المحتوى الرئيسى

من "قوة السود" إلى "العدالة لجورج".. تفاعل الرياضة والسياسة

06/02 23:52

تفاعل العديد من نجوم الرياضة مع واقعة مقتل جورج فلويد المواطن الأمريكي من أصول إفريقية على يد رجل شرطة الأسبوع الماضي، سواء لاعبي الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) أو البريطاني لويس هاميلتون بطل العالم لسباقات سيارات فورمولا1- وصولا إلى نجوم دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين. 

احتج مئات الأشخاص في كل من لندن وبرلين تضامنا مع المتظاهرين في الولايات المتحدة، عقب مقتل المواطن الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد، الذي أطهر تسجيل مصور رجل أمن يجثوا على رقبته قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة. (31.05.2020)

سيتحمّل بطل الملاكمة المعتزل فلويد مايويذر جونيور تكاليف جنازة جورج فلويد، الأميركي الأسود الذي قضى قتيلاً بضغط شرطي أبيض بركبته على عنقه، فيما وصف تقرير طبيب شرعي محلي وفاة جورج فلويد، بأنها "جريمة قتل". (02.06.2020)

وتوفى فلويد (46 عاما) بينما كان في حيازة الشرطة بمدينة مينيبوليس الأمريكية يوم 25 أيار/مايو الماضي، وأظهر مقطع فيديو صوره المارة، ضابط شرطة وهو يضغط بركبته على عنق فلويد وهو مكبل اليدين لأكثر من ثمان دقائق دون أن يلتفت لاستغاثة الرجل وهو يقول "لا أستطيع أن أتنفس".

وتسبب مقتل فلويد في اندلاع احتجاجات وأعمال عنف في العديد من المدن الأمريكية، كان وقودها تكرار ظاهرة الظلم العنصري في أمريكا، من خلال مقتل رجل أمريكي من أصل افريقي مرة أخرى على يد الشرطة.

"العدالة لجورج" ليست أول حركة جماعية كبرى في عالم الرياضة، فقد سبقها تحركات أخرى نتيجة تفاعل نجوم الرياضة مع قضايا المجتمع. ومن بين الاحتجاجات السابقة لنجوم الرياضة، حركة "انحني"  التي تعود إلى الواقعة الشهيرة التي جثم خلالها لاعب كرة القدم الأمريكية كولن كابرنيك على ركبتيه رافضا الوقوف أثناء عزف النشيد الأمريكي في 14 آب/أغسطس 2016.

ورفض كابرنيك الوقوف أثناء عزف النشيد الوطني، احتجاجا على الظلم العنصري ووحشية الشرطة، لكن هذه الخطوة كلفته الكثير حيث اضطر لإنهاء مسيرته بعد أن ترددت الفرق في التعاقد معه. وأدت هذه الخطوة إلى حالة من الانقسام في المجتمع الأمريكي، كما أغضبت دونالد ترامب الذي تم انتخابه رئيسا للولايات المتحدة بعد أشهر قليلة.

وسار العديد من اللاعبين على نهج كابرنيك عبر الجلوس على أرض الملعب أو الجثو بركبة واحدة على الأرض. وعلق كابرنيك على موقفه هذا بالقول "لن أقف لإظهار فخري بعلم دولة تضطهد أصحاب البشرة السمراء، وذوي البشرة الملونة"، لكنه دفع الثمن غاليا حيث أقدم فريقه سان فرانسيسكو على فسخ تعاقده معه في 2017 ولم يسع أي فريق آخر لضمه منذ ذلك الحين.

أحدث العداءان تومي سميث وجون كارلوس ضجة كبرى في أولمبياد مكسيكو سيتي 1968 عبر رفع قبضتيهما لتحية حركة قوة السود أثناء وقوفهما على منصة التتويج. سميث وكارلوس اللذان ارتديا القفازات السوداء احتجاجا آنذاك على سياسة التمييز في الولايات المتحدة الأمريكية بعد فوزهما بالميدالية الذهبية والبرونزية على الترتيب في سباق 200 متر.  

العداءان تومي سميث وجون كارلوس يحتجان في أولمبياد مكسيكو سيتي 1968

واستخدم الاتحاد الدولي لألعاب القوى أمس الأول الأحد الصورة الأيقونية لسميث وكارلوس دعما لمجتمع متساو، باستخدام وسم "حياة السود مهمة".

بعد الفوز بلقب كأس العالم لكرة القدم للسيدات في 2019 استغلت اللاعبة الأمريكية ميغان رابينو وجودها في حفل استقبال في نيويورك وانتقدت سياسات الرئيس الأمريكي ترامب، ومنذ ذلك الحين اصبحت معنية بمكافحة العنصرية ورهاب المثلية الجنسية ونالت على إثر ذلك إشادة واسعة حول العالم لكن ذلك لم يمنع تعرضها أيضا لبعض الانتقادات.

في 21 حزيران/ يونيو 1998 كان من المتوقع أن يكون يوما يسوده التوتر في كأس العالم لكرة القدم بفرنسا عندما التقت الولايات المتحدة مع خصمها السياسي إيران، لكن على عكس المتوقع فإن العداء لم يعرف طريقه للمباراة طوال الـ90 دقيقة، وبما أن المباراة جرت في يوم"اللعب النظيف" الذي أقره الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تبادل اللاعبون الورود والهدايا قبل التقاط صورة جماعية.

رفع لاعب سويسري لافتة كتب عليها "أوقفها يا شيراك" قبل مباراة دولية أمام السويد في 1995 في غوتنبرغ، في إشارة إلى التجربة النووية التي أجرتها فرنسا في جزيرة موروروا، حيث قال السويسري الآن سوتير الذي كان يلعب بالدوري الألماني انذاك "التجربة النووية موجهة ضد الانسانية، نريد الانضمام إلى الاحتجاجات حول العالم". 

ع.ش/ ع.ج.م (د ب أ)

الاحتجاجات الغاضبة من وحشية الشرطة ضد السود لعقود من الزمن، انتشرت بسرعة من مينيابوليس إلى مدن أخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة. بدأت الاحتجاجات وسط الغرب في وقت سابق من هذا الأسبوع، بعد أن قام ضابط شرطة بتكبيل جورج فلويد والضغط على رقبته بركبته. وواصل الأمر رغم صراخ فلويد وهو رجل أسود يبلغ من العمر 46 عاما، بأنه لا يستطيع التنفس، إلى أن فارق الحياة.

نشأ فلويد في مدينة هيوستن بولاية تكساس، وانتقل إلى مينيابوليس بولاية مينيسوتا في عام 2014 للعمل. وقبل وفاته، كان يبحث عن عمل بعد تسريحه من عمله كحارس مطعم للوجبات السريعة بسبب إجراءات الإغلاق على خلفية تفشي فيروس كورونا. وصفه أصدقاؤه بالعملاق اللطيف نظرا لقامته التي كانت تبلغ المترين.

اتسمت غالبية الاحتجاجات السبت الماضي بالسلمية، غير أن عددا منها أصبح عنيفا مع حلول الليل. في العاصمة واشنطن تم نشر الحرس الجمهوري أمام البيت الأبيض. وفي وسط مدينة إنديانابوليس بولاية إنديانا، قتل شخص على الأقل في إطلاق للنار قالت الشرطة إنها لم تكن ضالعة فيه. وفي فيلادلفيا بولاية بنسيلفانيا أصيب عدد من عناصر الشرطة بجروح، في حين صدمت سيارتان تابعتان للشرطة حشدا من الناس في مدينة نيويورك.

في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا واجه المتظاهرون عناصر الشرطة هاتفين "حياة السود مهمة!"، قبل أن تنهال عليهم الشرطة بالعصي وتطلق عليهم الرصاص المطاطي. وفي بعض المدن، بما فيها لوس أنجلوس وأتلانتا ونيويورك وشيكاغو ومينيابوليس، تحولت الاحتجاجات إلى أعمال شغب، قام فيها البعض بنهب المتاجر وتخريبها.

هدد الرئيس دونالد ترامب بإرسال الجيش لقمع الاحتجاجات، قائلاً إن "إدارته ستوقف العنف الغوغائي بشكل نهائي". ازدادت حدة التوتر في كافة أنحاء البلاد إثر تهديد ترامب، الذي ألقى باللائمة على الجماعات التي زعم أنها من أقصى اليسار. لكن حاكم ولاية مينيسوتا "تيم وولز" قال للصحفيين إنه سمع عدة تقارير غير مؤكدة تفيد بقيام مجموعات التي تنادي بتفوق البيض العنصرية بتأجيج العنف.

استهدفت قوات الأمن العديد من الصحفيين الذين كانوا يغطون الاحتجاجات. من بينهم مراسل CNN عمر خيمينيز وطاقمه الذين تعرضوا الجمعة الماضية للاعتقال أثناء تغطيتهم لأحداث مينيابوليس. وأصيب العديد من الصحفيين بقذائف أو احتجزوا أثناء بثهم على الهواء. كمت أطلقت الشرطة النار على مراسل DW ستيفن سايمنس أثناء تغطيته للاضطرابات في عطلة نهاية الأسبوع.

احتجاجات عالمية في كندا المتاخمة للولايات المتحدة الأمريكية من الشمال حيث نزل الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع في فانكوفر وتورنتو. وفي العاصمة الألمانية برلين، تجمع المغتربون الأمريكيون ومتظاهرون آخرون خارج السفارة الأمريكية. وفي عاصمة بريطاينا لندن، ركع المتظاهرون في ساحة ترافالغار قبل أن يسيروا أمام البرلمان ويتوقفوا أمام السفارة الأمريكية.

احتدمت الاحتجاجات في العاصمة الأمريكية واشنطن بعد أن بدء سريان حظر التجول في الساعة 11 ليلا. تجمع أكثر من 1000 متظاهر في حديقة لافاييت قبالة البيت الأبيض، وأضرمت بعض النيران خارج مقر إقامة الرئيس. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المخابرات نقلت ترامب إلى مخبأ محصن كإجراء احترازي.

مددت نيويورك ولوس أنجلوس وشيكاغو وميامي وديترويت وواشنطن العاصمة ومدن أمريكية أخرى حظر التجول مع دخول الاحتجاجات الليلة السادسة. ولاية أريزونا في غرب البلاد فرضت حظرًا للتجوال على مستوى الولاية على مدار أسبوع بعد اشتباك المتظاهرين مع الشرطة. كما تم نشر حوالي 5000 جندي من الحرس الجمهوري في 15 ولاية أمريكية.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل