المحتوى الرئيسى

مدرب دورتموند يستعد للرحيل..فمن سيخلفه؟

06/01 14:28

منذ الثلاثاء الماضي (26 مايو/ أيار) بات مؤكداً أن بروسيا دورتموند لن يصبح بطل الدوري الحالي لكرة القدم (بوندسليغا)،إثر خسارته أمام البافاري بهدف يتيم حمل توقيع الدولي يوشوا كيميش. وقد أنهى هذا الهدف جميع آمال لوسيان فافر بإنهاء واحد من أغرب المواسم التي مرّ منها الرجل الستيني في مسيرته كمدرب لفريق كرة القدم.

ولأنه كان لقاء بين منافسين متقاربين، لم يتفاجأ أحد من النتيجة فقد كان منطقيا أن تكون للحظ الكلمة الأخيرة. غير أن المفاجأة الحقيقية هي التي انفجرت بعد المبارة، وفجرها لوسيان فافر عبر قناة  سكاي حين سُئل عن ردّه على من كان دائما يرى أنه غير قادر على قيادة دورتموند إلى اللقب. فقال فافر: "سألتزم الصمت، وردّي سيأتي في الأسابيع القليقة القادمة".

هذه الجملة فهمها الجميع على أنها إشارة ضمنية لرحيل وشيك، وسرعان ما التقطها لوثر ماتيوس، أحد أهم المحللين الألمان، من على "بلاتو" قناة سكاي، قائلا: "فافر سيرحل الصيف وسيأتي مكانه نيكو كوفاتش".

رئيس النادي  هانس يواخيم فاتسكه زاد من بلة التكهنات حين صرح بعد ذلك بيوم واحد، أنه لن يعلق على تصريحات المدرب السويسري، لكنه ألمح في الوقت ذاته أن فريقه لن يودع إلى غاية نهاية الموسم ماريو غوتسه فقط.

في المقابل، وجب التنويه على أن المهارات الفردية والفنية التي يتوفر عليها دورتموند حاليا تأهله إلى ما أعلى من مهمة مطاردة بايرن ميونيخ، كما حدث في المواسم الأخيرة.

وكان قسم كبير في صفوف ألتراس دورموند ينتقد فارف، مشددا أنه لا يتوفر على الجرعة اللازمة لإحراز الألقاب. وقد يكونوا محقين في ذلك. وإن رحل فافر بالفعل، من مِن الأسماء القادرة على ذلك: هل هو نيكو كوفاتش كما قال ماتيوس؟!.

بعد تجربة مريرة مع بايرن، لم يتعاقد كوفاتش مع أيّ نادٍ بعد. لماذا ذكر لوثار ماتيوس اسمه مباشرة بعد تصريح لوفافر؟ فهل لأن ماتيوس له معلومات حجبت عن العامة، أم أن الأمر يتعلق بمبادرة منه لتسويق اسم زميله القديم على قائمة المرشحين؟!

أمر بقي مبهما إلى غاية اللحظة. على العموم التجربة التي خاضها كوفاتش في ميونيخ وانتهت بطرده في نوفمبر الماضي، أثبتت ضعف هذا المدرب في التعامل مع الأزمات، خاصة احتواءها عند بداياتها قبل أن تتحول إلى "ثورة داخلية" كما حدث بينه وبين لاعبي البافاري. إخفاق كوفاتش لم يمض عليه الكثير ولا زال حاضرا في الأذهان، ومن ثمّ من المستبعد أن تخاطر إدارة دوتموند في التعاقد مع هذا المدرب خاصة بعد أن وجد الفريق أخيرا إيقاعه وثوبه.

من الأسماء الواعدة في عالم التدريب، الشاب البالغ من العمر 32 عاما، طرح اسمه بقوة في إيدونا بارك حتى قبل التعاقد مع لوسيان فافر. لكن القرار حسم في نهاية المطاف لصالح التجربة مقابل الإبداع. فشقّ ناغلسمان طريقه مع لايبزيغ ليثبت مهاراته القيادية بامتياز، خاصة جانبها المتعلق في صناعة وصقل النجوم، كما حدث مع تيمو فيرنر ومارسيل زابيتسار.

ويبقى السؤال الآن هل يرغب ناغلسمان في التخلي عن لايبزيغ، بعد أن تحولت مسيرته مع الفريق إلى تحدٍ شخصي، وقد شدد مراراً على رغبته في اتمام تجربة ظهرت نتائجها الطيبة بوضوح إلى النهاية؟!

المدرب الذي قاد عام 2019 نادي هوتسبورث الإنجليزي إلى نهائي دوري الأبطال، من دون عقد. ولهذا بات منطقيا أن يطرح اسمه كلّما بات هناك مقعد شاغر في الإدارة الفنية لأي فريق كبير.

كذلك الشأن بالنسبة لفريق دورتموند. لكن هناك عاملان أساسيان قد يعيقان التعاقد مع المدرب الأرجنتيني. قيمة العقد المالية والتي لن تكون ضئيلة، بينما يصارع دورتموند، كغيره من الفرق، تداعيات جائحة كورونا على دفاتر النادي.

العامل الثاني يتمثل في أن بوكيتينيو لا يتحدث الألمانية، وهذا عائق حقيقي للاندماج في البوندسليغا.

أسطورة أرسنال قبل أن تتم إقالته في موسم 2018،  من الأسماء التي طبعت كرة القدم الأوروبية لسنوات. المدرب الفرنسي يتوفر على تجربة هائلة وله مميزات شخصية رائعة. لكن شخصيته تتقاطع بشكل كبير مع شخصية لوسيان فافر.

فهو أيضا من محبي كرة القدم الجميلة، لكن خزينته الشخصية من من الألقاب متواضعة. وجه شبه آخر، أن الفرنسي السبعيني ينتمي إلى صنف المدربين "المترزّنين"، وهو ما يعتبره آخرون "من دون روح الحماسة". أي أن تركيبته النفسية وأسلوبه في التعامل يبتعد كثيرا عمّا يتوق إليه فريق عاش أفضل فتراته مع مدرب ليفربول الحالي يورغن كلوب، هذا مع العلم أن دورتموند يتوفر حاليا على فريق غالبية لاعبيه في بداية العشرينيات.

إحدى أولى المواجهات بين الغريمين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند انتهت بفوز كبير لأسود ويستفاليا، حين فاز دورتموند عام 1967 برباعية نظيفة على الفريق البافاري في ملعب "الأرض الحمراء" الشهير في مدينة دورتموند. بالمناسبة كانت أرضية الملعب من العشب الأخضر كبقية الملاعب وعلى خلاف تسميته.

لا ينسى عشاق بايرن يوم 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 1971، حين كتب "هداف الأمة" غيرد مولر (الثاني من اليسار في الصورة) سيناريو أقسى خسارة في تاريخ دورتموند أمام بايرن. إذ سجل للفريق البافاري أربعة أهداف في المباراة التي انتهت بـ11 لبايرن مقابل هدف يتيم لدورتموند. وهو أكبر فوز لبايرن في منافسات البوندسليغا.

هذا السؤال طرح آنذاك الكثير من عشاق دورتموند وبايرن على حد سواء بعد أن قام مهاجم دورتموند فرانك ميل (يسار الصورة) بمراوغة حارس مرمى بايرن جان ماري- بفاف في المباراة بين الفريقين في التاسع من آب/ أغسطس 1986. وفيما كان الجميع ينتظر هدف ميل في المرمى الفارغ، سدد مهاجم دورتموند الكرة إلى قائم المرمى بعد أن أراد التسجيل بحركة فنية، لكن عبثاً...

كان لاعب دورتموند أندرياس مولر (يمين الصورة) شخصية غريبة على أرض الملعب، يتألق تارة بمهاراته الرائعة، ويثير الجدل تارة أخرى بسقوطه المصطنع، ما دفع لوتار ماتيوس لاعب بايرن ميونيخ إلى التشنيع به خلال مباراة بين الفريقين عام 1997، إذ قام بحركة بيديّه تعني أن مولر ليس سوى شخص ضعيف سريع البكاء، ما أثر على علاقتهما حتى في صفوف منتخب ألمانيا.

حارس بايرن السابق أوليفر كان لم يكن يتمتع أيضاً بعلاقات جيدة مع لاعبي دورتموند. في إحدى المباريات بين الفريقين بنيسان/ أبريل 1999 كان الحارس العملاق عدائياً للغاية. إذ قفز بحركة كونغ فو مؤلمة باتجاه مهاجم دورتموند السويسري ستيفان تشابوسات، الذي تفاداها في اللحظة الأخيرة. كما أمسك كان بمهاجم دورتموند الآخر هايكو هيرليش من رقبته.

المباراة التي جمعت الفريقين في نيسان/ أبريل 2001 كانت حامية بكل المقاييس، ولم يسبق لأي مباراة بينهما أن شهدت مثل هذه الخشونة المتبادلة في اللعب. إذ أشهر الحكم بطاقته الحمراء ثلاث مرات، والصفراء 13 مرة في المباراة التي تحولت إلى سلسلة طويلة من التوقفات بسبب المخالفات.

استمر التنافس المحموم بين الفريقين في مطلع الألفية أيضاً. كان مهاجم ميونيخ البرازيلي جيوفاني إلبر (يسار الصورة) من الشخصيات المرحة، لكن حارس بروسيا دورتموند ينس ليمان، المعروف بالمحرض، نجح في استفزاز إلبر في شباط/ فبراير 2002. وخلّدت الصورة هذه المواجهة العدائية بين الاثنين.

في المباراة بين الفريقين بتشرين الثاني/ نوفمبر 2002 أُجبر مهاجم دورتموند التشيكي يان كولر على حراسة عرين أسود ويستفاليا، بعد أن أشهر الحكم البطاقة الحمراء يوجه الحارس ينس ليمان. وعلى الرغم من تمكنه من صد عدة كرات، إحداها لميشائيل بالاك، إلا أن الفريق البافاري فاز في النهاية بهدفين كانا قد سُجلا في مرمى ليمان مقابل هدف واحد.

فاز بروسيا دورتموند بنهائي كأس ألمانيا عام 2012 في مباراة كانت أقرب ما تكون إلى درس قاسٍ للنادي البافاري، إذ سجل أسود ويستفاليا خمسة أهداف في شباك بايرن مقابل هدفين. وتحدثت الصحف الألمانية حينئذٍ عن تمكن دورتموند من إذلال الفريق البافاري.

كان ذلك الإنجاز الأكبر للعملاق البافاري بعد أن حسم نهائي أبطال أوروبا في ملعب ويمبلي بلندن عام 2013 على حساب دورتموند. وسجل هدف الفوز نجم بايرن السابق الهولندي آرين روبن لتنتهي المباراة بهدفين مقابل هدف واحد. في ذلك الموسم حقق البافاري الثلاثية التاريخية ليتربع على عرش المجد الأوروبي.

يمكن وصف كأس السوبر الألماني بأنه من الألقاب الصغيرة. ولم يكن الفائز بلقب الدوري أو لقب كأس ألمانيا يعيره أهمية كبيرة. عادة ما تكون هذه المباراة بمثابة اختبار لموسم جديد. لكن في مباراة كأس السوبر عام 2016 كانت الأجواء متوترة ومثيرة للغاية. في النهاية فاز بايرن بهدفين مقابل لا شيء لدورتموند.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل