المحتوى الرئيسى

ماتياس زامر.. من أنقاض دريسدن إلى "البالون دور"

07/02 09:36

ماتياس زامر لاعب بوروسيا دورتموند

تعتبر مدينة دريسدن، عاصمة ولاية ساكسونيا، واحدة من أهم مراكز ألمانيا الثقافية، لكنها حاولت الهروب من تأثير الحرب العالمية الثانية، حيث تعرضت لقصف عنيف ومدمر في الشهور الأخيرة من الحرب، لتدمير ساحة المدينة، التي لعبت دوراً حيوياً في المجهود الحربي الألماني، لتدفع دريسدن ثمناً باهظاً عقب الخسائر العديدة التي تلقتها جراء هذا القصف.

أعيد بناء المدينة مجدداً، بعدما فقدت حوالي 25 ألف من سكانها على يد قوات الحلفاء، لكنها استطاعت أن تكون منبراً للثقافة، حيث يقصدها الطلاب المهتمون بالفن والموسيقى، حيث عاش فيها الرسام كاسبر دافيد، وأسست بها الراقصة التعبيرية جريت بالوكا مدرستها الشهيرة لتصبح دريسدن مركزاً للرقص الحديث، لذلك من المناسب أن تكون هذه المدينة مسقط رأس ماتياس زامر، الفائز بالبالون دور عام 1996.

ولد ماتياس زامر في الخامس من سبتمبر عام 1967، عائلة زامر ارتبطت بكرة القدم، حيث قضى والده كلاوس ، معظم حياته المهنية كلاعب في دينامو دريسدن، كان والد ماتياس هو الذي قدم له أول ظهور له في موسم 1985/86 ، بعد مرور عدة سنوات على اعتزال فرانز بيكنباور.

وانضم زامر إلى النادي في سن التاسعة، وانتقل بخطوات ثابتة نحو الفريق الأول، بعدما بدأ مسيرته كمهاجم، بثمانية أهداف في موسمه الأول، ولكن تم تحويله إلى الجناح الأيسر قبل العثور على مكانه المناسب في وسط الملعب، حصد الألقاب مع دريسدن، ولعب معهم حتى عام 1990، شارك في 102 مباراة وسجل 60 هدفاً، مما منحه فرصة الانتقال إلى صفوف شتوتجارت.

قضى زامر موسمين فقط في شتوتجارت، لقد سجل 11 هدفاً في موسمه الأول في الدوري الألماني، حيث أنهى شتوتجارت المسابقة في المركز السادس، لكنه عاد ليحقق النجاح في الموسم التالي 1991/1992، بعدما انتزع لقب الدوري متفوقاً على بوروسيا دورتموند بفارق الأهداف. 

في نهاية المطاف، فاز فريق إنتر ميلان بتوقيع ماتياس زامر، وتوقع الكثيرون أن يحقق النجاح مجدداًُ، لكنه شارك معهم في 11 لقاء فقط، وسجل 4 أهداف.

وسرعان ما رحل عقب 6 أشهر فقط، بسبب عدم قدرته على التكيف مع الأجواء في إيطاليا، ورغبته في العودة إلى بلاده، ليخوض تجربة جديدة مع بوروسيا دورتموند.

بدأ زامر مسيرته مع دورتموند عام 1993، حتى عام 1998، و شارك معهم في 115 مباراة و سجل 23 هدف، واحتل المركز الرابع بفارق سبع نقاط عن فيردر بريمن بطل الدوري.

وكانت نقطة التحول، عندما قرر المدرب أوتمار هيتسفيلد أن يدفع بماتياس زامر في مركز "الليبرو"، ليدير عمق الملعب ويتحكم في أداء فريقه، حيث كان لاعباً محورياً في خط الدفاع مع الجيل الذهبي لفريقه، الذي منح الفريق صاحب الزي الأصفر لقب الدوري الألماني "البوندسليجا" في موسم 1994/95.

ولم تكن هذه هي النهاية مع دورتموند، حيث توج الفريق عام 1997 بلقب دوري أبطال أوروبا على حساب نظيره يوفنتوس الإيطالي، وكان زامر جزءًا لا يتجزأ من هذا التتويج أيضاً، في حين أن الكثيرين يتذكرون دور ستيفان شابويزا وأندرياس مولر وكارل هاينز ريدل في خط الهجوم، لكن زامر برفقة يورجن كوهلر في خط الدفاع قاما بعمل رائع، في مواجهة لاعبين بقوة زين الدين زيدان وكريستيان فييري.

لم يصنع زامر مجده الحقيقي من بوابة الأندية فقط، بل كانت العلامة الفارقة في مسيرته، هي مشاركته في بطولة أمم أوروبا "يورو 1996"، والتي أقيمت في إنجلترا، وتوجت الماكينات الألمانية بقلبها على حساب المنتخب التشيكي بهدفين مقابل هدف في المباراة النهائية.

تألق زامر منذ بداية البطولة، وسجل هدفاً في دور المجموعات أمام روسيا،، قبل أن يتألق ويسطع نجمه أمام كرواتيا في ربع النهائي على ملعب أولد ترافورد، عندما تحصل على ركلة جزاء، سجل منها كلينسمان الهدف الأول، قبل أن يخطف زامر هدف الانتصار الثاني، ليقود فريقه إلى عبور عقبة زملاء دافور شوكر.

واصل زامر أدائه الجيد حينما أطاحت ألمانيا بأصحاب الأرض المنتخب الإنجليزي بركلات الترجيح، قبل أن تقتنص لقب البطولة بالهدف الذهبي لأوليفر بيرهوف الذي تصدر العناوين الرئيسية في ذلك الوقت. 

من النادر أن يفوز المدافع بجوائز فردية في العصر الحالي، لكن زامر تم اختياره كأفضل لاعب ألماني في عامي 1995 و 1996، قبل أن يتوج بالجائزة الأغلى وهي الكرة الذهبية "البالون دور"، عام 1996 متفوقاً على البرازيلي رونالدو، الذي توج في نفس العام بجائزة الفيفا لأفضل لاعب، والتي احتل فيها المدافع الألماني المركز الرابع.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل