافس محطة الفضاء الدولية التي يشارك فيها الأوروبيون والأمريكيون والروس منذ فترة طويلة. وبهذا الصدد كتب بيتر شتورم محرر الشؤون العلمية في "فرانكفورته ألغماينه تسايتونغ" (الرابع من يناير/ كانون الثاني 2019) أن السبب في ذلك "يرجع في المقام الأول إلى الأمريكيين الذين رفضوا مشاركة الصين قبل بضع سنوات (في المحطة الدولية)". وهذا ما جعل الصينيين يرفعون التحدي بالاعتماد على إمكانياتهم الذاتية.\nفي سياق متصل، خصصت "شبكة الإعلام الألمانية" RND على موقعها يوم (السادس من يونيو/ حزيران 2020) مقالاً مطولاً حول البرنامج الفضائي لبكين، تطرقت فيه إلى سلسلة التجارب الصاروخية والجيل الجديد من المركبات الفضائية الصينية. وذكرت بالخصوص نجاح تجربة نموذج أول من صاروخ طراز "5ب"، بعلو 53 مترا الذي سيحمل مركبات فضائية صينية قادرة على حمل ست رواد فضاء دفعة واحدة. "نجاح يعتبر شرطاً لنجاح متطلبات برنامج الفضاء الصيني الطموح الذي يخطط لرحلات إلى القمر والمريخ ولإنشاء محطة فضائية صينية دائمة"، يقول التقرير.\nالخطوات الأولى على سطح القمر.. عندما وضع نيل أرمسترونغ قدميه يوم 20 يوليو 1969 على سطح القمر قال واحدة من أكثر الجمل شهرة على الإطلاق: "هذه خطوة صغيرة للإنسان لكنها قفزة عملاقة للبشرية".\nمن غرفة التحكم في مركز كينيدي للفضاء يشرف مدير برنامج Apollo، صمويل سي. فيليبس، على التجهيزات قبل موعد الإطلاق في 16 من أبريل 1969. "أبولو 11" كانت أول بعثة لمهمة الهبوط على سطح القمر، انطلقت المركبة بحامل الصواريخ "Saturn V" وعلى متنها نيل أرمسترونغ وإدوين بوز- ألدرين ومايكل كولينز.\nهؤلاء الثلاثة (في الصورة) كانوا من بين آلاف الأشخاص الذين عاشوا بخيامهم على الشواطئ والطرق بجوار مركز كينيدي للفضاء التابع للناسا في فلوريدا لمتابعة إطلاق مركبة "أبولو 11" عن قرب. وزار حوالي مليون شخص مركز كينيدي للفضاء لمتابعة هذه الرحلة التاريخية.\nهذا الحدث التاريخي لم يتابعه آلاف الأشخاص المتحمسين فحسب، بل وأيضا آلاف المراسلين لتقديم تقارير إعلامية عن "أبولو 11". 3 آلاف وخمسمئة صحفي اجتمعوا في المكان المخصص للصحفيين بمركز كينيدي للفضاء. وفي 16 من يوليو 1969 أنطلق الصاروخ الحامل لمركبة "أبولو 11".\nأحد أفراد الطاقم لم يُسمح له بمرافقة الفريق الذي هبط على سطح القمر وكان عليه البقاء في المِسبار الفضائي. قال مايكل كولينز عام 2009: "شعرت بأنني جزء مما حدث على سطح القمر. وربما يقال عني أني كاذب أو أحمق إذا قلت إنني حصلت على أفضل ثلاثة مقاعد في مركبة "أبولو 11". ولكن يمكنني أن أقول بصراحة أنني راض جدا عن مشاركتي في هذه المهمة".\nفي 20 من يوليو 1969، على الساعة الـ8 و17 دقيقة و58 ثانية مساء، كانت أولى كلمات أرمسترونغ إلى مركز المراقبة والعالم الذي يشاهده: "هيوستن، قاعدة الهدوء هنا، هبط الصقر". ولكن مر وقت كبير حتى وضع أمسترونغ وألدرين أقدامهما على سطح القمر. فقد توجَّب على الطاقم أولا تحضير رحلة العودة، وبعد ذلك جاءت اللحظة التاريخية الكبيرة ووضع نيل أرمسترونغ قدمه على سطح القمر.\nالتقط هذه الصورة مايكل كولينز في 21 من يوليو 1969، ويظهر فيها "الصقر" أثناء رحلة العودة من القمر، وراءها سطح القمر وفي أفقها الأرض. في الوقت الذي كان أرمسترونغ وألدرين يضعان أقدامهما على سطح القمر كان كولينز مكلفا بوحدة القيادة "كولومبيا".\nخلال عملية الاستكشاف التي استمرت ساعتين ونصف جمع أرمسترونغ وألدرين أكثر من 21 كيلوغراما من مواد من القمر أخذت إلى الأرض، هذه القطعة الصغيرة واحدة منها. تم التقاط هذه الصورة في 27 من يوليو بعد العودة. خلال المرات الست التي هبط فيها الإنسان على سطح القمر جمع رواد الفضاء 2415 عينة؛ أي ما يقارب 400 كيلوغرام تم جمعها في أرشيف خاص بالقمر.\nزوار القمر تركوا خلفهم كذلك أشياء كثيرة هناك. دبوس الزينة الظاهر في الصورة، والذي يعد أحد الأشياء الأكثر رمزية، تركه نيل أرمسترونغ على سطح القمر. وهو عبارة عن غصن زيتون يبلغ طوله 15 سنتيمترا ويرمز للسلام. زوار الفضاء في المستقبل يمكنهم كذلك أن يعثروا على كرات الغولف وصورة عائلية مع كاميرا وأعمال للفنان أندي وارهول أو ريشة لصقر.\nفي 24 من يوليو على الساعة الـ4 و50 دقيقة بعد الزوال بالتوقيت العالمي هبط طاقم "أبولو 11" في المحيط الهادئ على بعد 21 كيلومترا من حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هورنيت"، وعلى بعد 1480 كيلومترا جنوب غرب هاواي. ولتفادي إمكانية جلب رواد الفضاء لأي مسببات الأمراض معهم، تم وضع الطاقم تحت الحجر الصحي.\nرواد المهمة الفضائية "أبولو 11" دون بدلاتهم الفضائية المعتادة، عوض ذلك يحتفلون مع الجماهير بزي وعباءات وقبعات مكسيكية. جولة حول العالم قادت رواد الفضاء 45 يوما في 24 دولة و27 مدينة. أرادت الولايات المتحدة الأمريكية من خلال هذه الجولة التأكيد على استعدادها لتبادل المعرفة الفضائية مع باقي العالم. وكما نرى هنا تم الاحتفال برواد الفضاء مثل النجوم في مدينة مكسيكو سيتي. إعداد: ه. فوكس / ترجمة: ع. اعمارا

الخبر من المصدر