صيف بلا مصطافين.. أزمة كورونا تعصف بسياحة الشاطئ في الإسكندرية

صيف بلا مصطافين.. أزمة كورونا تعصف بسياحة الشاطئ في الإسكندرية

منذ ما يقرب من 4 سنوات

صيف بلا مصطافين.. أزمة كورونا تعصف بسياحة الشاطئ في الإسكندرية

عمال الشواطئ يبحثون عن مهن جديدة: لا يوجد مصدر رزق آخر.. وسماسرة: الإسكندرية بلا زوار ونحن بدون عمل والشقق تسكنها الأشباح\nألقت تداعيات أزمة فيروس كورونا وما شملته من إجراءات وقائية بظلالها السلبية على قطاع السياحة بمختلف قطاعاته، وكذلك البيزنس القائم على السياحة الشاطئية فى فصل الصيف، فهذا الوقت من العام كان يشهد تحضيرات لموسم متكدس بالمصطافين، يملأون الفنادق والشقق المطلة على الكورنيش فى الإسكندرية.\nهذا ما يحدث كل عام فى بداية فصل الصيف بمحافظة الاسكندرية، ولكن ولأول مرة الصيف سيكون بدون مصطافين بالإسكندرية؛ حيث الشواطئ مغلقة وخالية والمبانى والشقق التى يؤجرها الوافدون من المحافظات المجاورة خالية تسكنها الأشباح، والكورنيش لا يقصده سوى عدد قليل من أهالى مدينة الثغر، وذلك التزاما بالإجراءات الاحترازية والوقائية لمنع تفشى فيروس كورونا للحفاظ على حياة المواطنين.\nوجولة سريعية على شواطئها وشوارعها تكشف أن عروس البحر لم تتزين هذا العام بعد أن طالها سهم فيروس كورونا وألقى بتأثيراته الكئيبة على جميع المناحى الحياة فيها.\nعبدالله المالكى، سمسار شقق مصيفية بمنطقة ميامى شرق الإسكندرية، قال إن ما نمر به الآن لم يحدث من قبل فالوحدات السكنية المخصصة للإيجار خالية تسكنها الأشباح، وهى المنطقة المعروفة بتكدسها طول فترة الصيف بالمصطافين لموقعها المتميز ووجود شارع خالد بن الوليد الذى يعد من أشهر شوارع التسوق فى الإسكندرية.\nوأضاف المالكى، أنه فى مثل فى هذا التوقيت من العام الماضى لم تكن توجد وحدة سكنية خالية كانت جميعها محجوزة والشوارع ممتلئة بالزائرين من جميع محافظات مصر، موضحا أن ما يحدث بسبب فيروس كورونا المستجد «خراب بيوت»، ولكننا ملتزمون بتعليمات رئيس مجلس الوزراء لمنع انتشار الوباء والحفاظ على صحة المواطنين، مؤكدا أن جميع أصحاب مكاتب التأجير والعاملين بها ملتزمون بقرارات الحكومة.\nوأشار المالكى، إلى أنه بالفعل الإسكندرية بلا مصيفين هذا العام بسبب الوباء، وأن أسعار وحدات الإيجار لم تتأثر بنسبة بسيطة لعدم وجود المستأجرين، وتتراوح سعر الشقة ما بين 300 إلى 500 جنيه فى اليوم الواحد، حسب موقعه، حيث الوحدات الواقعة على البحر البحر مباشرة أعلى سعرا من الوحدات الداخلية، وقد تصل فى الأعياد إلى 800 جنيه فى اليوم.\nوأكد أحمد حسن، سمسار شقق، أن فيروس كورونا أصابهم بشلل تام فلا يوجد مصطافون، وأغلب العاملين فى المجال قد اتجهوا إلى أعمال أخرى لكى يستطيعوا العيش، مضيفا أن كانت الأعياد وموسم الصيف هم الدخل الأساسى لهم، ولكن مع التزام بالإجراءات الاحترازية أصبحت الإسكندرية بلا زوار والسماسرة بدون عمل.\nوأشار حسن إلى أن مصدر الدخل الوحيد الآن هو البيع والشراء وليس إيجار الوحدات ولكن هذا يشهد إقبالا ضعيفا، لافتا إلى أنه منذ التحاقه بالمهنة من 10 سنوات لم يمر بأوقات عصيبة مثل الآن بفضل الفيروس المستجد الذى أوقف الحياة فى العالم.\nوقال يوسف حامد، عامل بأحد الشواطئ شرق الإسكندرية، إن الوضع الحالى يعدا صعبا جدا بسبب انتشار فيروس كورونا، فعمله يعتمد على المصطافين فى الأعياد وفصل الصيف، فلا يوجد أى أعمال أو زيارات للشواطئ بعد إغلاقها وهو مصدر الرزق الوحيد.\nوأوضح حامد أن أغلب العمالة على الشواطئ من خارج محافظة الإسكندرية، لذا اضطر كثيرون إلى العودة إلى موطنهم الأصلى وسط أهلهم كى يستطعوا توفير مصدر رزق آخر حتى تعود سياحة الشاطئ فى العام المقبل أو ما تبقى من هذا الصيف.\nويقول إسماعيل فهمى، عامل آخر بأحد الشواطئ، إنهم أكثر فئة تضررت من أزمة كورونا، فأغلب العاملين على الشواطئ عمالة يومية ولا يمتلكون مصدر رزق آخر، موضحا فالجميع كان يستفيد من وجود المصطافين فى الإسكندرية طوال فترة الصيف التى تمتد لأكثر من 4 أشهر.\nوأشار فهمى إلى أن أغلب العاملين فى الشواطئ تركوا العمل واتجهوا إلى بعض الأعمال الأخرى لكى يستطيعوا الإنفاق على أسرهم، مؤكدا أن الجميع ملتزم بتعليمات الحكومة برغم من محاولة إعداد قليلة مخالفة القرارات، ولكن المحافظة تتعامل بشدة فلا يوجد أحد يستطيع فتح شاطئ.\nوطالب أحد مستأجرى الشواطئ رفض ذكر اسمه الحكومة فتح الشواطئ مثل ما حدث مع الفنادق، ووضع إجراءات احترازية يلتزم بها الجميع، واستخدام إجراءات حازمة مع من يخالف للحفاظ على مصدر رزق مجموعة كبيرة من العاملين بالشواطئ.\nوقال أحمد القاضى، محام: إن الدولة اتخذت إجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا وضمن هذه القرارات غلق الشواطئ، ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للمساءلة القانونية وعقوبات فورية منها غرامة مالية وقد تصل إلى الحبس.\nومن جانبه، قال مصدر مسئول بالإدارة المركزية للسياحة والمصايف إن الدولة اتخذت إجراءات احترازية يتم تطبيقها وجميع الشواطئ فى محافظة الإسكندرية مغلقة، وذلك تنفيذا لتعليمات رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.\nوأضاف المصدر أن محافظة الإسكندرية يوجد بها 61 شاطئا يمتدون من الشرق إلى الغرب، وجميعها تكون هدفا لجميع زائرين فى فصل الصيف، لافتا إلى أن توقيت إعادة فتح الشواطئ يرتبط بإعلان من رئاسة مجلس الوزراء، وسيتم نشر ذلك فى جميع وسائل الإعلام، مؤكدا أن الإدارة تحذر أنه من يخلف القرارات سوف يتم اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضده.\nوفى نفس السياق، أكد اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، استمرار إغلاق الشواطئ تنفيذا لتعليمات رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، والتعامل بكل حسم مع أى تجمعات، وذلك فى إطار الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وأن هناك حملات مكثفة بكل الأحياء التى تحتوى على شواطئ فى نطاقها لمنع التجمعات وعدم نزول أحد إلى البحر.

الخبر من المصدر