المحتوى الرئيسى

روسيا ترفع وتيرة تدخلها العسكري المموه في ليبيا

05/30 07:37

مطلع الأسبوع توجه رئيس القيادة العسكرية الأمريكية لشمال افريقيا، ستيفن تونسيند عبر تويتر للرأي العام بالقول أن مقاتلات روسيا حلقت من روسيا إلى ليبيا. هذه الطائرات توقفت مؤقتا في سوريا حيث تمت إعادة طلائها "لتمويه أصلها الروسي"، كما أعلن الجيش الأمريكي. وقال تونسيند أن روسيا تحاول بوضوح الحصول على مزايا في ليبيا. ونفت روسيا طويلا مشاركتها في النزاع الليبي المستمر. لكن الآن "لا مجال للنكران".

وقد رفضت روسيا هذه الرواية. "إنها أخبار زائفة"، كما أعلن نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي، أندري كراسوف، حسب ما أوردته وكالة أنترفاكس الروسية للأنباء.

تشهد ليبيا حربا بالوكالة تتصارع فيها قوى دولية على السلطة والنفوذ، ولكن أيضا على مصادر الطاقة في أغنى دولة بشمال إفريقيا. تمويل إماراتي، شركات أمنية، عملاء مشبوهون ورهانات جيواستراتيجية يلعب فيها أردوغان دورا رئيسيا. (27.05.2020)

تقرير أممي جديد يتحدث عن تفاصيل مهمة سرية لقوات تابعة لشركات غربية خاصة بتسيير إماراتي حاولت عرقلة سفن تموين تركية. فإلى أين يتجه الصراع الليبي وهل ينجح حلفاء حفتر في تغليبه؟ (25.05.2020)

يقول الجيش الأمريكي إن روسيا أرسلت طائرات مقاتلة إلى ليبيا، بعد أن قامت بطلائها في سوريا لمنع التعرف على هويتها. ولم يصدر تعليق روسي بعد على الأمر، لكن موسكو تنفي باستمرار تورطها في النزاع الليبي. (26.05.2020)

وحقيقي أن العلاقات بين روسيا وليبيا تعود على أبعد تقدير إلى نهاية الحرب العالمية الثانية.  حينها وفي مؤتمر بوتسدام حاول جوزيف ستالين دون جدوى الاتفاق على انتداب روسي على محافظة طرابلس الليبية. وبعد انقلابه في 1969 ساندت موسكو معمر القذافي بمساعدات عسكرية مكثفة.

وتلقت العلاقات في عام 2000 دفعة جديدة مع تولي بوتين رئاسة روسيا . غير أن بوتين شهد من موقع العاجز عن فعل شيء كيف أن حلف الناتو قلص التأثير الروسي في عام 2011 من خلال تدخله أثناء الانتفاضة ضد القذافي.

وعندما تولى الضابط الليبي خليفة حفتر في 2014 القيادة العسكرية على وحدات حكومة المنفى الليبية في طبرق، رأت فيه موسكو شريكا مؤاتيا لضمان مصالحها في ليبيا. ومقابل الدعم العسكري عرض على الروس الولوج إلى سوق الطاقة الليبية واستخدام موانئ البحر المتوسط في طبرق ودرنة. وظلت روسيا للوهلة الأولى متحفظة بالدعم الفعلي. لكن ابتداء من 2017 قامت بمعالجة مقاتلين جرحى من جيش حفتر. وفي 2018 أرسلت موسكو قوات من شركات عسكرية خاصة إلى ليبيا.

لقاء بين حلفاء: خليفة حفتر مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف

وبهذا دخلت الحرب في مرحلة ذات بعد جديد. وحفتر الذي تقوى حينها عسكريا يُعد عدوا لأي نوع من الاسلام السياسي، وبات بذلك شريكا للحكومة المصرية بقيادة عبد الفتاح السيسي الذي ترأس في 2013 الانقلاب العسكري الناجح ضد الرئيس محمد مرسي من صفوف الإخوان المسلمين ويخشى أن تتلقى الحركة دفعة جديدة ـ ولو من خلال ليبيا المجاورة.

وبالاشتراك مع الإمارات العربية المتحدة التي تحارب أيضا التأثير الاقليمي للإخوان المسلمين، تموقع السيسي بحزم ضد الحكومة المعترف بها من قبل الكثير من البلدان بقيادة رئيس الوزراء فايز السراج التي تسيطر على جزء صغير من البلاد وتعول داخل البرلمان على أصوات مجموعات اسلامية.

وعلى هذا النحو تعارض الحكومة المصرية أن تقوم تركيا بدعم وحدات السراج عسكريا مثلا بمرتزقة من سوريا. وفي يناير أعلنت القاهرة أن الالتزام التركي في ليبيا له انعكاسات مباشرة على الأمن القومي في مصر. واتهمت وسائل إعلام مصرية حكومة اردوغان بنهج تطلعات "عثمانية". لكن تركيا لا تهمها ليبيا فقط، بل ضمان جزء من حقول الغاز في البحر المتوسط استغلتها إلى حد الآن اليونان وقبرص واسرائيل ومصر.ومن ثم لم تعد روسيا وتركيا خصمين في سوريا فقط، بل وحتى في ليبيا كذلك. لكن القوتين تتفاديان إلى حد الان مواجهة مباشرة.

وإلى حد الآن تراهن روسيا في ليبيا على حضور عسكري غير مباشر من خلال شركات عسكرية من القطاع الخاص. وهذا يُعتبر علامة رئيسية على استراتيجية بوتين في كثير من المجالات. وحتى تغيير طلاء المقاتلات الروسية في سوريا يتناسب مع هذه الصورة. هذا الخليط المعقد من الشركات العسكرية الخاصة يجعل من الصعب تحديد مسؤوليات القوى المتدخلة. وهذه القوى العسكرية الخاصة تضم قناصة وفنيين خبراء في استعمال الطائرات الموجهة. وعلى هذا النحو نجحت تلك القوى في الشهور الماضية في إسقاط طائرة أمريكية موجهة وأخرى ايطالية. وهذا يتطلب معرفة عسكرية لا يتوفر عليها جيش حفتر.

الرئيس اردوغان يدعم وحدات رئيس الوزراء فايز السراج

وهذه الاستراتيجية في الحرب لها فوائد بالنسبة إلى روسيا: بهذا يمكن للبلاد أن تقدم نفسها كوسيط دون التخلي عن التزامها العسكري. وفي آن واحد بإمكانها شحن النزاع إلى حين التوصل إلى اتفاق مرحب به في المفاوضات. كما يمكن لروسيا أن تضمن إلى جانب أجزاء من سوق الطاقة السيطرة على طريق اللاجئين الليبية. وبذلك ستملك روسيا عصا على صعيد سياسة الهجرة تجاه أوروبا.

وتهمة استخدام روسيا في ليبيا لشركات عسكرية خاصة لاتوجهها الولايات المتحدة الأمريكية فقط، بل أيضا بريطانيا. غير أن روسيا رفضت تقريرا أمميا توصل إلى هذا الاستنتاج واعتبرته "مفبركا". لكن الحقيقة تتضمن أيضا أن هذه التهمة توجه أيضا لفاعلين آخرين مثل الامارات العربية المتحدة وتركيا. في خضم ذلك يبقى حظر الأسلحة في ليبيا هشا، وتشعب النزاع يزداد حدة.

قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.

قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.

فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.

كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.

انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.

تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل