المحتوى الرئيسى

د. يمنى طريف الخولى : «المركزية الغربية».. انتهت

06/03 22:32

نعيش فى عصر تعدد الثقافات.. ودول كثيرة تقدم نماذج للنهضة

لا نزال غارقين فى مشكلة «الأصالة والمعاصرة» منذ القرن الثامن عشر

طه حسين كان مفتونًا بالغرب.. وأراد خروجنا من الثقافة العربية الإسلامية

نحن شعب لا يقرأ.. وثقافتنا تفتقر إلى الرأى والرأى الآخر

الشيخ أمين الخولى.. أبرز أقطاب التيار الإصلاحى فى القرن العشرين

ولدت الدكتورة يمنى طريف الخولى أستاذ فلسفة العلوم ورئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1955، حصلت على درجة الماجستير فى الفلسفة عن موضوع فلسفة العلوم عند «كارل بوبر» ثم نالت درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى عن موضوع «مبدأ اللاحتمية فى العلم المعاصر ومشكلة الحرية».

عملت «الخولى» زميلا زائرا بمركز الأبحاث للدراسات اليابانية فى «كيوتو» وأستاذ دراسات عليا لتأسيس قسم الفلسفة بجامعة أحمدو بيلو بنيجيريا ثانى أكبر جامعة فى أفريقيا بعد جامعة القاهرة عام 2014. وهى حفيدة الشيخ أمين الخولى صاحب مدرسة الأمناء الفكرية التى كان لها إسهاماتها الفعالة ودورها التنويرى فى المجتمع، وهى صاحبة رؤية رصينة فى قضايا الفكر الإنسانى والعقل العربى والفلسفة الإسلامية.

«الخولى» مثلت نموذجاً فذاً للمفكر الموسوعى الذى يتعامل مع العالم المحيط به بحرفية شديدة ويسايره فى تطوره، وهى إحدى رائدات الفكر النسوى فى النصف الثانى من القرن العشرين، حيث صدر كتابها الأشهر «النسوية وفلسفة العلم»، إضافة إلى ترجمتها لكتاب «أنثوية العلم من منظور الفلسفة النسوية» ضمن سلسلة «عالم المعرفة». كما لها العديد من الكتب العلمية ومنها «فلسفة كارل بوبر» و«الحرية الإنسانية والعلم.. مشكلة فلسفية» و«الوجودية الدينية» و«أمين الخولى والأبعاد الفلسفية للتجديد» و«فلسفة العلم فى القرن العشرين». شاركت بأبحاث فلسفية فى العديد من المؤتمرات الدولية فى القاهرة والكويت ودمشق ولبنان والأردن واليابان وتونس والجزائر والرياض وكوالامبور والمغرب والولايات المتحدة وزيارات لجامعات عربية وجامعات آيوا وهيوستن وهاواى بأمريكا. كما نالت عضوية لجنة التاريخ وفلسفة العلوم بأكاديمية البحث العلمى، والجمعية الفلسفية المصرية، والجمعية المصرية لتاريخ العلوم، ولجنة الفلسفة بالمجلس الأعلى للثقافة.

حصلت «الخولى» على العديد من الجوائز أبرزها جائزة الدولة للتفوق والشيخ مصطفى عبدالرازق من جامعة القاهرة وجائزتى نجيب محمود للتفوق العلمى، وشهادة تقدير من رئيس الجمهورية لأفضل كتاب عام 1999.

«الوفد» التقت حفيدة شيخ المجددين فى الأصولية بمنزلها وكان هذا الحوار.

< بداية.. أنت حفيدة شيخ المجددين أمين الخولى أحد رواد التجديد فى الإصلاح الدينى.. كيف تأثرت بهذه البيئة الفكرية والدينية خلال دراستك للفلسفة؟

<< قضيت طفولتى فى لندن، وقد توفى جدى وأنا مازلت طفلة صغيرة، وكانت لدى فكرة واضحة عن أمين الخولى كواحد من كبار الرواد، أو كما أقول دائما شيخ المجددين فى الأصولية وشيخ الأصوليين فى التجديد، وأنه من الرواد العظام الذين قاموا بتمصير الجامعة وأنشأوا الشخصية الأكاديمية المهيبة لجامعة فؤاد الأول أو جامعة القاهرة الآن، إلا أن تأثرى بأمين الخولى انبثق فى عقليتى فى أوائل التسعينيات حين تعاملت مع الهيئة العامة للكتاب فى إصدار مجموعة أعماله الكاملة، وقد بهرت بالمنهجية الشاملة والرؤية العميقة لواقعنا وبإشكالية الأصالة والمعاصرة والعلاقة بالغرب ومكنونات فكر وتراث أمين الخولى، وكان اتصالى بتراث «الخولى» فى مرحلة كنت فيها أستاذا مساعدا، وقد تدربت على التلقى واستقطاب إيجابيات النصوص، وأدركت أن أمين الخولى الذى استفاد من خبراته فى أوروبا وألمانيا وإيطاليا ومن الفكر الغربى والفكر الحداثى ومن إعطائه التنظير الحقيقى لإشكالية الأصالة والمعاصرة التى هى الإشكالية الأم فى ثقافتنا، وأصبح أمين الخولى من محاور تفكيرى بالتعاون مع أستاذى العظيم حسن حنفى ومع كل المعنيين بتفعيل الفلسفة فى واقعنا وفى حل مشكلة الأصالة والمعاصرة وفى تحقيق الحداثة والتقدم إلى آخر الأهداف المطلوبة إلى آخر التوظيف الفعلى للفكر والفلسفة فى الواقع، وأصدرت كتابى الشهير «أمين الخولى والأبعاد الفلسفية للتجديد»، وسيظل والدى دائما صاحب الفضل الأعظم فى تكوينى، فقد كان طبيبا جراحا رائدا لكنه غرس فى نفسى عشق الكتاب والفلسفة وجعلنى أختار دراسة الفلسفة عن يقين رغم أننى كنت من الأوائل، وكنت أستطيع اختيار أى دراسة، لكن والدى هو الذى شكلنى وهو الابن البكر لأمين الخولى، فقد عشت فى بيئة فكرية قبل أن تكون دينية.

< ماذا عن أمين الخولى والأزهر الشريف خاصة أنه درس لطلابه فلسفة الأخلاق؟

<< عثرت فى مكتبة والدى -رحمه الله- على مخطوطة محاضرات لأمين الخولى فى تاريخ فلسفة الأخلاق ألقاها فور عودته من ألمانيا 1927، وكان الأزهر قد طلب منه أن يدرس لطلابه مقررا شاملا عن فلسفة الأخلاق ضمن قيامه بعملية تحديث للمقررات والدراسة، وعندما قرأت هذه المخطوطة ذهلت لأننى وجدته فى قلب الأزهر يعلم لطلابه مفهوم المادية والتجريبية والواقعية ويدافع بيقين عن التطورية كتفسير للحضارة وكتفسير للحياة وتفسير لفعل الخلق نفسه، آمن أمين الخولى بالتطورية والهرمنيوطيقا، كما أوضحت دراسات عبدالجبار الرفاعى المفكر العراقى الكبير، أن أمين الخولى هو رائد الهرمنيوطيقا فى الفكر العربى الحديث وفى موسوعة الهرمنيوطيقا التى ترجمها شيخ المترجمين الأكبر الدكتور محمد عنانى، وهى من 3 أجزاء مذكور بها أن أمين الخولى وبنت الشاطئ هما اللذان أدخلا الهرمنيوطيقا الثقافة العربية المعاصرة، أمين الخولى أدخل النظرية الهرمنيوطيقا بمدرسته فى تفسير أدبى للقرآن، وبنت الشاطئ أدخلت التطبيق الهرمنيوطيقى فى دراستها لدراسة «الغفران» لأبى العلاء المعرى، التطورية والهرمنيوطيقا هما محور تجديد وفلسفة أمين الخولى، وقد قدمت لهذه المخطوطة، وأصدرها المجلس الأعلى للثقافة 1995 فى إطار الاحتفال بمرور مائة عام على ميلاد الشيخ أمين الخولى.

< وماذا عن منهجه فى التجديد وكتابه «المجددون فى الإسلام»؟

<< كما أكدت مرارا أن أمين الخولى شيخ المجددين فى الأصولية وشيخ الأصوليين فى التجديد، فقد رفع شعاره الشهير والسديد «أول التجديد قتل القديم فهمًا وبحثًا ودراسة»، فقد كان يبث أصول التجديد فى كل المجالات المتصلة بإسهامه، ولقد تأتت إسهامات «الخولى» جهوده الأصولية التجديدية فى مجالات تجعلها بنية حضارتنا فى موقع ثقافى محورى، فضلا عن ارتكازها على الثابت البنيوى فيها النص الدينى «القرآن الكريم» فلم يكن للتجديد فى هذه المجالات عند الخولى إلا طريق واحد هو النظر العلمى الذى لا يستقيم بغير الفهم العميق للقرآن

< ما الفارق بين أمين الخولى وعميد الأدب العربى الدكتور طه حسين؟

<< طه حسن كان حداثيا تنويريا يدور فى إطار المركزية الغربية، فقد كان مفتونا بالحضارة الغربية، وتمنى أن يقطع أصولنا لدرجة أنه أراد أن يخرجنا من دائرة الثقافة العربية الإسلامية ويضعنا فى إطار ثقافة البحر المتوسط وأنشأ الأصول الكلاسيكية للحضارة الغربية فى كلية الآداب بوصفها أصول حضارة البحر المتوسط، لكننا لا نستطيع أن ننكر أن طه حسين مجدد عظيم على الرغم من أنه كان من فريق المنبهرين بالحضارة الغربية وهى نفس مرحلة الطفولة الفكرية لزكى نجيب محمود الذى كان يقول قبل أن ينفتح على التراث الإسلامى: كنت أتصور أن حل كل مشكلة الأصالة والمعاصرة فى السير وراء الغرب باعا بباع وذراعا بذراع وشبرا بشبر، حتى إذا دخلوا جحر ضب دخلناه وراءهم، وهذا حل غير سليم، فحتى منتصف القرن العشرين كان هناك عصر الحداثة، عصر الاستعمارية، عصر المركزية الغربية، أوروبا هى نموذج للتقدم الحضارى وحولها دوائر من التخلف يزداد نصيبك من التقدم بقدر ازدياد اقترابك من المركز ويزداد نصيبك من التخلف بقدر ابتعادك عن المركز، وهذا هو الوضع الحداثى، وهذا هو حلم ما يسمون أنفسهم بالعقلانيين العلميين التنويريين، وهم فى الواقع رجعيون سلفيون، لأننا الآن بعد النصف الثانى من القرن العشرين، بعد انتهاء المرحلة الاستعمارية وانتهاء مرحلة الحداثة ومرحلة الفيزياء النيوتنية الواحدية المادية الحتمية الضرورية اليقينية وانفجار عالم النسبية والإحصاء والاحتمال والمنطق متعدد القيم ثم انبثاقة عصر ما بعد الحداثة، عصر التعددية الثقافية، هى ما بعد الاستعمارية، ما بعد المركزية الغربية، ما بعد العلمانية، ما بعد الوضعية، هذه هى المرحلة التى نحياها الآن هى باختصار التعددية الثقافية، كل ثقافة لابد أن تعمل على تأكيد ذاتها وشخصيتها الحضارية وتأكيد ثقافتها، ولذلك فأمين الخولى عندما كان فى مواجهة من سموا أنفسهم التنويريين العلمانيين كان يحافظ على شخصيتنا ويقدم ذاتنا الحضارية كإضافة للخريطة الثقافية وتبنيه للهرمنيوطيقا كمنهج للتفسير، أمين الخولى تتجلّى قيمته فى عصر ما بعد الحداثة عصر التحرر من المركزية الغربية وإثبات الشخصية القومية، فقد كان يحارب المنبهرين بالتراب الغربى وبالتنوير والعلمانية، فقد كان فكره سابقا لعصره فى استبصار لما سوف يطلب العصر، وماذا سيكون الأمر بعد أن تنتهى المرحلة الاستعمارية ومرحلة بعد الحداثية، فأمين الخولى لم يكن منبهرًا بالحضارة الغربية ولكنه كان عميق الاستفادة منها.

< تتلمذت على يد الدكتور زكى نجيب محمود أحد أساطين الفلسفة العربية فماذا عن أول لقاء لك معه؟

<< أعتبر نفسى وريثة زكى نجيب محمود، وتلميذته، فهو وياسين خليل فى العراق هما اللذان أدخلا فلسفة العلوم التى هى أهم فروع الفلسفة، وأكثرها استقطابا لروح العصر، وهما اللذان أدخلا مناهج البحث العلمى الذى هو صميم تخصصى فى الدرس الفلسفى العربى، وكان أول لقاء لى معه حينما كنت أستعد لتسجيل رسالة الماجستير فور تخرجى وتعيينى معيدة بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، واستقر الرأى على تسجيل رسالتى فى فلسفة المنهج العلمى فى القرن العشرين، وكان «كارل بوبر» أهم فلاسفة المنهج العلمى فى هذا القرن، وعلى مستوى البشرية يمكننى القول إن أهم فيلسوفين للمنهج العلمى على مستوى التاريخ الإنسانى كله حتى هذه اللحظة هما الحسن بن الهيثم و«كارل بوبر» وكلاهما أخذ منى حقه، وقد كان الحسن بن الهيثم مجالا لأبحاثى مؤخرا فى هاواى وهولندا وإيطاليا وبلجيكا، ولم يكن أحد فى ذلك الوقت يعرف «كارل بوبر» ولم تكن كتبه موجودة فى مصر، فنصحنى أساتذتى بالذهاب للدكتور زكى نجيب محمود فى أواخر السبعينيات، لأن أعمال «بوبر» موجودة عنده، وكان هذا أول لقاء لى معه، خاصة أنه حصل على الدكتوراه من نفس الجامعة التى كان يعمل بها «كارل بوبر» وهى جامعة لندن، وأصبح ترددى على منزله جزءا من حياتى لقربه من الجامعة، وكلما مررت على منزله ألقى نظرى إلى شرفة منزله بالرغم من أنه مغلق، وأفخر بأننى وريثة له، لكننى أفخر أيضاً بأننى أختلف معه اختلاف الأجيال والمراحل الزمنية.

< البعض يرى أن الفلسفة عندما غابت من حياتنا حضر الإرهاب وأن القضاء على الإرهاب فى عقول الأجيال يتطلب أن نبدأ بتدريس الفلسفة فى كل مراحل التعليم فكيف تساعد الفلسفة فى القضاء على الإرهاب؟

<< الفلسفة نفسها تطرح الحرية والحتمية، لأن الفلسفة لابد أن تطرح الرأى والرأى الآخر، والقضية التى لا يطرح فيها الرأى والرأى الآخر لا تعد فلسفية، فهناك فلسفة العنف وفلسفة السلام وفيها إقصاء الآخر وفيها قبول الآخر، والإرهاب يأتى من التطرف والتطرف هو التزام الطرف الأقصى الواحد والوحيد وربط كل المتغيرات والبدائل لدرجة تجريم وتحريم الطرف الآخر، كما أن التطرف يأتى من العجز عن إدراك الرأى والرأى الآخر، فالفلسفة تعلمنا أن هناك الرأى والرأى الآخر كما قال الإمام الشافعى: «رأيى هو ما يبدو لى صوابا ورأى الآخر ما يبدو لى خطأ»، ويتقابل الرأيان، إلا أنه فى ثقافتنا يغيب الرأى والرأى الآخر ولنكن صرحاء،

< هناك من يقول إن الفلسفة ما زالت حبيسة برج عاجٍى فما السبب وماذا عن حاجتنا لها فى واقعنا المعاصر؟

<< هذا طرح مغلوط، والكلام الذى يردده العوام دائما كلام مغلوط، فكيف يمكن أن تكون الفلسفة حبيسة برج عاجى، وهى نشاط إنسانى كالعلم، والفكر، والأدب، والمنظومات الأخلاقية والسياسية لا تهبط من السماء، ولا تسبح فى الفراغ، بل هى انعكاس تجريد وتجسيد لمرحلتها الحضارية، الفلسفة، انعكاس للواقع، ولا أفهم الفلسفة إلا انعكاسا لواقع ما حتى فلسفة الانعزال ورفض الواقع، المطلق والبعد عن الواقع، فلسفة التماهى مع الدورة الأبدية، مع التجربة الصوفية كرفض للواقع، الواقع هو المنطلق فى كل حال، لأن أى شىء إنسانى لابد أن يدور فى الواقع، ولكن الواقع له مستويات وأبعاد، فالفلسفة تتعامل مع الواقع من منظور مختلف قادر على استشراف حسن منهجيات الفلسفة وطبيعة الاستدلال الفلسفى، فالفلسفة قادرة على استشراف الآفاق المستقبلية بقدر ما هى قادرة على استكناه الأصول الأريكولوجية، فالفلسفة هى الواقع المجمل، ولا أستطيع أن أتصور فلسفة بعيدة عن الواقع.

< كأستاذة متخصصة فى الفلسفة كيف يمكن الرد على من ينادون بالفصل بين العلم والدين فى عالمنا العربى؟

<< تعلمنا شيئا مهما أن الدين ليس مجرد دين، فالإسلام ليس مجرد عقيدة وشريعة، فالإسلام دائرة ثقافية، كانت الثقافة الإسلامية العربية قديما وحديثا وفى عصرها الكلاسيكى، حين كانت المركز الحضارى فى العالم وفى العصر الراهن دائما الثقافة الإسلامية العربية قادرة على ضم وتوظيف وتفعيل عناصر وشخوص غير إسلامية، فهناك اليهود والنصارى والصابئة، ولدينا منهم من أهم علماء الرياضيات العرب، والنصارى هم الذين اضطلعوا بعبء الترجمة بحكم ممارستهم الشعائر الدينية، لأنهم كانوا يعرفون النصوص الإغريقية، فاليهود والنصارى والصابئة قاموا بدورهم فى الثقافة العربية الإسلامية، فالإسلام دائرة ثقافية وليس مجرد دين، وأى فصل بين عناصر الثقافة غير واقعى، فالثقافة مجموعة عناصر أو جوانب تضم العلم والدين والفكر، والمنظومات الأخلاقية والسياسية والقانونية والأنظمة التربوية والفنون، كل ما ينتجه الإنسان، والرأى الرشيد يؤكد أنه لابد أن تتعاون جوانب الحضارة معا، فلا أفهم معنى الفصل بين العلم والإسلام، فالعلوم التى أنتجتها الحضارة الإسلامية هى المقدمة الشرطية المنطقية والتاريخية والجغرافية المفضية إلى ثورة العلم الحديث فى أوروبا، كما أن اللغة العربية أول لغة علمية عالمية فى تاريخ البشرية والإسلام هو الذى علم البشرية معنى عالمية العلم، وقبل الإسلام كان العلم لا ينفصل عن قوميته مثل الهندسة الإغريقية والحساب الهندى والفلك البابلى والملاحة الفينيقية، والطب الفرعونى أم الطب العربى، العمارة المصرية أم العمارة الأشورية، وفى أقل من مائة عام كون العرب إمبراطوريتهم التى ضمت كل مراكز العلم القديم، وكل هذا انصهر فى بوتقة العروبة والإسلام وأعيدت صياغته وإحياؤه بلغة أصبحت هى اللغة العالمية للدرس والعلم حتى مشارف العصر الحديث، فكانت العربية هى لغة البحث والدرس فى العالم كله، وكانت تقوم بالدور الذى تقوم به اللغة الإنجليزية الآن. فالعرب هم الذين خلقوا مفهوم عالمية العلم.

< تساءلت فى مقال سابق لك بعنوان «هل يفترض التحرر من الموروث للبحث عن موروث آخر» فماذا تقصدين؟ وهل يتعلق ذلك بالأصالة والمعاصرة؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل