المحتوى الرئيسى

هل يوجد مرض "حساسية الطقس" فعلا؟!

06/04 08:31

من الطبيعي أن يتفاعل جسم الانسان مع المؤثرات الخارجية لمحيطه وعلى رأسها التقلبات المناخية. ففور تغير درجة الحرارة والطقس، يبدأ الجسم في ضبط الجهاز العصبي استجابة لهذه المتغيرات، وفي موازاة لذلك قد تحدث تفاعلات هرمونية مختلفة.

فيما لا يشعر الكثيرون بأي أعراض مع تغيّر الطقس، يشكو آخرون من الكثير منها تتنوع بين آلام الرأس والشقيقة إلى ارتفاع أو نزول ضغط الدم على سبيل المثال لا الحصر. لكن هل هذا صحيح بالفعل؟ فهل الطقس مسؤول عن ذلك؟!

بالنسبة للأطباء الأمر وارد لكنه غير مؤكد. فالعديد من الدراسات التي حاولت الإجابة عن هذا السؤال اعتمدت على استبيانات تمّت فيها استشارة المشاركين حول تأثير التغيير المناخي على أجساهم وفق إدراكاتهم الشخصية، فحمّل العديد منهم الطقس المسؤولية عن أعراض يعانون منها بشكل دوري.

غير أن الملفت في إجابات المشاركين هو وجود إجماع على نوع من الأعراض المذكورة كآلام الرأس والإعياء والإجهاد وآلام المفاصل والأرَق. وهناك من شعر  بهذه الأعراض يومين إلى ثلاثة أيام قبل تسجيل تقلبات مناخية. 

ويرجح الأطباء أن الخلايا الحسية المتواجدة في الأوعية الدموية والشرايين هي المسؤولة عن هذا الإدراك، فهي عبارة عن مجسات ترسل إشارات للدماغ عند الشعور بضغط هوائي أو بأي متغيرات أخرى، لكن هذا أيضا لم يتم تأكيده بشكل نهائي.

إرسال Facebook google+

وفي ظل عدم وجود دراسات تفصيلية حول مدى تورط الطقس في معاناة البشر، يرجح الأطباء أن المصابين سلفا بأمراض مزمنة خاصة، تتجدد أو تشتد معاناتهم حين يتغير الطقس. ويشير موقع فوكوس الألماني إلى أن آثار ارتفاع درجة الحرارة تظهر أساسا لدى مرضى الحساسية وارتفاع ضغط الدم. في المقابل انخفاض درجة الحرارة تظهر آثاره لدى مرضى الأوعية الدموية والتنفس. 

قد يبدو الأمر منطقيا لأنه ومع انخفاض الحرارة تنقبض القصبات الهوائية والأوعية، وهو ما قد يتسبب في مشاكل إضافية بالنسبة لمرضى الربو على سبيل المثال. كذلك التغيرات المناخية التي تصحبها زوابع رملية أو غيرها يمكنها أن تزعج مرضى الحساسية بشكل كبير.

وتمثل الحرارة بدورها تحديًّا للمصابين بأمراض الأوعية الدموية والشرايين لأنها، وكما هو معلوم، تسرَّع جريان الدم في الجسم، خاصة الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم لا يمكنهم مجاراة سرعة أداء الدورة الدموية في هذه الحالة، ما تسبب لهم بمشاكل كثيرة. 

يعتقد خبراء المناخ والأطباء أن ما قد يطلق عليه "حساسية الطقس"، من مشاكل العصر الحديث، لأنها نتيجة لابتعادنا عن الطبيعة. فنحن اليوم نقضي معظم أوقاتنا في الغرف المغلقة، أي أن أجسامنا لم تعد تعرف كيف تتعامل مع الهواء الطلق.

ومن يعتقد أنه يعاني من تأثير الطقس على صحته عليه أن يتبع نهج أجداده ويقضي أكثر أوقاته في الخارج. ولا ننسى أيضا التغيرات المناخية التي تشهدها الكرة الأرضية مؤخرا بسرعة تثير الفزع.

منذ أيام تشهد القارة الأوروبية موجة حر شديدة، إذ يتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في بعض البلدان الأوروبية إلى مستويات كبيرة للغاية على غرار 45 درجة (قياسية) في جنوب فرنسا و40 درجة مئوية في إسبانيا. أما في ألمانيا فقد وصلت درجة الحرارة في الأيام السابقة إلى مستويات مرتفعة جداً، خصوصاً في جنوب غربي البلاد، ما أجبر العديد من المدارس على إعادة الأطفال إلى منازلهم.

في مدينة نورنبورغ الواقعة في ولاية بافاريا الألمانية، تم إطلاق مبادرة خاصة من أجل التعامل مع موجة الحر هناك. ووضع القائمون على هذه المبادرة إبريق ري على عدة أشجار في مناطق متفرقة حول المدينة، وذلك بهدف تسهيل عملية ريّها من طرف السكان.

في العاصمة الألمانية برلين، وجد بعض الناس طريقة مواتية للتعامل مع موجة الحر، فقد توجه عدد كبير من الناس إلى إحدى البحيرات هناك من أجل الاستمتاع بهذا الجو الصيفي وقضاء أوقات ممتعة. بيد أن توافد أعداد كبيرة من الناس على البحيرات أقلق راحة البجع (الصورة)، الذي فضل البقاء بعيداً عن الناس.

أما في ميونخ الألمانية، فإن الوضع لم يختلف كثيراً في عاصمة الولاية البافارية، فقد توافد الناس على بعض أنهار وبحيرات المدينة من أجل مواجهة حرارة الشمس المفرطة هذه الأيام، والاستمتاع كذلك بأوقات جيدة برفقة الأهل والأصدقاء.

تسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة إلى ازدياد الإقبال على المسابح، التي أصبحت من الوجهات المُفضلة لبعض الناس في هذه الأيام. وينتظر بعض الناس بفارغ الصبر أمام مسبح في العاصمة الألمانية برلين من أجل السماح لهم بالدخول والتمتع بالمياه الباردة.

رغم خطورة موجة الحر وتأثيرها السلبي على الإنسان والحيوان والطبيعة، إلا أن ارتفاع درجات الحرارة يشكل أيضاً فرصة رائعة للاستجمام وقضاء أوقات ممتعة، مثلما توضح الصورة المُلتقطة لبعض الأطفال في مسبح ببلدة إلتساخ، التي تقع في ولاية بادن فورتمبورغ الألمانية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل