المحتوى الرئيسى

سليمان المزينى: نشكر مصر على مواجهة الاستعمار التركى فى ليبيا (حوار)

06/28 08:11

المشير حفتر نجح في إعادة بناء الجيش الليبي

نطالب بإسقاط عضوية تركيا من حلف الناتو

أوردوغان أدخل 10 آلاف مرتزق سوري فى ليبيا

قال الدكتور سليمان المزيني، رئيس اللجنة التسيرية لـ«تكتل المجتمع الديمقراطي الليبي»، في حوار خاص لـ«الدستور»، انه بعد سقوط النظام في ٢٠١١، لم يكن هناك مؤسسة عسكرية تحافظ علي مؤسسات الدولة، وهذا سمح للمجموعات الارهابية من الهيمنة على الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في ليبيا.

وأضاف «المزيني»، أن المشير خليفة حفتر قام بإعادة بناء وحدات الجيش الليبي، وبدأ بأعداد صغيرة من جنود وضباط وهي ما سميت بـ«عملية الكرامة» التي بدأت بمقاتلة المجموعات الإرهابية في كل من بنغازي ودرنة واجدابيا، في الوقت نفسه نجحت عملية الكرامة في بناء الوحدات العسكرية من خلال التدريب العسكري، وضم مجموعات من الشباب الليبي لهذه الوحدات، حتى أصبح في المنطقة الشرقية (برقة) نواة جيش ليبي وطني ولاءه لله والوطن.

وأشار «المزيني»، إلى أن هذا الجيش استطاع القضاء على المجموعات الإرهابية في كل من بنغازي واجدابيا ودرنة، وتمكن من تحرير هذه المدن الكبيرة من سيطرة الإرهابيين.. وإلى نص الحوار:

* كيف نجح الجيش الليبي بدعم من القبائل في صد أطماع «الوفاق» رغم الدعم العسكرى التركى الهائل؟

في البداية، أتوجه بالشكر والتقدير لجمهورية مصر العربية الشقيقة رئيسًا وحكومة وشعبًا على مواقفها الداعمة لبلادنا في ظل هذه الأزمة التي تمر بها بلادنا من بداية ثورة 17 فبراير عام 2011، وإلى ويومنا، حيث كانت لهذه الثورة تداعياتها السياسية والاقتصادية والأمنية الخطيرة ليس على ليبيا فقط ولكن طالت هذه التداعيات كافة دول المنطقة ولاسيما دول الجوار الليبي والتي من أبرزها دولة مصر الشقيقة التي فتحت حدودها أمام الآلاف من اللاجئين الليبين الذين تركوا بيوتهم ومناطقهم بعد أن قام نظام القذافي الفاسد بمواجهة انتفاضة ثورة 17 الشعبية 2011 باستخدام العنف والقتل ضد المدنيين، وما حصل بعد ذلك من تدخل المجتمع لانقاذ المدنيين من الأجهزة والمجموعات المسلحة التابعة لنظام القذافي لاجهاض الثورة.

ورغم ما حصل من بعض المجموعات الإرهابية، ومجموعات ما يسمي بالإسلام السياسي من استغلال الفوضى العارمة أضحت عليها البلاد، من خلال السيطرة على مقاليد السلطة والثورة في ليبيا بعد أن تحصلت على السلاح، بدأت هذه المجموعات الإرهابية في تصفية كافة القوى السياسية والصحفية والقانونية والعسكرية البارزة في ليبيا من أجل الانفراد بالسلطة والسلام؛ لأن هذه القوي الوطنية الشريفة كانت تريد بناء دولة ليبيا الجديدة، دولة المؤسسات والعدالة والقانون، وهذا ما لا تريده تلك المجموعات الإجرامية التي سيطرت علي مفاصل الدولة خاصة في شرق البلاد، وأول وأخطر جرائم هذه المجموعات الإرهابية اغتيال اللواء عبدالفتاح يونس، ورفقيه العقيد محمد خميس، والمقدم ناصر الشريف.

من هنا كان لابد من وجود جيش وطني يقضي علي هذه المجموعات الإرهابية وتعود هيبة الدولة الليبية، وبما أن نظام القذافي طيلة أيام حكمه الفاسد كان قد فكك الجيش، وقد شكل القذافي مليشيات مسلحة لحمايته وحماية نظامه القمعي، ولهذا بعد سقوط النظام بفعل الثورة لم يكن هناك مؤسسة عسكرية تحافظ علي مؤسسات الدولة، وهذا كما أشرت سابقًا ما سمح للمجموعات الإرهابية من الهيمنة على الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في ليبيا.

وفي ظل هذه الأوضاع الصعبة والخطيرة التي أضحت عليها البلاد تنادت مجموعة من العسكريين السابقين، وعلي رأسهم المشير خليفة حفتر بإعادة بناء وحدات الجيش،الليبي، وبدأت بأعداد صغيرة من جنود وضباط، وهي ما سميت بعملية الكرامة التي بدأت بمقاتلة المجموعات الإرهابية في كل من بنغازي ودرنة واجدابيا، في الوقت نفسه نجحت عملية الكرامة في بناء الوحدات العسكرية من خلال التدريب العسكري وضم مجموعات من الشباب الليبي لهذه الوحدات، وبالفعل بعد مرور أربعة سنوات من انطلاق عملية الكرامة بتاريخ 15 4 2014 أصبح في المنطقة الشرقية ( برقة) نواة جيش ليبي وطني ولاءه لله والوطن، كما استطاع هذا الجيش الفتي القضاء علي المجموعات الإرهابية في كل من بنغازي واجدابيا ودرنة وتحرير هذه المدن الكبيرة من سيطرة الإرهابيين عليها، وذلك بمساعدة الدول العربية الشقيقة، وعلى رأس هذه الدول جمهورية مصر العربية التي قدمت الدعم والمساعدة المادية واللوجستية لعملية الكرامة منذ البداية، وتم القضاء على الإرهاب في هذه المدن، وفر الكثير من هؤلاء الإرهابين ومجموعات الإسلام السياسي إلى المنطقة الغربية، حيث تم استقبالهم من قبل مجموعات إرهابية وإجرامية مثيلة لهم في كل طرابلس ومصراته والزاوية، حيث كانت هذه المجموعات تسيطر علي مفاصل الدولة في العاصمة، ولهذا قرر مجلس النواب المؤسسة الشرعية في ليبيا برئاسةالمستشار عقيلة صالح تحرير العاصمة طرابلس من هذه المجموعات الإرهابية، وأوكل هذه المهمة للجيش الليبي الذي بدأ في عملية تحرير العاصمة بتاريخ 4 4 2019.

وعندما أوشك الجيش،الليبي علي تحرير العاصمة من قبضة هذه المجموعات الإرهابية والمليشياوية، استعانت ما يسمي بحكومة الوفاق بتركيا، كي تنقذها من الهزيمة، هزيمة مليشياتها ومجموعاتها الإرهابية المسلحة التي تسيطر على هذه الحكومة التي استقدمت المحتل التركي ومرتزقته من السوريين لكي ينقذها من هذه الهزيمة التي كانت وشيكة لولا تدخل الأتراك الأوغاد.

ورغم أن الجيش الليبي كاد أن يقضي على مليشيات حكومة الوفاق، غير أن تدخل تركيا في هذه المعركة التي كانت حاسمة من إرسال خبراء عسكريون ومعدات وأسلحة حديثة وطائرات حربية مسيرة، هذا بالإضافة إلى جلب قرابة 10 آلاف مرتزق سوري مأجور يتقاضى كل واحد منهم 2000 دولار فى الشهر، غير أن هذه الحملة العسكرية التركية الكبيرة فشلت في تحقيق مساعيها وهو القضاء على الجيش،الليبي وإلحاق الهزيمةبه، حيث استطاع الجيش الليبي البطل أن يصد هذه الحملة العسكرية الأردوغانية الاستعمارية التي تستهدف احتلال كافة تراب ليبيا، وأن يحلق بها خسارة كبيرة مادية وبشرية وذلك بفعل عزيمة وقوة جنود وضباط الجيشالليبي، والقوة المساندة لهم من أبناء القبائل الليبية الشريفة التي قدمت الدعم المادي والبشرية والمعنوي للجيش، لكي يتصدى لمليشيات الوفاق والمرتزقة والسوريين اللذين تم إرسالهم من جانب حكومة أردوغان لتنفيذ مخططها الاستعماري الجديد في ليبيا، هذا وقد منيت هذه القوات المشتركة بهزيمة نكراء، كما قتل في هذه المعارك في طرابلس ومراته والمنطقة الوسطي حول سرت الكثير حتي من الخبراء الأتراك.

* لماذا يريد أردوغان ومليشيات الوفاق السيطرة علي سرت والجفرة ؟

لأن هذه المنطقة الجغرافية تقع في وسط ليبيا، ومن يسيطر من الناحية الاستراتيجية على هذه المنطقة يمكن أيضًا أن يسيطر على المواني النفطية؛ لأن سرت لا تبعد كثيرًا عن منطقة الموانيء النفطية، كما أن منطقة سرت يوجد فيها ميناء ومطار يمكن أن تستفيد منه مليشيات الوفاق والمرتزقة والسوريين التي جلبتهم الحكومة التركية الداعمة لها في توفير وتأمين خطوط إمداد لها من خلال ميناء ومطار سرت، وهذا يساعدها في دعم عملياتها العسكرية ضد الجيش في المنطقة الشرقية، كما أن السيطرة علي منطقة سرت ومنطقة الجفرة سوف يساعد حكومة الوفاق وبدعم تركيا من السيطرة علي الجنوب، ومن ثم الهيمنة علي جزء ليس بصغير من منابع النفط الليبي الذي يقع في جنوب غرب ليبيا، هذا بخلاف وجود قاعدة عسكرية جوية ومطار يمكن لحكومة الوفاق أن تستغلها في دعم عملياتها العسكرية، وهي أيضًا تعتبر ورقة ضغط يمكن أن تستخدمها حكومة الوفاق في حال المفاوضات السياسية الطرف الشرقي.

* لماذا الجيش الليبي يحشد قواته بمساعدة المناطق شرق مصراته ؟

الجيش الليبي منذ البداية، وكما أشرنا عندما أوشك علي حسم المعركة والسيطرة علي العاصمة وبأقل الأضرار المادية والبشرية تدخلت تركيا ودعمت حكومة بالأسلحة الحديثة بجميع أنواعها، وكذلك الجنود السوريين المرتزقة، ومن هنا فإن المواجهة العسكرية مع هذه القوات الكبيرة في العاصمة ستكون كارثة علي مدينة طرابلس وسكانها المدنيين، وعلية فإن الجيش تصرف بحكمة ودراية عند ما انسحب الي أطراف العاصمة، واستدرج القوات المعادية خارج العاصمة حتي يحمي المدنيين، كما أن الجيش الذي قام بتحشيد قواته شرق مصراتة التصدي للمخطط الاستعماري التركي الذي عبر عنه أردوغان في خطابه العلني المفضوح أمام وسائل الإعلام الذي أوضح فيه بكل حقارة أنه يسعيى إلى احتلال سرت والمواني النفطية بإسلوب تافهه، وكأنه يتحدث عن بقعة من الأراضي، وهذه سابقة خطيرة من رئيس دولة كبرى مثل تركيا وعضو في حلف الناتو، ومن هنا نطالب دول خلف الناتو أن تسقط عضوية هذه الدولة من هذا الحلف؛ لأنه إذا استمر هذا الرجل فإنه يقود تركيا بهذه العقلية الهمجية وسوف يشكل خطرًا ليس علي تركيا وحدها ولا حلف الناتو وإنما يهدد الأمن والسلم في العالم.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل