مدرب دورتموند يستعد للرحيل..فمن سيخلفه؟

مدرب دورتموند يستعد للرحيل..فمن سيخلفه؟

منذ ما يقرب من 4 سنوات

مدرب دورتموند يستعد للرحيل..فمن سيخلفه؟

منذ الثلاثاء الماضي (26 مايو/ أيار) بات مؤكداً أن بروسيا دورتموند لن يصبح بطل الدوري الحالي لكرة القدم (بوندسليغا)،إثر خسارته أمام البافاري بهدف يتيم حمل توقيع الدولي يوشوا كيميش. وقد أنهى هذا الهدف جميع آمال لوسيان فافر بإنهاء واحد من أغرب المواسم التي مرّ منها الرجل الستيني في مسيرته كمدرب لفريق كرة القدم.\nولأنه كان لقاء بين منافسين متقاربين، لم يتفاجأ أحد من النتيجة فقد كان منطقيا أن تكون للحظ الكلمة الأخيرة. غير أن المفاجأة الحقيقية هي التي انفجرت بعد المبارة، وفجرها لوسيان فافر عبر قناة  سكاي حين سُئل عن ردّه على من كان دائما يرى أنه غير قادر على قيادة دورتموند إلى اللقب. فقال فافر: "سألتزم الصمت، وردّي سيأتي في الأسابيع القليقة القادمة".\nهذه الجملة فهمها الجميع على أنها إشارة ضمنية لرحيل وشيك، وسرعان ما التقطها لوثر ماتيوس، أحد أهم المحللين الألمان، من على "بلاتو" قناة سكاي، قائلا: "فافر سيرحل الصيف وسيأتي مكانه نيكو كوفاتش".\nرئيس النادي  هانس يواخيم فاتسكه زاد من بلة التكهنات حين صرح بعد ذلك بيوم واحد، أنه لن يعلق على تصريحات المدرب السويسري، لكنه ألمح في الوقت ذاته أن فريقه لن يودع إلى غاية نهاية الموسم ماريو غوتسه فقط.\nفي المقابل، وجب التنويه على أن المهارات الفردية والفنية التي يتوفر عليها دورتموند حاليا تأهله إلى ما أعلى من مهمة مطاردة بايرن ميونيخ، كما حدث في المواسم الأخيرة.\nوكان قسم كبير في صفوف ألتراس دورموند ينتقد فارف، مشددا أنه لا يتوفر على الجرعة اللازمة لإحراز الألقاب. وقد يكونوا محقين في ذلك. وإن رحل فافر بالفعل، من مِن الأسماء القادرة على ذلك: هل هو نيكو كوفاتش كما قال ماتيوس؟!.\nبعد تجربة مريرة مع بايرن، لم يتعاقد كوفاتش مع أيّ نادٍ بعد. لماذا ذكر لوثار ماتيوس اسمه مباشرة بعد تصريح لوفافر؟ فهل لأن ماتيوس له معلومات حجبت عن العامة، أم أن الأمر يتعلق بمبادرة منه لتسويق اسم زميله القديم على قائمة المرشحين؟!\nأمر بقي مبهما إلى غاية اللحظة. على العموم التجربة التي خاضها كوفاتش في ميونيخ وانتهت بطرده في نوفمبر الماضي، أثبتت ضعف هذا المدرب في التعامل مع الأزمات، خاصة احتواءها عند بداياتها قبل أن تتحول إلى "ثورة داخلية" كما حدث بينه وبين لاعبي البافاري. إخفاق كوفاتش لم يمض عليه الكثير ولا زال حاضرا في الأذهان، ومن ثمّ من المستبعد أن تخاطر إدارة دوتموند في التعاقد مع هذا المدرب خاصة بعد أن وجد الفريق أخيرا إيقاعه وثوبه.\nمن الأسماء الواعدة في عالم التدريب، الشاب البالغ من العمر 32 عاما، طرح اسمه بقوة في إيدونا بارك حتى قبل التعاقد مع لوسيان فافر. لكن القرار حسم في نهاية المطاف لصالح التجربة مقابل الإبداع. فشقّ ناغلسمان طريقه مع لايبزيغ ليثبت مهاراته القيادية بامتياز، خاصة جانبها المتعلق في صناعة وصقل النجوم، كما حدث مع تيمو فيرنر ومارسيل زابيتسار.\nويبقى السؤال الآن هل يرغب ناغلسمان في التخلي عن لايبزيغ، بعد أن تحولت مسيرته مع الفريق إلى تحدٍ شخصي، وقد شدد مراراً على رغبته في اتمام تجربة ظهرت نتائجها الطيبة بوضوح إلى النهاية؟!\nالمدرب الذي قاد عام 2019 نادي هوتسبورث الإنجليزي إلى نهائي دوري الأبطال، من دون عقد. ولهذا بات منطقيا أن يطرح اسمه كلّما بات هناك مقعد شاغر في الإدارة الفنية لأي فريق كبير.\nكذلك الشأن بالنسبة لفريق دورتموند. لكن هناك عاملان أساسيان قد يعيقان التعاقد مع المدرب الأرجنتيني. قيمة العقد المالية والتي لن تكون ضئيلة، بينما يصارع دورتموند، كغيره من الفرق، تداعيات جائحة كورونا على دفاتر النادي.\nالعامل الثاني يتمثل في أن بوكيتينيو لا يتحدث الألمانية، وهذا عائق حقيقي للاندماج في البوندسليغا.\nأسطورة أرسنال قبل أن تتم إقالته في موسم 2018،  من الأسماء التي طبعت كرة القدم الأوروبية لسنوات. المدرب الفرنسي يتوفر على تجربة هائلة وله مميزات شخصية رائعة. لكن شخصيته تتقاطع بشكل كبير مع شخصية لوسيان فافر.\nفهو أيضا من محبي كرة القدم الجميلة، لكن خزينته الشخصية من من الألقاب متواضعة. وجه شبه آخر، أن الفرنسي السبعيني ينتمي إلى صنف المدربين "المترزّنين"، وهو ما يعتبره آخرون "من دون روح الحماسة". أي أن تركيبته النفسية وأسلوبه في التعامل يبتعد كثيرا عمّا يتوق إليه فريق عاش أفضل فتراته مع مدرب ليفربول الحالي يورغن كلوب، هذا مع العلم أن دورتموند يتوفر حاليا على فريق غالبية لاعبيه في بداية العشرينيات.\nإحدى أولى المواجهات بين الغريمين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند انتهت بفوز كبير لأسود ويستفاليا، حين فاز دورتموند عام 1967 برباعية نظيفة على الفريق البافاري في ملعب "الأرض الحمراء" الشهير في مدينة دورتموند. بالمناسبة كانت أرضية الملعب من العشب الأخضر كبقية الملاعب وعلى خلاف تسميته.\nلا ينسى عشاق بايرن يوم 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 1971، حين كتب "هداف الأمة" غيرد مولر (الثاني من اليسار في الصورة) سيناريو أقسى خسارة في تاريخ دورتموند أمام بايرن. إذ سجل للفريق البافاري أربعة أهداف في المباراة التي انتهت بـ11 لبايرن مقابل هدف يتيم لدورتموند. وهو أكبر فوز لبايرن في منافسات البوندسليغا.\nهذا السؤال طرح آنذاك الكثير من عشاق دورتموند وبايرن على حد سواء بعد أن قام مهاجم دورتموند فرانك ميل (يسار الصورة) بمراوغة حارس مرمى بايرن جان ماري- بفاف في المباراة بين الفريقين في التاسع من آب/ أغسطس 1986. وفيما كان الجميع ينتظر هدف ميل في المرمى الفارغ، سدد مهاجم دورتموند الكرة إلى قائم المرمى بعد أن أراد التسجيل بحركة فنية، لكن عبثاً...\nكان لاعب دورتموند أندرياس مولر (يمين الصورة) شخصية غريبة على أرض الملعب، يتألق تارة بمهاراته الرائعة، ويثير الجدل تارة أخرى بسقوطه المصطنع، ما دفع لوتار ماتيوس لاعب بايرن ميونيخ إلى التشنيع به خلال مباراة بين الفريقين عام 1997، إذ قام بحركة بيديّه تعني أن مولر ليس سوى شخص ضعيف سريع البكاء، ما أثر على علاقتهما حتى في صفوف منتخب ألمانيا.\nحارس بايرن السابق أوليفر كان لم يكن يتمتع أيضاً بعلاقات جيدة مع لاعبي دورتموند. في إحدى المباريات بين الفريقين بنيسان/ أبريل 1999 كان الحارس العملاق عدائياً للغاية. إذ قفز بحركة كونغ فو مؤلمة باتجاه مهاجم دورتموند السويسري ستيفان تشابوسات، الذي تفاداها في اللحظة الأخيرة. كما أمسك كان بمهاجم دورتموند الآخر هايكو هيرليش من رقبته.\nالمباراة التي جمعت الفريقين في نيسان/ أبريل 2001 كانت حامية بكل المقاييس، ولم يسبق لأي مباراة بينهما أن شهدت مثل هذه الخشونة المتبادلة في اللعب. إذ أشهر الحكم بطاقته الحمراء ثلاث مرات، والصفراء 13 مرة في المباراة التي تحولت إلى سلسلة طويلة من التوقفات بسبب المخالفات.\nاستمر التنافس المحموم بين الفريقين في مطلع الألفية أيضاً. كان مهاجم ميونيخ البرازيلي جيوفاني إلبر (يسار الصورة) من الشخصيات المرحة، لكن حارس بروسيا دورتموند ينس ليمان، المعروف بالمحرض، نجح في استفزاز إلبر في شباط/ فبراير 2002. وخلّدت الصورة هذه المواجهة العدائية بين الاثنين.\nفي المباراة بين الفريقين بتشرين الثاني/ نوفمبر 2002 أُجبر مهاجم دورتموند التشيكي يان كولر على حراسة عرين أسود ويستفاليا، بعد أن أشهر الحكم البطاقة الحمراء يوجه الحارس ينس ليمان. وعلى الرغم من تمكنه من صد عدة كرات، إحداها لميشائيل بالاك، إلا أن الفريق البافاري فاز في النهاية بهدفين كانا قد سُجلا في مرمى ليمان مقابل هدف واحد.\nفاز بروسيا دورتموند بنهائي كأس ألمانيا عام 2012 في مباراة كانت أقرب ما تكون إلى درس قاسٍ للنادي البافاري، إذ سجل أسود ويستفاليا خمسة أهداف في شباك بايرن مقابل هدفين. وتحدثت الصحف الألمانية حينئذٍ عن تمكن دورتموند من إذلال الفريق البافاري.\nكان ذلك الإنجاز الأكبر للعملاق البافاري بعد أن حسم نهائي أبطال أوروبا في ملعب ويمبلي بلندن عام 2013 على حساب دورتموند. وسجل هدف الفوز نجم بايرن السابق الهولندي آرين روبن لتنتهي المباراة بهدفين مقابل هدف واحد. في ذلك الموسم حقق البافاري الثلاثية التاريخية ليتربع على عرش المجد الأوروبي.\nيمكن وصف كأس السوبر الألماني بأنه من الألقاب الصغيرة. ولم يكن الفائز بلقب الدوري أو لقب كأس ألمانيا يعيره أهمية كبيرة. عادة ما تكون هذه المباراة بمثابة اختبار لموسم جديد. لكن في مباراة كأس السوبر عام 2016 كانت الأجواء متوترة ومثيرة للغاية. في النهاية فاز بايرن بهدفين مقابل لا شيء لدورتموند.\nفي المباراة التي جمعت الفريقين بآذار/ مارس 2018 أدخل بايرن نصف دزينة من الأهداف في مرمى بروسيا دورتموند، ليثبت من جديد أنه سيد الكرة الألمانية. وتكشف الإحصائيات أن 99 مباراة بين الفريقين حصيلتها: 45 فوزاً لبايرن، و25 انتصاراً لدورتموند، و29 مباراة انتهت بالتعادل.\nانتهت المواجهة المائة بين قطبي الكرة الألمانية التي جرت في أبريل/ نيسان 2019 بخماسية نظيفة للبافاريين سحقت طموحات دورتموند باللقب، فقد كان قبلها متصدراً لجدول الترتيب. وفي نهاية الموسم خطف بايرن لقب الدوري. وفي المباراة التي تلتها كرر بايرن الفوز على ملعبه برباعية نظيفة.\nاللقاء 102 بين الناديين سيتذكره عشاق الكرة بشكل خاص، إذ سيجري بدون جمهور بسبب جائحة كورونا وتداعياتها. ويتسلح دورتموند الذي لم يخسر على ملعبه هذا الموسم، بمهاجمه النرويجي إيرلينغ هالاند وهو متعطش للانتقام لنفسه بعد خسارة جولة الذهاب. وتميل الكفة لصالح بايرن في المحصلة، إذ فاز بـ 47 مباراة، بينما لم يفز دورتموند سوى بـ25 وتعادلا في 29 مباراة.

الخبر من المصدر