المحتوى الرئيسى

خبراء مكافحة عدوى: "الزحام والاختلاط" مفتاح شفرة خريطة انتشار كورونا

06/02 21:00

أرجع خبراء في الطب الوقائي ومكافحة العدوى والفيروسات خريطة انتشار "كورونا" في محافظات مصر، التي أعلنت عنها وزارة الصحة مؤخرا، والتي أظهرت ارتفاع نسب الإصابات في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية والمنوفية والفيوم والإسكندرية، مقابل انخفاضها في معظم محافظات الصعيد والمحافظات الحدودية، إلى عوامل الكثافة السكانية والزحام وتركز الخدمات وأماكن العمل والاختلاط واستخدام المواصلات العامة

وقالت الدكتورة أماني جمعة، أستاذ صحة المجتمع بجامعة الفيوم، واستشاري مكافحة العدوى، إن المحافظات التي تركزت بها النسب الأعلى من الإصابات هي المحافظات التي تحظى بكثافات سكانية عالية وبها المدن الكبيرة ومعظم الخدمات والمصانع والشركات، وبالتالي تحظى بنسب "تخالط" مرتفعة، مثل القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية والمنوفية.

وفي المقابل، أرجعت أستاذ صحة المجتمع انخفاض نسب الإصابات في المحافظات الحدودية ونسبيا بمحافظات الصعيد إلى أن الكثافات السكانية بها أقل، فضلا عن احتوائها على أرياف تشمل أعمالا زراعية، حيث يعمل الفلاح وأسرته في أرضه، بدون تخالط كبير، كما أنه لا توجد أماكن للتخالط مثل الكافيهات أو المطاعم أو صالات جيم، يمكن أن تنشر العدوى بهذا الفيروس.

وأشارت "أماني" إلى أن ارتفاع نسب الإصابات في القاهرة والمحافظات التي سجلت نسب إصابة مرتفعة يعود إلى المقاهي والكافيهات والمطاعم وصالات الجيم، بخاصة أنه لم يتم إغلاقها مبكرا في بداية الأزمة، وكان ذلك عاملا أساسيا في ارتفاع الإصابات بها، وظلت أرقام الإصابات تتضاعف فيها حتى بعد إغلاق هذه الأماكن.

وأرجعت استشاري مكافحة العدوى ارتفاع نسب الإصابات أيضا بالمحافظات المجاورة للقاهرة، ومن بينها القليوبية والمنوفية والفيوم، إلى الانتقالات اليومية المستمرة بينها وبين القاهرة، والتي تنقل معها العدوى، بجانب طبعا عوامل الكثافة السكانية العالية وانخفاض الوعي الصحي.

وفي السياق نفسه، فسرت الدكتورة دكتورة إيناس عبد الرحيم، أستاذ الطب الوقائي بجامعة مصر للعلوم والتكنولجيا، انخفاض نسب الإصابات في المحافظات الحدودية والصعيد بـ"اللايف ستايل" أو أسلوب الحياة هناك، حيث لا توجد حركة كبيرة أو مخالطة، على عكس الحال في محافظات الوجه البحري والمدن الكبرى، مثل القاهرة التي تتركز بها الأعمال وتنتشر وسائل المواصلات العامة، ومن ثم توجد فرص أكبر للمخالطة، هذا فضلا طبعا عن ارتفاع العدد الكلي للسكان بهذه المحافظات.

وأضافت "إيناس" أنه ما زالت الأنشطة في المحافظات الحدودية ومحافظات الصعيد أقل صخبا، والمخالطة غالبا تكون مع من هم داخل نفس البيت، كما لا توجد وسائل مواصلات مزدحمة كما هو الحال في القاهرة التي يوجد بها المترو والأتوبيسات والميكروباصات، التي تنقل أعدادا كبيرة من المواطنين يوميا، وتعتبر فرصة لنقل العدوى، حتى مع وجود الكمامات التي لا تمنع العدوى بنسبة 100%، لاسيما مع عدم استخدامها بشكل سليم.

وأشارت أستاذ الطب الوقائي إلى أن الأماكن المفتوحة المعرضة للشمس والهواء، والموجودة في المحافظات الحدودية ومحافظات الصعيد، تعتبر مناطق أمان لا يمكن أن ينتشر فيها الفيروس مادام حافظ الناس على مسافة متر بين كل فرد والآخر، على عكس الحال في المحافظات والمدن الكبرى التي تتميز بالزحام.

وفي تفسيره لانخفاض نسب الإصابة بالمحافظات الحدودية، قال الدكتور سيد سالم، أستاذ الفيروسات والوبائيات بمعهد الصحة الحيوانية، إن هناك ما يسمى بالحواجز الطبيعية كالبحار والصحراء التي تلعب دورا في منع انتشار الأوبئة والأمراض، وهي موجودة في معظم المحافظات الحدودية كما هو الحال في مرسى مطروح مثلا، التي لديها هذه الحواجز متمثلة في الصحراء، وكذلك الوادي الجديد، وسيناء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل