المحتوى الرئيسى

أول مصري يكتشف وجود مياه على كوكب المريخ: البحث استغرق 9 أشهر

07/02 16:28

كان حلما أن يكتب اسمه ضمن العلماء الذي قدموا اكتشافات جديدة على كوكب المريخ، بطبيعة تخصصه كأستاذ مساعد جيولوجيا المياه بمركز بحوث الصحراء، قرر الدكتور محمد يوسف أن يفكر في عمل دراسة مختلفة من نوعها للبحث عن المياه على كوكب المريخ، بالفعل بدأ في عمل محاكاة لما هو موجود على سطح الأرض، من أشكال نتجت بفعل المياه، مثل دلتا النيل، في شمال مصر. 

يقول "يوسف": "هذا الشكل الأرضي نتج على الأرض بفعل وجود المياه، وهو عبارة عن شكل مثلثي، في البحث تم مقارنته بأشكال نتجت على الأرض والمريخ بفعل الأودية والأنهار والبحيرات، وقنوات مائية، حيث تم مقارنة 12 منطقة على سطح المريخ، بواسطة الأقمار الصناعية عالية الجودة، عن طريق وكالتي الفضاء الألمانية والأوروبية".

البحث الذي نشر في المجلة الدولية لعلوم الفضاء، أثبت العديد من الأشكال السطحية على سطح كوكب المريخ تعكس الوضع المائي القديم له، على حد قول "يوسف": "الصور التي التقطناها بينت أنه ساد هذا الكوكب، مناخ رطب في الماضي تحول إلى مناخ جاف، ويتضح هذا من خلال، التوزيع المكاني أو التوزيع الجغرافي لشبكات الأودية".

المقارنات المستمرة بين ما يدور على سطح الأرض وبين ما كان يحدث على كوكب المريخ دفعت بالدكتور "يوسف" باتخاذ "الصحراء المصرية"، مثالا، فيقول: "لأن لدينا معرفة كافية بكيف تكونت الصحراء، فإننا نبحث عن المتشابهات على كوكب المريخ عن طريق الأقمار الصناعية الدقيقة التي تلتقط الصور وتقوم بعمل المقارنات لنتأكد من أن هذه مياه مطر، لازم يبقي فيه وادي".

تعود فائدة مثل هذه الأبحاث على حد قول "يوسف" إلى "الفائدة العائدة علينا هي الرحلة التي تقوم بها ناسا في 2020، أن يقوموا بعمل هبوط في منطقة بها مياه، وبالتالي يتمكنوا من أخذ عينات من المريخ".

ويوضح أن خروج أي رحلة فضاء إلى كوكب المريخ يستوجب دراسة من 4 إلى 5 سنوات قبلها، وتتكلف الرحلة الواحدة نحو 6 مليارات دولار، وتستغرق من 12 إلى 14 شهرا.

وخلصت الدراسة التي استغرقت نحو 9 أشهر بعد دراسة كل الأشكال الجغرافية الموجودة على سطح المريخ في 12 منطقة وبمقارنتها بكل أشكال المياه على سطح الأرض، تم اكتشاف منطقتين تتشابهان في خصائصهم للوديان الموجودة على كوكب الأرض، هاتان المنطقتان من المقرر أن يتم الهبوط عليهما خلال الرحلة القادمة إلى كوكب المريخ والتي من المتوقع أن تنطلق خلال يوليو الجاري، والمنطقتان هما، دلتا جازيرو (Jazero Delta) ودلتا ايبزوالد (Eberswalde Delta)، حيث تشير الكثير من خصائصهما إلى إمكانية وجود مياه سابقة بهما وبالتالي فمن الممكن وجود شواهد للحياه على أي مستوى من المستويات بما فى ذلك المستوى الميكروبي.

وفي حالة تأكيد هذا الأمر سيعتبر اكتشافا علميا هاما في مجال بحوث الفضاء بل من الممكن أن يكون الأهم على الإطلاق. 

على حد وصفه دراسة كوكب المريخ له مميزات عدة يسردها "يوسف" بقول: "المريخ يتميز عن الأرض باحتفاظه بالسجل الجيولوجي القديم، الأرض والمريخ ناشئين من نفس النشأة، لكن التغيرات التي حدثت ضيعت مليار سنة من عمر الأرض البالغ نحو 4.5 بليون سنة".

ويتابع: "المليار سنة ضاع لأن الأرض كان فيها حركات وتشكيلات، لكن المريخ يحتفظ بنفس السجل الجيولوجي الكامل لتكوينه، ووجود شواهد المياه على المريخ تدل على وجود شواهد للحياة، لو فرضنا إن كان فيه حياة، فده دليل على إن هناك حدث تسبب في القضاء على هذه الحياة عليه، وبالتالي دراسة الأمر تجعلنا نحمي أنفسنا من أي تغيرات طارئة تحدث لنا على كوكب الأرض الذي يشبه كثيرا كوكب المريخ".

وتابع: "الدراسات الجيولوجية للمريخ ستوفر معلومات كثيرة عن كيفية التغلب على المشاكل التي قد تواجه كوكب الأرض حاليا ومستقبلا مثل التصحر والاحترار العالمي وغيرها من المشاكل البيئية.

إضافة إلى ما سبق، فإن دراسات المريخ سوف توفر تقنيات عالية الجودة فيما يتعلق بصور الأقمار الصناعية والمعلومات المستخلصة منها بحيث يمكن استخدام تلك التقنيات لاحقا في دراسة الأرض وتحسين نوع مستوى الحياة".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل