المحتوى الرئيسى

العثور على مقبرة جماعية بتركيا يرجح أنها لأكراد

05/31 22:42

عثر أحد الأتراك في مدينة ماردين جنوبي البلاد على مقبرة جماعية تضم رفات نحو 40 هيكلًا عظميًا، وسط ترجيحات أن تكون لمفقودين أكراد اختفوا في ظل ظروف غامضة. 

وبحسب ما ذكره الموقع الإخباري التركي "تي 24"، الأحد، عثر على المقبرة أحد الأتراك يدعى عرفان ياقوت، في مزرعة “جولبيش” الواقعة في بلدة دارجاتشيت التابعة لمدينة ماردين عاصمة ولاية تحمل الاسم نفسه. 

وأبلغ "ياقوت" النيابة التركية أنه عثر على عدد من الهياكل العظمية أمام مدخل إحدى المغارات باالمزرعة المذكورة، موضحًا أن عدد الهياكل العظمية المكتشفة وصل إلى 40 هيكل.

وفي تصريحات نقلها الموقع الإخباري التركي، قال رئيس جمعية حقوق الإنسان في ماردين، فوزي أدسيز، الذي منعته السلطات من الدخول لمكان المقبرة، إن "الهياكل العظمية قد تكون لضحايا حوادث الاختفاء القسري التي سجلت ضد مجهول في تسعينيات القرن الماضي".

 وأشار إلى أنها قد تكون خاصة بملف قضية جهاز الاستخبارات ومكافحة الإرهاب التابع لقوات الجندرما (جيتام). 

ووفق مصدر ففرضت قوات "الجاندرما" حزامًا أمنيًا حول المنطقة، ومنعت دخول أي شخص، وعلى جانب آخر أصدرت النيابة العامة قرارًا بسرية التحقيقات حول الواقعة. 

وأوضح الرجل التركي الذي عثر على المقبرة أنه فقد والده في عام 1993، مشيرًا إلى أنهم قاموا بالتنقل في هذه المنطقة من قبل ولكنهم لم يروا هذه المغارة أو الهياكل العظمية. 

وأوضح أن "عظام والده قد تكون بين هذه العظام"، قائلًا "تقدمت ببلاغ للنيابة العامة. لقد أخذوا العظام الآن، وسيرسلون تحاليل DNA. عثروا على 40 هيكلا عظميا، حفروا وأخرجوهم. نتمنى أن يعرفوا لمن تعود، حتى وإن لم يكن بينهم والدي”. 

يذكر أنه تم تشكيل كيان سري داخل جهاز الاستخبارات التركية في التسعينات بدعوى مكافحة حزب العمال الكردستاني المدرج من قبل أنقرة على قوائم الإرهاب، لكن هذا الكيان تجاوز صلاحياته القانونية ومارس قمعا واسعا على الأكراد في المنطقة.

و أدى ذلك إلى تفاقم مطالب الانفصال عن تركيا وزيادة الحركة القومية الكردية، وقد خضع أعضاء وقادة هذا الكيان (جيتام) للتحقيق والمحاكمة ضمن قضايا تنظيم "أرغنكون" أي "الدولة العميقة".

غير أن هذه القضايا تم إغلاقها والإفراج عن المعتقلين بعد تحالف أردوغان مع القوميين الأتراك وأعضاء التنظيم.

وهناك اعتصام شبه أسبوعي تحرص على تنظيمه أمهات وزوجات النشطاء السياسيين المُختفين قسراً على يد النظام التركي منذ الثمانينيات تحت اسم “أمهات السبت”، لمطالبة الحكومة بالكشف عن مصير ذويهم. 

و حركة "أمهات السبت" هي مجموعة من الأمهات الكرديات اللواتي اُعتقل وُخطف أبناؤهن على يد السلطات التركية منذ ثمانينات القرن الماضي. 

وبدأت الأمهات في تنظيم حركتهن في عام 1995 ليخرجن في احتجاجات دورية أسبوعية كل يوم سبت، في ساحة "غلاطه سراي" وسط مدينة اسطنبول، لمطالبة الحكومة بالكشف عن مصير أبنائهن المعتقلين منذ عشرات السنين، ولم يُعرف مصيرهم ويطالبن الحكومة بمحاسبة المسؤولين عن ذلك. 

وتقول "أمهات السبت" إنهن استلهمن فكرة تنظيم حركتهن من مايو دي بلازا، أي " أمهات ساحة مايو" في الأرجنتين اللواتي فقدن أبنائهن في زمن " الدكتاتور" الأرجنتيني خورخيه فيديلا. 

وتعرض اعتصام أمهات السبت على مدار العقود الماضية لإجراءات قمعية، وتم حظر تنظيمه مرات عديدة، لكنه شهد العام الماضي، نشاطا قويا، بدعم من نائبات حزب الشعوب الديمقراطي، وأوقف تفشي وباء كورونا نشاط الحركة في الفترة الأخيرة. 

يذكر أن المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، إلى جانب المنظمات المحلية المعنية بحقوق الإنسان في تركيا كشفت عبر تقارير موثقة عن انتهاكات حكومة أردوغان في مجال حقوق الإنسان، لا سيما بعد مسرحية الانقلاب التي شهدتها البلاد صيف العام 2016. 

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل