المحتوى الرئيسى

وجهة نظر: النضال اللامحدود من أجل المساواة في الولايات المتحدة

06/03 20:56

التمرد هو لغة من لا يُسمعون. مارتن لوثر كينغ سبق وأن أعلن بصوت جلي قبل أكثر من نصف قرن عن الأسباب التي تدفع السود في الولايات المتحدة الأمريكية للنزول إلى الشارع. والمثير للريبة هو أن القليل تغير منذ تلك اللحظة. هكذا يتظاهر مرة أخرى الآلاف ضد العنصرية وعشوائية الشرطة. ومن جديد قلما يتوفر لهم أمل في أن يتغير شيء في حياتهم اليومية.

سيستمرون في عدم المشاركة في الرفاهية الأمريكية وكسب أقل من البيض، وقلما ستكون لهم إمكانيات الترقي وسيكونون مجبرين على إرسال أطفالهم إلى مدارس سيئة، ونادرا ما يتوفرون على تأمين صحي، وسيكون لهم متوسط عمر أقل وسيُزج بهم بسرعة ولفترات أطوال في السجون ـ فقط لأنهم ليسوا بيض. وليس هو الحال، كما كتب أحد المعلقين بأن السود يحتجون بالعشرات في المدن الأمريكية، لأن لهم الشعور بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية. بل هم كذلك.

تحدى مئات المتظاهرين حظر التجوال المفروض خارج البيت الأبيض في واشنطن فيما اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واشنطن أكثر الأماكن أمناً على الأرض كما تظاهر عشرات الآلاف في هيوستن تكريما لمقتل جورج فلويد. (03.06.2020)

رجل أسود يصرخ تحت ركبة شرطي أبيض "أنا اختنق..لا أستطيع أن أتنفس"، صورة هزت الولايات المتحدة والعالم كله. مغردون عرب تفاعلوا بقوة مع مقتل جورج فلويد والاحتجاجات العنيفة التي خلفها. جمعنا بعض النماذج في هذا التقرير. (02.06.2020)

الاضطرابات في الولايات المتحدة الأمريكية بعد مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد تكشف عن التفاوت الاجتماعي العميق داخل المجتمع. خبراء يعتقدون أن الرئيس ترامب يستغل الاحتجاجات لمصلحته في الانتخابات المقبلة وقد ينجح في ذلك. (02.06.2020)

رقابة غير فعالة على السلطات المحلية

على الورق يكون الجميع متساوين أمام القانون. أما في الحقيقة فيوقف رجال شرطة أمريكيون، بالرغم من عدم وجود أية شبهة مواطنين بسبب مظهرهم. ويرتكبون في ذلك أخطاء وحشية على غرار مقتل جورج فلويد وينكرونها في الغالب. كما يحاولون التمويه عليها وتنحيتها وفي غالب الأحيان بالتواطؤ مع النيابة العامة المحلية ما يزيد تعقيد القضية.

في الولايات المتحدة الأمريكية تنقص مراقبة مستقلة وفعالة لسلطة الدولة المحلية. وداخل كثير من سيارات الشرطة يجلس خارقون للقانون يدعون أنهم يحفظونه. وتحدث مارتن لوثر كينغ عن غالبية الأمريكيين عندما قال:" من يقبل الشر بدون رفض، فإنه في الحقيقة يتعاون معه". 

ولا يحق فقط معارضة الشر، بل يجب وقفه عند حده. الرئيس الأسمر الأول للولايات المتحدة الأمريكية، باراك أوباما حاول ـ وفي النهاية بدون جدوى. وخلال ولاية حكمه قتل شرطي في فيرغوسن بثمان رصاصات مايكل براون الأعزل، الأمر الذي أدى إلى اضطرابات على مستوى البلاد. وخلال ولاية حكمه نطق الرجل الأسود من نيويورك اريك غارنير الذي كان يوجد في قبضة خانقة لأحد رجال الشرطة هذه الكلمات التي كانت الأخيرة في حياته:" لا أستطيع التنفس". وهي نفس الكلمات الأخيرة التي تلفظ بها جورج فلويد عندما كان يجثو شرطي بركبته فوق رقبته طوال تسع دقائق.

لا، بإمكان الرؤساء الأمريكيين إعطاء الأوامر إلى أكبر جيش في العالم، لكن لا حول ولا قوة لهم أمام العنصرية اليومية تجاه مواطنيهم. وبالطبع وجب عليهم نبد الظلم وإبداء التفهم لضحايا عبث الشرطة ـ وحدها فقط من أجل عدم شحن الغضب والمشاعر. والرئيس ترامب يفشل ، كما هو متوقع حتى هنا بشكل فظيع. فالرئيس ليس أمام أعينه إلا إعادة انتخابه، ويعتقد أنه بإمكانه بواسطة الكلمات الحماسية تحقيق نقاط لدى الناخبين البيض. وسيكون من السيئ بما فيه الكفاية للولايات المتحدة الأمريكية إذا نجحت حساباته.

وحالة جورج فلويد للأسف ليست حالة استثنائية. يوجد آلاف الحوادث المشابهة. والأحكام المسبقة تجاه السود لا توجد فقط في صفوف رجال الشرطة والمدعين أو القضاة، بل أيضا عند المعلمين وأرباب العمل. إنها العنصرية اليومية التي تُوجه ضدها الاحتجاجات. وبما أنها موجودة في الحياة اليومية، فإنه من الصعب محاربتها. ومنذ سنوات يطالب حقوقيون بتكوين أفضل لرجال الشرطة الأمريكيين. ومنذ عقود يطالبون بمراقبة مستقلة لعمل الشرطة والمدعين وفرض قوانين صارمة لحيازة السلاح. ولم يحصل إلا القليل إلى حد الآن.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل