المحتوى الرئيسى

سلالة إنفلونزا خنازير جديدة .. هل تخبأ الصين جائحة أخرى للعالم؟

07/01 10:56

الخبر السار بداية هو أن عُشر مربي الخنازير، الذين خضعوا للفحص في الدراسة أصيبوا بالنوع الجيني الجديد للفيروس "جي4"، من فيروس إنفلونزا اtags/52591-%D8%A5%D9%86%D9%81%D9%84%D9%88%D9%86%D8%B2%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%86%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D8%B1'>إنفلونزا الخنازير اتش1إن1، ومع ذلك لم يؤد هذا إلى حد الآن إلى موجة إنفلونزا خطيرة جديدة. وأوضح كارل بيرغستروم، عالم الأحياء بجامعة واشنطن، على تويتر أن الفيروس الجديد لا يشكل وباءً خطيرا محدقا. "لا يوجد دليل على أن جي4 ينتقل من شخص إلى آخر رغم أنه منتشر على نطاق واسع منذ خمس سنوات"، يقول بيرغستروم.

ورغم ذلك يحذر المؤلفون في دراستهم التي نشروها في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS) في الـ 29 يونيو/ حزيران 2020 من أن "المراقبة المنهجية لفيروسات الإنفلونزا في الخنازير ضرورية أساسا للإنذار المبكر والاستعداد للوباء المحتمل القادم". كما يجب على السلطات الصحية فحص الأشخاص العاملين في تربية الخنازير وصناعة اللحوم بشكل مكثف. ويضم فريق العلماء أطباء بيطريين من كليات الزراعة والطب البيطري في بكين وشاندونغ، إضافة إلى علماء فيروسات من المعهد الوطني لمراقبة الفيروسات والوقاية منها في بكين.

والعلماء قلقون، لأن النوع الجديد يحتوي على جينات معينة تصنفه "كمرشح لفيروس وبائي". والفيروس يرتبط ارتباطا وثيقا بفيروس إنفلونزا الخنازير إتش1إن1، الذي انتشر عالميا في 2009. كما أنه مرتبط بفيروس إنفلونزا الطيور.

واعتمد العلماء في دراستهم على بيانات من 2011 حتى 2018. وخلال هذه الفترة الزمنية أخذوا 30.000 عينة من أنف الخنازير في عشر مقاطعات في البلاد، وتمكنوا من فرز 179 نوعا فرعيا من إنفلونزا الخنازير.

وابتداء من 2016 تمكنوا من ملاحظة أن الفيروس الجديد "جي4" إتش1إن1 منتشر بين الخنازير بشكل كبير. كما نجح الباحثون في سلاسل البحث التالية في إثبات أن الفيروس بإمكانه التكاثر في خلايا الجهاز التنفسي البشري. ونجحوا في البرهنة في تجارب على حيوان النمس أن الفيروس قابل للانتقال والعدوى من خلال الهباء الجوي.

لا حصانة عبر الإنفلونزا الموسمية

علاوة على ذلك، من الواضح أن إصابة أشخاص بعدوى فيروسية أخرى، مثل الإنفلونزا الموسمية، لم تمنحهم مناعة ضد الفيروس الجديد. وقام العلماء بفحص 338 عاملا في مزارع تربية خنازير لمعرفة ما إذا كانوا قد أصيبوا بالفيروس فعلا. ووجدوا أن العدوى كانت لدى 35 شخصا، ما يعادل 10.4 في المائة. وعند العاملين الشباب بين 18 و 35 عاما كانت نسبة العدوى تصل إلى 20.5 في المائة. ولدى مجموع السكان تمكن البابحثون من رصد العدوى لدى 4.4 في المائة من الناس. لكن هذا ليس دليلا بعد على أن الفيروس ينتقل من إنسان إلى آخر.

ويحذر الباحثون أيضا من أنه من خلال الطفرات في البشر يمكن أن ينتج فيروس أكثر عدوى. "هذا العمل يجب أن يذكرنا بأن مسببات الأمراض الحيوانية المنشأ الجديدة يمكن أن تظهر في أي وقت"، حسبما قال جيمس وود، أستاذ الطب البيطري بجامعة كامبريدج، الذي لم يشارك في الدراسة.

وحذر وود من أن "حيوانات المزرعة التي على اتصال وثيق بالبشر يمكن أن تكون مصدرا هاما للفيروسات الوبائية أكثر من الحيوانات البرية". 

منذ بداية العام تشهد الصين تزايدا في عدد حالات الإصابة بأنفلونزا الطيور، ما دفع السلطات الصينية إلى البدء بحملة للقضاء على 20 ألف دجاجة وغيرها من أنواع الطيور، وظهرت موجة أنفلونزا الطيور في الصين منذ شهر شباط/فبراير الماضي الذي يسببه فيروس اتش7 ان 9 .

تنتقل فيروسات الإنفلونزا من طير إلى آخر. وعندها يجب إعلام السلطات بالأمر لاعتباره وباءاً خطيراً على الحيوان. أخطر الحالات هي الإصابة بفيروس H5N1 الذي يسبب إنفلونزا الطيور المعروفة. ورغم أن الفيروس ينتقل عادة بين الطيور نفسها، إلا أن إمكانية انتقاله للإنسان تبقى محتملة وخطيرة.

إذا ما أنتشر وباء أنفلونزا الطيور في مزرعة لإنتاج لحوم الدجاج، فيحنها يجب التخلص من جميع الطيور في المزرعة، وفق القانون الألماني النافذ منذ عام 1996، حيث تم التأكد من انتقال الفيروس من الطير إلى الإنسان. ويعتقد العلماء أن بانتقال الفيروس إلى الإنسان يولد جيلا جديدا يحمل أسم أج 7 ان 9. وأن الفيروس الجديد قد ظهر في عام 2013.

يعد تاميفلو من شركة روش واحدا من العقاقير المضادة لمكافحة الأنفلونزا. ما دفع الكثير من المقاطعات الألمانية إلى توفير كميات كبيرة من هذه المادة المكلفة تحسبا لانتشار وباء الأنفلونزا على نطاق واسع. لكن كميات كبيرة من هذه العقاقير لم تعد صالحة ويجب التخلص منها، علاوة على ذلك، يشكك العلماء بفعالية هذه العقاقير في مكافحة الأنفلونزا.

تقوم أغلب الشركات المنتجة للقاح الفيروسات بحقن بيض الدجاج بالفيروسات، التي تستخدم كحاضنات للفيروس. فالأنفلونزا تصيب الدجاج أيضاً. وبذلك يمكن الحصول على فيروسات لغرض اللقاح. ويمكن عادة الحصول على زجاجة لقاح من كل بيضة.

تصيب فيروسات الإنفلونزا الخنازير أيضاً، مسببة التهابات في الجهاز التنفسي، إذ يصيب نوع خاص من فيروس H1N1 الثدييات ومن ضمنها الإنسان. أحد أنواع فيروس H1N1 يسبب الأنفلونزا الإسبانية المعروفة. وفي عام 2009، انتشر المرض من جديد بين الخنازير وأصاب البشر، فيما يعرف بوباء الجائحة (Pandemie).

عام 2009 بدا فيروس انفلونزا الخنازير بالانتشار في المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية ليصاب به بعد ذلك الكثيرون في جنوب آسيا وشرق إفريقيا وأمريكا الجنوبية . فوفقا لمنظمة الصحة العالمية، توفي أكثر من 18 ألف شخص بسبب الإصابة بأنفلونزا الخنازير.

نرشح لك

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل