المحتوى الرئيسى

محمود ياسين التهامى: «الإخوان» تجار دين عارضتهم فى عز قوتهم (حوار)

06/04 21:15

طالب المنشد الدينى محمود ياسين التهامى بتحويل كمين مربع البرث، الذى شهد استشهاد العقيد أحمد صابر منسى ورفاقه فى سيناء، إلى مزار سياحى يخلد سيرة هؤلاء الأبطال، وذلك على طريقة مقابر الجيشين الألمانى والإيطالى بمدينة العلمين.

وكشف «التهامى»، فى حواره مع «الدستور»، عن إعداده لما وصفه بـ«مشروع عالمى جديد جدًا»، والبدء فى أولى خطواته التنفيذية منذ رمضان الماضى، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى عزمه تنظيم عدة حفلات إنشاد «أون لاين» خلال الفترة المقبلة.

■ بداية.. ما قصة اقتراحك الأخير بتحويل كمين البرث إلى «مزار سياحى»؟

- حين يلهمنى الله بفكرة معينة أطرحها على صفحاتى بمواقع التواصل الاجتماعى، بهدف تحويلها إلى واقع، لأن هذه الصفحات يتابعها العديد من المصريين المحبين للإنشاد، بالإضافة إلى مسئولين فى الدولة، وبالتالى يجد ما أكتبه عليها صدى واسعًا وكبيرًا.

وبالنسبة إلى مقترح «البرث»، فأنا زرت مدينة العلمين ووجدت هناك مقابر ألمانية وإيطالية تخلد سيرة بعض أبناء الجيشين الإيطالى والألمانى، فقلت فى نفسى: لمَ لا نحاكيهم فى هذا؟ لماذا لا نحول كمين البرث إلى مزار سياحى يقصده المصريون على اختلاف أعمارهم، ليكون تخليدًا لعظماء ذلك الكمين الذين رحلوا دفاعًا عن بلدنا الحبيب مصر، وليتحولوا إلى قدوة للشباب الصغير؟

لماذا لا نخلد ملاحمنا العظيمة وهى تستحق بلا شك؟ وبالطبع ليس هناك أفضل من كمين البرث، الذى شهد صعود أرواح الكثير من أبناء مصر فى شجاعة وبسالة وتضحية وفداء، كما شاهدنا كلنا فى مسلسل «الاختيار».

■ إذن «الاختيار» هو الباعث الحقيقى لمقترحك.. هل هذا صحيح؟

- بلا شك، والكل رأى كيف كانت مشاهدات المسلسل مرتفعة فى الدول العربية أكثر من مصر، فى دليل واضح على وجود «تعطش» لتوضيح مثل هذه البطولات العظيمة، وكيف أن لدينا أبطالًا ينبغى تخليد ذكراهم.

كما أن ما حققه المسلسل من نجاح يعكس أهمية الدراما فى حياتنا، وأن تكون «إيجابية» تعيد للأجيال الحالية والمقبلة حبها لهويتها المصرية، وتصحح كل الأفكار الخاطئة لديها، وهو ما نجح فيه «الاختيار»، خاصة مع تضمنه لقطات حية توثيقية.

ولذلك أطالب بأن يكون لدينا فى رمضان من كل عام مسلسل يتناول قصص أبطال الجيش المصرى العظيم، والحروب التى خاضها طوال تاريخه، بما فيها حربه الحالية ضد الإرهابيين فى سيناء، التى أرى أنها أكثر ضراوة من حرب التحرير فى عام ١٩٧٣، لأننا فى أكتوبر المجيدة كنا نعرف عدونا ونحاربه وجهًا لوجه، لكن مع الإرهابيين أنت تواجه أفكارًا خاطئة ومشوهة.

■ تعرضت لهجوم من لجان «الإخوان» على صفحتك بسبب موقفك هذا.. كيف واجهت ذلك؟

- يجب أن يعلم الجميع أن موقفى من «تجار الدين» واضح منذ زمن بعيد، حتى وقت أن كانوا فى سدة الحكم قبل ثورة ٣٠ يونيو، ورغم أننى أؤمن بأن «الضرب فى الميت حرام»، فهم أصبحوا موتى بالنسبة لنا، أكتب وموقفى واضح برفض سياساتهم وأفكارهم التى أعرفها طوال عمرى، لأننى احتككت بهم أكثر من مرة حين كنت طالبًا فى الجامعة، ورأيت كيف أنهم «يسيّسون الدين».

وأنا طالب أزهرى ومرجعيتى صوفية ورزقنى الله الفهم الصحيح للدين، لذا أعرف تمام المعرفة كيف يستغلون الدين لتحقيق مصالح فردية بعيدة كل البعد عن الله ودينه، وحتى وهم خارج مصر الآن يحاولون خلق شقاق بين الجيش والشعب، بين المواطن ومن يحميه، ولا أعرف كيف لا يستوعبون حتى الآن أن هذا لن يحدث.

فعلى المستوى الشخصى، عائلتى كلها التحقت بالجيش، وكان لها شرف الخدمة لمصر.. ٤ من إخوتى، و٦ من أبناء عمومتى، وآلاف الشباب من أسرتى وقريتى خدموا فى الجيش، لذا فإن كل ما يخططون له سراب، وسعيهم لخلق حالة من «الشقاق» بين الجيش والشعب لن يحدث أبدًا.

■ لكن ألا تخشى أن تفقد بعضًا من جمهورك لذلك؟

- كثيرون قالوا لى: ستخسر كثيرًا من جمهورك بسبب آرائك، وإنك تخلق أعداء أنت فى غنى عنهم، لكنى أقول لهم: مواقفى هذه أمور مسلم بها، والثبات عليها مطلوب وواجب، وإن كنت سأخسر بعض المشوشين والمشوهين، فأنا أكسب نفسى.

لذلك لدىّ موقفى الثابت، وارجع إلى أرشيفى ستجد هذا واضحًا وضوح الشمس، حتى إنهم وقت أوج قوتهم كانوا يصفوننى بأننى «رأس الأفعى الصوفية»، لكن ولله الحمد كانوا يصرفون ملايين الجنيهات لتنظيم «مليونية» ضد الجيش فيفشلون، وأنا فى المقابل تجتمع لدىّ «مليونية» فى حفل أو فى مولد من موالد آل البيت، وذلك بترتيب ربانى وفى حب الله ورسوله وآل البيت.

وأثناء أى حفل أو مولد، كنت أوجه رسائل شديدة الصرامة ضد كل من يتاجر بالوطن، ثم أعلن فى ختامه عن تأييدى لبلدى وجيش بلدى ضد هؤلاء، وكان هذا يزعجهم، لدرجة أننى سمعت ذات مرة أنهم يقولون: «نصرف ملايين فى مليونية.. والتهامى يجمعها فى مولد واحد».

■ ننتقل إلى مشروعك الأهم.. هل لا تزال «مدرسة الإنشاد» مفتوحة فى هذه الفترة؟

- لا بالطبع، لأن المدرسة تعتمد على اللقاءات المباشرة، لذلك فهى متوقفة تمامًا حتى انتهاء أزمة «كورونا» بشكل تام. وعوضًا عن ذلك، كنت من أوائل منظمى حفلات الإنشاد «أون لاين» منذ بداية ظهور الأزمة، وتحديدًا فى ٢٤ مارس الماضى، والحمد لله الحفل لاقى صدى واسعًا جدًا.

كما أننى شاركت فى مهرجان «أون لاين» نظمته مجموعة أبوظبى للثقافة والفنون، رفقة الفنانين سامى يوسف وهبة الخواص، وكان له صدى عالمى كبير، وأجهز حاليًا لحفلات «أون لاين» أخرى سأعلن عن تفاصيلها قريبًا.

■ ما قصة ارتدائك «عمامة» والدك وأنت طفل؟

- أنا محب للإنشاد الدينى منذ صغرى، ومؤخرًا أرسل صديق لى صورة تعود إلى عام ١٩٩٠، حيث كنت أحيى حفل «الإسراء والمعراج»، وأنا ما زلت فى المرحلة الابتدائية.

وفى هذه الفترة لم أكن أعرف طريقة لف «العمامة» أو «العِمّة» بالشكل المطلوب، لذا كنت أنتظر مجىء والدى من حفلاته، وأراه يخلع «العمامة» ويتركها «ملفوفة» كما يجب، وقبل أن تفكها والدتى كنت أمسك بها وأخبئها، خاصة أن والدى كان رافضًا دخولى الإنشاد من الأساس، ثم ألبسها وأحشو الفواصل والفراغات بالمناديل الورقية، لأن رأس والدى أكبر من رأسى بالطبع وأنا طفل وقتها.

■ كيف كان دور والديك فى مسيرتك بعالم الإنشاد؟

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل