كيف يؤثر الكذب على الصحة العقلية؟

يلجأ الكثير من الأشخاص في بعض الأحيان إلى إخفاء الحقيقة أو الكذب نتيجة الخوف من الآخرين، حيث أن الأكذوبة الواحدة يمكن أن تصبح سلسلة من الأكاذيب، ولا تختلف الكذبة المطلقة من "الكذبة البيضاء" التي يقولها الكثير على الرغم من أنها قد لا تحمل نفس وزن الكذبة الكبرى، إلا أنه لديه الكثير من التأثيرات السلبية على الصحة النفسية.

وأُجريت دراسة في جامعة نوتردام الأمريكية من قِبل الدكتورة أنيتا كيلي والدكتورة ليجوان وانج على مائة وعشرة أشخاص على مدار عشرة أسابيع، حيث توقّف نصف المشتركين فيها عن الكذب، حتى أكدت الدراسة تحسن صحتهم الجسدية بشكل ملحوظ، وفي دراسة أخرى ذكر الذين كذبوا أقل بأن صحتهم الجسدية والنفسية تحسنت أكثر، وأنهم لم يواجهوا صعوبات وتوتر خلال النوم، وكذلك قل الصداع لديهم.

ونشر موقع الطب النفسي "باستال" بعض الطرق التي يمكن أن تؤثر بها الأكاذيب البيضاء على صحتك العقلية.

- تجعل حياتك عبارة عن كذبة كبيرة

يقول الدكتور كريس شين: "في حين أن الكثير من الكذابين قد لا يشعرون وكأنهم في مشكلة كبيرة في الوقت الحالي، ولكن تتمثل المشكلة مع الأكاذيب البيضاء هي أنهم يحتاجون إلى الصيانة، حيث إذا قلت كذبة بيضاء صغيرة مرة واحدة، فعليك بعد ذلك تذكر ما قلته، من أجل الحفاظ على القصة.

وتابع شين: "قد يبدو هذا وكأنه تمثيلية مرهقة، خاصة إذا أخبرت كذبة بيضاء واحدة لكل شخص في حياتك وهؤلاء الأشخاص يجتمعون في مكان واحد، خاصة إذا كنت تعلم أن هذه المعلومات ستظهر مرة أخرى، فقد يكون من الأفضل التمسك بالحقيقة، خوفا على مظهرك أمام الآخرين.

- الكذب يمنعك من معالجة القضية الحقيقية

عند قول إنها كذبة البيضاء من المهم أن تسأل نفسك لماذا تفعل ذلك، حيث يقول شين إن الأكاذيب البيضاء دائمًا ما تكون طريقة للتستر على حقيقة أعمق، بدلاً من التركيز على القضية الحقيقية، أو الصدق مع أحبائك، أو الكشف عن بعض الحقائق في العلاج، فإن الأكاذيب البيضاء لديها طريقة لتراكم المزيد من المشاكل.

- يمكن للكذب أن يفرق بين الأصدقاء

يمكن أن تشعر أن الأكاذيب البيضاء وكأنها تحافظ على علاقاتك بالأخرين، ولكن في الواقع، قد تفعل العكس، حيث يقول شين: "كل كذبة تفصل بينك وبين الناس، ونصح شين بأنه إذا كنت لا تشعر بالراحة في التحدث عن شيء ما، فلا بأس بذلك تمامًا، بدلا من اختراع قصة يمكن لها أن تكشف مرة أخرى.

- يمكن أن تؤدي إلى القلق

الأكاذيب البيضاء يمكن أن تخلق شعورًا بالقلق. ويقول المعالج كيمبرلي هيرشنسون: "إذا كنت قلقًا بشأن أن معرفة حقيقة كلامك، فقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالذعر".

- الشعور بالانعزال

تتطلب الأكاذيب البيضاء أن تظل دائما متذكر ما قلته ولمن قلت، ونتيجة ذلك يؤدي إلى حب العزلة والبعد الإجتماعي.

وتابع هيرشنسون: "إذا كنت تواجه مشكلة في تذكر قصصك وإبقاء الأمور في نصابها، فقد تجد الحاجة إلى التراجع عن التعامل مع الآخرين".