المحتوى الرئيسى

«بعد 3 أشهر من وقف إطلاق النار بسوريا».. تخوف من عملية عسكرية جديدة

06/06 15:25

أكمل وقف إطلاق النار ضمن منطقة "خفض التصعيد" التي تمتد من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية، وصولًا إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب مرورًا بريفي حماة وإدلب، شهره الثالث على التوالي، حيث دخل الاتفاق المنبثق عن اجتماع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان حيز التنفيذ في الخامس من شهر مارس الماضي من العام 2020، المرصد السوري لحقوق الإنسان رصد جميع الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال الفترة تلك، ولا سيما مع التبدلات والتغيرات الكثيرة خلال الأيام والأسابيع القليلة الفائتة والتي تنذر بعملية عسكرية جديدة قد تشهدها المنطقة

*عشرات الآلاف يعودون ومصير مجهول

أحصى المرصد السوري منذ دخول "وقف إطلاق النار" حيز التنفيذ، عودة نحو 270 ألف مواطن إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم في محافظة إدلب وريف حلب الغربي، حيث كانت عمليات الجيش السوري وروسيا العسكرية ضد الدواعش قد هجرتهم من منازلهم ومناطقهم، وكان قسم من العائدين يفترشون العراء قرب الحدود مع لواء اسكندرون وقسم آخر ضمن مخيمات بدائية بريفي إدلب الشمالي وحلب الغربي، ومنهم من كان ضمن مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها شمال وشمال غرب حلب.

فيما تأتي عملية عودة المهجرين في ظل الأوضاع المعيشية الكارثية التي تشهدها مناطق سيطرة الفصائل وتحرير الشام، حالها كحال جميع المناطق السورية الأخرى، من ارتفاع جنوبي بأسعار السلع، وشح كبير في فرص العمل، وسط مساعدات خجولة من قبل المنظمات الإنسانية المعنية بأوضاع النازحين والمهجرين، والتي تذهب غالبًا للمسؤولين عن توزيعها.

يذكر أن هناك قسم كبير من المهجرين قسرًا لم يعد لديه مكان للعودة عقب سيطرة نجاح الجيش السوري على نحو 300 مدينة وبلدة وقرية ضمن منطقة "بوتين - أردوغان" خلال العمليات العسكرية الأخيرة.

* الدوريات المشتركة بين الرفض الشعبي والاستهدافات المتكررة

سيرت القوات الروسية ونظيرتها التركية منذ الخامس من شهر مارس الماضي وحتى يوم أمس الأول، 15 دورية مشتركة على اتستراد اللاذقية - حلب الدولي، تطبيقًا لأحد بنود الاتفاق بين بوتين وأردوغان، وفي بداية تسيير الدوريات كانت جميعها مقتضبة تنطلق من قرية ترنبة شرق إدلب حتى مسافة 2 إلى 3 كلم وتعود مجددًا وذلك نظرًا للاحتجاجات الشعبية واعتصام "الكرامة" الرافض للاتفاق الروسي - التركي، لكن الأتراك عمدوا إلى فض الاعتصام وباتت الدوريات تسير على اتستراد "M4" مسافات طويلة من شرق إدلب إلى غربها.

كما أن الرفض الشعبي للدوريات مستمرا، وكذلك ظهر عناصر من هيئة تحرير الشام في شريط مصور إلى جانب القوات التركية وهم يستهزئون بهم متوعدين بـ "قطاف رؤوسهم"، بالإضافة إلى ذلك، تزامنت الكثير من الدوريات الروسية - التركية مع انفجارات تمثلت بألغام وعبوات ناسفة وقنابل صوتية كتهديد صريح.

ووثق المرصد السوري أمس مقتل جندي تركي وإصابة آخر بظروف مجهولة، عقب إطلاق نار استهدف الأتراك على الطريق الواصل بين مدينتي إدلب سرمين، بالقرب من إحدى النقاط التركية في المنطقة، كما كان عسكري تركي قتل قبل أسبوع جراء انفجار عبوة ناسفة، على طريق حلب-اللاذقية، غرب مدينة جسر الشغور.

* تصعيد كبير وترقب لعملية عسكرية تلوح في الأفق

شهدت عموم منطقة "بوتين - أردوغان" منذ بداية دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ هدوءًا حذرًا، تخلله خروقات متقطعة بشكل شبه يومي، عبر قصف صاروخي تنفذه قوات الجيش السوري على مناطق متفرقة ولا سيما جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وسهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، بالإضافة لجبل الأكراد وقرى بريف حلب الغربي، إلا أن الأيام والأسابيع القليلة الماضية شهدت تصعيدًا غير مسبوق، سواء من حيث القصف البري والهجمات المتكررة والاشتباكات، أو بالقصف الجوي حيث عادت الطائرات الحربية الروسية لتقصف منطقة "خفض التصعيد" لأول مرة منذ الخامس من آذار، وذلك بقصفها جبل الأكراد وسهل الغاب مساء الثلاثاء الثاني من شهر يونيو الجاري

كما أشار المرصد السوري قبل أيام، إلى أن فصيل "صقور الشام"، المسؤول عن القاطع الشرقي من جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، عمد إلى إصدار بيان يعلن خلاله عدة قرى بالمنطقة هناك منطقة عسكرية يمنع على المدنيين التواجد فيها أو الذهاب إليها، والقرى هي: "كدورة ومعرزاف ومنطف وبينين وسرجة ورويحة"، بدورها قوات الجيش السوري تواصل التحشد وإرسال تعزيزات كبيرة إلى مواقعها في إدلب وحماة، وخاصة محاور جبل الزاوية وريف إدلب الشرقي وسهل الغاب

كذلك عمدت الفصائل وهيئة تحرير الشام إلى تحصين وتعزيز مواقعها في القطاع الجنوبي من الريف الإدلبي ومحاور التماس في سهل الغاب، كما قامت القوات التركية بتعزيز وتحصين مواقعها في جبل الزاوية جنوب إدلب ريف إدلب الجنوبي، كذلك وردت معلومات حول نشر القوات التركية منظومة "دفاع جوي" على قمة تل "النبي أيوب" الاستراتيجية في جبل الزاوية.

وتأتي التعزيزات المستمرة من قبل الطرفين، مع ترقب لعملية عسكرية جديدة قد تشهدها المنطقة من جديد، في حال فشل المفاوضات الروسية - التركية، حول ملفات عدة أبرزها طريق حلب - اللاذقية الدولي المعروف بـ "M4" وعودة المدنيين إلى مناطقهم بعد أن هجرتهم العملية العسكرية الأخيرة.

* تدفق كبير للأرتال التركية عبر آلاف الآليات والجنود

عمدت تركيا إرسال الأرتال العسكرية بشكل كبير جدًا نحو مواقعه ضمن منطقة "خفض التصعيد"، معززًا بذلك من تواجده هناك، ووفقًا لإحصائيات المرصد السوري، فقد بلغت عدد الآليات التركية التي دخلت الأراضي السورية منذ قبيل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وحتى اللحظة، 3895 آلية، بالإضافة لآلاف الجنود.

وانتشرت القوات التركية بعدة نقاط ومواقع جديدة في الريف الإدلبي ولاسيما في جبل الزاوية، وبذلك، يرتفع عدد النقاط التركية في منطقة “خفض التصعيد” إلى 62، وهي: (صلوة وقلعة سمعان والشيخ عقيل وتلة العيس وتلة الطوقان والصرمان وجبل عندان والزيتونة ومورك والراشدين الجنوبية وشير مغار واشتبرق”، بالإضافة إلى نقاط مستحدثة وهي: (عندان والراشدين ومعرحطاط) ونقاط في سراقب والترنبة والنيرب والمغير وقميناس وسرمين ومطار تفتناز ومعارة النعسان ومعرة مصرين والجينة وكفركرمين والتوامة والفوج 111 ومعسكر المسطومة وترمانين والأتارب ودارة عزة والبردقلي ونحليا ومعترم وبسنقول والنبي أيوب وبزابور وباتبو وكفرنوران والأبزمو ورام حمدان والجينة وبسنقول والمشيرفة وتل خطاب وبداما والناجية والزعينية والغسانية والكفير والبرناص وبداما وأريحا وجنة القرى وبسامس وقمة تل النبي أيوب والقياسات وقرب بسنقول ومعراتة ومرعيان

* نحو 100 شهيد من قوات الجيش السوري

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل