بعد الحكم على المتهمين: ماذا حدث بقضية "حرق كنيسة كرداسة" في يوم الفض؟

في اليوم الذي قررت فيه الدولة المصرية تنفيذ قرار فض الاعتصام المسلح بميداني رابعة العدوية "الشهيد هشام بركات حاليا"، والنهضة، لجأت ميليشيات الإخوان لنشر الأعمال العدائية والتخريبية بأنحاء البلاد، وذلك بالاعتداء على المباني الشرطية والحكومية وأيضا دور العبادة، ومنها كنيسة كفر حكيم بمنطقة كرداسة بمحافظة الجيزة، وهي الواقعة التي ألقي القبض على المتهمين وأحيلوا للمحاكمة، وصدرت اليوم أحكام بحقهم بالسجن 15 سنة وبراءة اثنين منهم لم تثبت التهمة عليهما.

تزامن مع تلك الواقعة، جريمة اقتحام مركز شرطة كرداسة وقتل وسحل وإصابة الجنود والضباط بالقسم ووصل عددهم لـ16 ضابط وفرد شرطة، إلا أن قوات الأمن تمكنت من إلقاء القبض على20 متهما من أصل 73 متهما شملتهم التحريات والأدلة وأقوال الشهود لتورطهم بحرق الكنيسة وقدمتهم للنيابة التي باشرت التحقيقات معهم وأحالتهم في فبراير 2014 للمحاكمة الجنائية.

أسندت النيابة العامة إلى المتهمين، اتهامات الانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون والدستور، وإحراز أسلحة نارية وذخائر غير مرخصة، وأخرى ممنوع ترخيصها، والشروع في القتل، وإضرام النيران عمدًا في منشأة دينية بكنيسة مريم العذراء، بكفر حكيم وقطع الطريق العام أمام حركة سير المواصلات العامة، ومقاومة السلطات.

ووجه لهم تهم تورطهم فى حريق كفر حكيم بكرداسة، يوم 14 أغسطس 2013، بالتزامن مع مجزرة قتل 11 ضابطًا ومجندًا من بينهم مأمور مركز كرداسة، وطالبت النيابة بتوقيع أقصى عقوبة عليهم، وفقًا لقانون العقوبات ومواد الإرهاب لإضرامهم عمدًا النيران في الكنيسة، وترويع المواطنين الآمنين واستخدام القوة المسلحة ضدهم.

أشارت تحريات الأمن الوطني حول الواقعة إلى قيام أكثر من 100 شخص باقتحام الكنيسة بتعليمات من قادة الإخوان الإرهابية عقب اجتماع المرشد وأعضاء مكتب الإرشاد بالمقطم وصدور تعليمات بأعمال العنف والتخريب حال صدور قرار فض الاعتصام لإرهاق الشرطة والدولة المصرية، وبإجراء التحريات المكثفة تم تحديد المتهمين الـ73 بأسماءهم وصور بعضهم التي ظهرت في الأحداث، وألقت أجهزة الأمن القبض على 20 منهم وتم تقديمهم للمحاكمة، والباقي كان يحاكم غيابيا.

في التاسع والعشرين من أبريل عام 2015 أصدرت محكمة جنايات الجيزة في المحاكمة حكمها بمعاقبة 69 متهما من المتهمين بالسجن المؤبد، كما عاقبت متهمين اثنين بالسجن 10 سنوات "حدثين"، وبعدها في العام التالي تم إلقاء القبض على 3 متهمين من الهاربين وأيدت المحكمة حكم المؤبد عليهم لإدانتهم في الجريمة.

أكدت محكمة جنايات القاهرة في حيثيات حكمها على المتهمين أنهم جمعهم هدف واحد هو الانتقام من الوطن، واتفقوا على هدف إجرامي وأحرقوا الكنيسة التي تقام فيها شعائر الإخوة المسيحيين، بعد أن تجمهروا وحازوا أسلحة نارية وحرضوا الأهالي على التجمهر ومنعوا المواطنين من إطفاء النيران المشتعلة بها، واستقر في يقين المحكمة، أن المتهمين كانوا متفقين وعالمين بالغرض الإجرامي معتقدين أن الإسلام يدعوهم إلى ذلك، وهو منهم براء.

في فبراير 2018 أصدرت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بأكاديمية الشرطة، برئاسة المستشار شعبان الشامى، حكمها على 22 متهمآ أعيدت محاكمتهم في القضية، حيث قضت بالسجن الشدد 10 سنوات لـ20 متهما، و3 سنوات لحدثين متهمين بالقضية (كان قد صدر ضدهم حكم بالسجن 10 سنوات في الدرجة الأولى من المحاكمة).