المحتوى الرئيسى

جاويش أوغلو من برلين: تقييدات السفر إلى تركيا "مسيسة"

07/02 17:19

اتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الاتحاد الأوروبي بالإبقاء على تقييدات السفر بالنسبة لتركيا "لأسباب سياسية". وقال اليوم الخميس (الثاني من تموز/يوليو 2020) بعد مباحثات مع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بالعاصمة برلين إن بعض الدول التي أدرجتها بروكسل على قائمة الدول المسموح لأشخاص منها بالسفر مجدداً إلى الاتحاد الأوروبي، تعد أسوأ حالاً من تركيا.

بعد سوريا وليبيا فتحت تركيا جبهة ثالثة بشمال العراق. لعبة الكر والفر بين الأتراك وحزب العمال الكردستاني باتت مشهدا معتادا بالمنطقة، غير أن توقيت وحجم الهجوم دفع مراقبين ألمان للتدقيق في النوايا غير المعلنة لأردوغان. (01.07.2020)

انتقدت تركيا بشدة ما اسمته "بالتعامل العنيف" للشرطة النسماوية مع احتجاجات وقعت بين متظاهرين أكراد وأتراك في العاصمة النمساوية ما رفع درجة التوتر بين الدولتين ووصل الأمر إلى حد استدعاء السفراء (29.06.2020)

لاشك أن قطاع السياحة قد تضرر كثيرا من تداعيات وباء كورونا، والملايين من الألمان الذين كانوا يقضون عطلاتهم الصيفية في منتجعات مصر وتونس والمغرب وتركيا ودول أخرى، سيتجه الكثير منهم إلى السياحة الداخلية. (14.05.2020)

وأضاف الوزير التركي: "نرى في هذا الشأن أنه تم اتخاذ القرار بدوافع سياسية"، لافتاً إلى أنه يجب تقييم قائمة الاتحاد الأوروبي في إطار "معايير موضوعية".

ودعا جاويش أوغلو مجدداً إلى إلغاء التحذير من السفر الخاص بوزارة الخارجية الألمانية بالنسبة لتركيا، وقال إن بعض السائحين شرعوا في قضاء عطلاتهم تدريجياً في تركيا، واستدرك قائلاً: "ولكن المهم في هذا الشأن أنه يتعين على ألمانيا فحص هذا التحذير من السفر، لاسيما في إطار بيانات موضوعية. أصدقاؤنا الألمان يرغبون في قضاء إجازة في تركيا".

ومن جانبه قال ماس عن الطلبات الصادرة من تركيا إن هناك رغبة في التنسيق بشكل وثيق داخل الاتحاد الأوروبي، وأضاف: "فقط إذا عملنا في تناغم قدر الإمكان في أوروبا، سيكون ممكنا التحكم في انتشار الفيروس".

يذكر أن دول الاتحاد الأوروبي قررت أول أمس الثلاثاء الإبقاء على تقييدات السفر التي تم فرضها على خلفية أزمة كورونا في الاتحاد الأوروبي بالنسبة لكثير من الدول، من بينها تركيا لفترة قادمة. وسيتم السماح لأشخاص من 14 دولة فقط من خارج الاتحاد الأوروبي بالسفر إلى دول الاتحاد مجدداً. ومن المقرر إعادة تعديل هذه القائمة كل أسبوعين.

يشار إلى أنه يسري بالنسبة لتركيا أيضاً تحذير من السفر من قبل وزارة الخارجية الألمانية حتى نهاية شهر آب/أغسطس القادم، وفقا للوضع الحالي.

رغم المساعي التركية الأخيرة لتحسين علاقاتها مع ألمانيا قبيل زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى برلين في شهر أيلول/سبتمبر 2018. إلا أن تركيا كانت غالبا هي السباقة إلى تأجيج العلاقات مع حليفها التاريخي ألمانيا. لقاء قديم يعود لعام 2011 جمع أردوغان بالمستشارة ميركل.

رفعت محكمة تركية الاثنين (20 أب/أغسطس 2018) حظر السفر المفروض على الصحفية الألمانية ميسالي تولو التي اعتقلت العام الماضي بتهم تتعلق بالإرهاب. وتسببت قضية تولو، بالإضافة إلى قضية الصحفي دينيز يوجيل الذي ظل محتجزا عاما كاملا، وقضية الحقوقي بيتر شتويتنر الذي احتجز لثلاثة أشهر، إلى توتر شديد في علاقات أنقرة مع برلين. ومنذ الإفراج عن يوجيل في فبراير الماضي بدأت حدة التوتر في العلاقات تتراجع نسبيا.

توصلت بروكسل وأنقرة إلى اتفاق في آذار/مارس 2016، يسمح بإعادة اللاجئين إلى تركيا، بمن فيهم طالبو اللجوء السوريون الذين وصلوا إلى اليونان. وذلك بعد تدفق أكثر من مليون لاجئ ومهاجر عبر تركيا إلى دول الاتحاد الأوروبي في عامي 2015 و2016. ووافقت أوروبا على تمويل صندوق مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات يورو مخصص لأكثر من مليونين ونصف مليون لاجئ موجودين في تركيا، في مقابل وعد أنقرة بالحد من تدفقهم.

ازداد تدهور العلاقات بين ألمانيا وتركيا إثر قيام البرلمان الألماني "بوندستاغ" في حزيران/يونيو 2016، بالاعتراف بتعرض الأرمن للإبادة خلال حكم السلطنة العثمانية مطلع القرن الماضي. وكذلك بعد إدانة ألمانيا المستمرة لعمليات القمع في تركيا التي أعقبت الانقلاب الفاشل على الرئيس رجب طيب أردوغان صيف عام 2016.

انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الغرب في أكثر من مرة متهما إياه بعدم إظهار التضامن مع أنقرة بعد محاولة الانقلاب الفاشل. وقال إن الدول التي تخشى على مصير مدبري الانقلاب بدلا من القلق على ديمقراطية تركيا لا يمكن أن تكون صديقة.

ما زاد من تدهور العلاقات المتوترة بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي هو منح ألمانيا حق اللجوء لجنود أتراك سابقين ومن ضمنهم قيادات عسكرية، تتهمهم الحكومة في أنقرة بالتورط في محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في شهر تموز/ يوليو 2016.

رفضت ألمانيا طلباً رسمياً من تركيا بتجميد أصول أعضاء من شبكة رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشل. وأبلغت برلين أنقرة أنه ليس هناك أساس قانوني كي يقيد مكتب الإشراف المالي الاتحادي حركة غولن وأنصاره.

رُشحت تركيا للانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي منذ عام 1999، وبدأت المفاوضات بين الجانبين حول هذا الشأن عام 2005. لكن المفاوضات تجمدت خريف عام 2016. وتعترض أغلب الأحزاب السياسية الألمانية في الوقت الحاضر على انضمام تركيا للاتحاد.

رفضت ألمانيا ترويج ساسة أتراك في أراضيها للتعديلات الدستورية التي أقرت عام 2017. واتهم أردوغان المستشارة ميركل آنذاك باللجوء إلى ممارسات "نازية" لمساندتها هولندا في النزاع الذي نشب بينها وبين تركيا لنفس المسالة، مما أثار استنكار ألمانيا وحمل الرئيس الألماني شتاينماير على مطالبته بالتوقف عن هذه "المقارنات المشينة".

أعلنت رئاسة الشؤون الدينية التركية سحبها أئمة من ألمانيا، وذلك بعدما أعلنت هيئة حماية الدستور (المخابرات الداخلية الألمانية) في كانون الثاني/يناير 2017، أنها تحقق في اتهامات بالتجسس ضد اتحاد "ديتيب" الإسلامي التركي في ألمانيا. وتتهم الهيئة أئمة المساجد التابعة لـ "ديتيب" بتقديم معلومات عن معارضين للرئيس أردوغان للقنصليات التركية.

رفضت أنقرة زيارة وفد من لجنة الدفاع بالبرلمان الألماني لجنود الجيش الألماني المتمركزين في قاعدة أنجرليك التابعة لحلف الناتو. وقررت ألمانيا إثر ذلك في حزيران/يونيو 2017 سحب قواتها الـ 260 الذين كانوا للمشاركة في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في كل من سوريا والعراق، بنقل هذه القوات إلى الأردن. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.

نشرت صحيفة تركية موالية للحكومة في أيلول/سبتمبر 2017، صورة للمستشارة ميركل، على صفحتها الأولى، تظهرها بشارب هتلر الشهير، ويبدو فوق رأسها الصليب المعقوف رمز النازية. وجاء التصعيد الإعلامي هذا قبيل الانتخابات التشريعية الألمانية عام 2017 وبعد المناظرة التلفزيونية بين المستشارة ميركل ومنافسها الاشتراكي شولتس، حيث دعا كلاهما إلى إنهاء المفاوضات بشأن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.

شددت الخارجية الألمانية في تموز/يوليو 2017، من تحذيرات السفر إلى تركيا التي تعد مقصدا سياحيا للألمان، وذلك عقب تصاعد حدة الخلاف بين ألمانيا وتركيا وإعلان برلين عن "توجه جديد" في سياستها تجاه أنقرة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل