المحتوى الرئيسى

بعد سبع سنوات من الإطاحة بمرسي.. ماذا بقي من ميدان التحرير؟

06/30 21:30

في 25 يناير/ كانون الثاني 2011، أي قبل ما يقرب من عشر سنوات، بدأ مئات الآلاف، وربما ملايين المصريين، في التظاهر في ميدان التحرير بالقاهرة ضد حكم الرئيس حسني مبارك، وبعدها بوقت قصير تخلى مبارك عن منصبه.

وقبل سبع سنوات بالتمام والكمال من الآن، وتحديدا في 30 يونيو/ حزيران 2013، زحف عدد لا يحصى من المصريين مرة أخرى إلى ميدان التحرير، وفي هذه المرة انقلبوا ضد خليفة مبارك: محمد مرسي. وبعد أيام قليلة فقط، تم إعلان عزل مرسي، الذي كان أول رئيس مصري منتخب في انتخابات حرة. وقد جاء عزله من قبل المجلس العسكري برئاسة عبد الفتاح السيسي، الذي يحكم مصر اليوم بقبضة صارمة.

المتظاهرون في ميدان التحرير يوم تنحي حسني مبارك عن الحكم (الجمعة 11 فبراير/ شباط 2011)

مسلة وكباش بدلا من الخيام والمظاهرات

وخلال الأشهر القليلة الماضية تم تجديد الميدان، الذي عانى بفعل العديد من الاضطرابات. والتصميم الجديد لا يذكرنا بشيء من "ثورتي" 2011 و2013، وبدلا من ذلك تبرز في سماء ميدان التحرير مسلة فرعونية وبجوار قاعدتها أربعة تماثيل كباش، نقلت من معبد الأقصر، ضمن مشروع مثير للجدل.

في 30 يونيو/ حزيران 2013، تجمع مئات الآلاف من المصريين في ميدان التحرير بوسط القاهرة للمطالبة بإقالة الرئيس محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، مثلما كان الحال حين طالب مئات الآلاف في عام 2011 بإسقاط الرئيس السابق حسني مبارك، الذي حكم مصر لعقود. وحتى قبل ذلك، كان ميدان التحرير، منذ تدشينه قبل 150 عاما، مرارا وتكرارا، مركزا للمظاهرات والانتفاضات والثورات. وربما يكون ميدان التحرير هو المكان الأكثر أهمية في القاهرة.

المتظاهرون ملأوا ميدان التحرير في 30 يونيو/ حزيران 2013 رفضا لاستمرا حكم الرئيس محمد مرسي

هناك في نفس الميدان، الذي شهد نصب خيام للمحتجين ومظاهرات بشكل متكرر بين عامي 2011 و2013، تقف اليوم مسلة عمرها نحو 3500 عام، يعود تاريخها إلى عصرالفرعون رمسيس الثاني. وعند قاعدة المسلة يوجد أربعة تماثيل عتيقة لكباش. وتصطف أشجار النخيل والزيتون على جوانب الشوارع.

على مقهى "وادي النيل" بجانب الميدان، يجلس خالد، الذي يعمل في قطاع السياحة، موجها بصره نحو المسلة ويقول إنها "تناسب المكان بشكل جيد للغاية، لأنها تتوافق مع موقع وأهمية ميدان التحرير. ومعظم الفنادق تقع في محيطه إنه وسط القاهرة".

عندما أطاح المجلس العسكري بالرئيس محمد مرسي عام 2013، عاد ميدان التحرير مرة أخرى إلى ما كان عليه منذ عقود: مركزا للتقاطع المروري، ولكنه كان غير نظيف ومهدما، حيث قام المتظاهرون بتكسير حجارة الأرصفة المثبتة بالأرضية خلال العديد من معارك الشوارع، وهدموا الأسوار واستخدموا بعض أركان التحرير كمراحيض. لذلك "كان من الضروري إعادة تجديد وتطوير الميدان بعد انتفاضتين شعبيتين"، كما يقول طارق سيد توفيق، عالم المصريات بجامعة القاهرة. يرى توفيق أن نتيجة التطوير جاءت مبهرة ويضيف "نظرا لأن أحد أهم المباني بميدان التحرير هو المتحف المصري، أعتقد أن هذا (التطوير) مناسب تماما. وعندما تخرج من المتحف فترى المسلة والكباش في وسط ميدان التحرير، أعتقد أن هذا مناسب تماما".

في كل مرة يخرج المتظاهرون إلى ميدان التحرير للمطالبة برحيل حاكم كان يتم تكسير حجارة الميدان لاستخدامها في معارك الشوارع.

لقد درس طارق سيد توفيق علم المصريات بجامعة بون الألمانية في العقد الأول من القرن الحالي، وهو الآن المشرف العام على مشروع المتحف الكبير في هضبة الأهرام، ذلك المتحف الضخم، البديل للمتحف الموجود حاليا في ميدان التحرير.

وعلى العكس من موقف توفيق، ترى سهير حواس، التي تدرس التخطيط العمراني بجامعة القاهرة، أن تطوير ميدان التحرير غير مناسب. وبذلك، تنضم إلى أولئك الذين يرون أن وضع مسلة في حي من الأحياء يعود تاريخه إلى القرنين الماضيين أمر غير مناسب. ولديها حجة أخرى "لقد أصبح المكان جميلا جدا لجميع الأشخاص الذين يتحركون هناك. ولكن إذا سألتني عن الناحية الفنية، فأقول: أفضل أن أرى الآثار في الأماكن التي تنحدر منها".

ما الذي سيفيد القطع الأثرية من نقلها إلى هنا: كانت المسلة واقفة قبل ذلك في معبد بمنطقة دلتا النيل، وهي منطقة يكون بها الهواء أقل تلوثا بانبعاثات العوادم بشكل واضح مما هي عليه الآن في القاهرة. لهذا يقول منتقدو الفكرة أن المسلة العتيقة ستعاني على الأرجح من كثرة انبعاثات العوادم بشوارع القاهرة بسكانها البالغ عددهم 22 مليون شخص.

وعلى النقيض، يرى محسن صلاح الدين، مدير شركة الإنشاءات الحكومية التي قامت بإعادة تصميم وتجديد ميدان التحرير، أن هذا الأمر لا يمثل مشكلة ويقول: "في جميع ميادين العالم يمكنك أن تجد قطعا أثرية أصلية، وتتم صيانتها من خلال أعمال الترميم على نحو متكرر. يجب أن يكون تاريخنا حاضرا في مياديننا وينبغي أن يراه الجميع. يجب أن تكون قطعا أصلية، ونماذجا من تاريخنا الفرعوني".

مغزى نصب المسلة الفرعونية بالميدان!

المسلات ترتفع في عنان السماء وكانت تشيد قديما تكريما لإله الشمس (رع) ويُنظر إليها كرمز من رموز السلطة الفرعونية. فهل أراد الرئيس المصري، المسؤول عن إعادة تصميم وتطوير ميدان التحرير، توطيد دعائم حكمه برموز من العصر الفرعوني؟ وهل أراد أن يضع بصمته على ميدان التحرير، الذي هو رمز للاحتجاجات ضد الحكام المستبدين، من خلال طمسه لكل ما يذكر بالمظاهرات التي حدثت بين عامي 2011 و2013؟ على هذا تعلق إحدى السيدات من بين المارة في ميدان التحرير وتقول: "ما الذي ينبغي أن تعنيه المسلة؟ ماذا تعني؟ لا أريد أن أقولها ... لكن الشعب كله يعرف معناها"، ثم تضحك المرأة.

ويرى مصريون آخرون أن المظاهرات تكاد تكون مستحيلة في عصرالرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، لكنهم يحملون ميدان التحرير بكل ما شهده من احتجاجات شعبية في قلوبهم، ولذلك فإنه لا يهم كيف سيكون شكل الميدان. وترى السيدة آنفة الذكر أن الأمر أقل دافعا للبهجة، مشيرة إلى أحد المطالب الرئيسية للمتظاهرين عام 2011، وهو: العيش (أي الخبز).

وتوضح المرأة أن إعادة التصميم ليست فكرة سيئة "لكن الأموال التي أنفقتها الحكومة كانت ستفيد الفقراء على نحو أفضل، الفقراء المحتاجون الذين لا يجدون لقمة يأكلونها. خاصة في ظل هذه الظروف (وباء كورونا)".

وتابعت المرأة قولها "يجب على العمال باليومية أن يبحثوا عن لقمة العيش مرارا وتكرارا؛ والكثير منهم ليس لديهم ما يأكلونه حقًا. كان يجب إعطاؤهم إعانة شهرية تكفيهم لشراء الخبز والجبن. لا نريد أكثر من ذلك".

بيورن بلاشكه- مراسل القناة الألمانية الأولى (ARD) بالقاهرة

في ميدان التحرير يحشتد اطفال مصر وقد رسموا علمها على وجوههم في اعلان سياسي لا يفهمونه . أحداهن ترنو إلى مستقبل مجهول .

أمام قصر شامبليون في وسط المدينة. ميكانيكي سيارات يعمل لجمع قوت يومه ، يتحدث بغضب وينتابه السخط - كما يقول - واصفا ما يجري في بلده.

يشعر أغلب الصائمين بالوهن مع اقتراب موعد الأفطار. شرق يسرقه النوم ، فيما يقاوم الآخرالنعاس والرغبة في النوم بالنظر في جهاز هاتفه.

الدنيا تجتمع في ميدان التحرير والاخبار تصنع هنا، كما تنتشر اجهزة التلفاز في الميدان . البعض يفضل متابعة الأخبار والبرامج الحوارية حول أحداث الساحة ، رغم انه حاضر في داخلها.

حول ميدان التحرير وداخله يتنقل شباب بدراجاتهم النارية تقليلا لجهد الاتنقال المضني. حراس مداخل الساحة يمنعونهم احيانا. لكنهم يعبرون عن الفرح والفوضى بمنبهات دراجاتهم.

في يوم الأثنين (15 تموز/ يوليو2013) اندلعت مواجهات بين انصار الرئيس المعزول محمد مرسي وبين الشرطة. قتل في إثرها 7 أشخاص وجرح أكثر من 200 شخص. الصورة التقطت قبل ان يحجب الغاز عدسة الكاميرا وعين المصور،

شاب من انصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ساحة رمسيس قبل مواجهة مع الشرطة، الحماس والضجيج يعم المشهد.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل