روسيا ترفع وتيرة تدخلها العسكري المموه في ليبيا

روسيا ترفع وتيرة تدخلها العسكري المموه في ليبيا

منذ ما يقرب من 4 سنوات

روسيا ترفع وتيرة تدخلها العسكري المموه في ليبيا

مطلع الأسبوع توجه رئيس القيادة العسكرية الأمريكية لشمال افريقيا، ستيفن تونسيند عبر تويتر للرأي العام بالقول أن مقاتلات روسيا حلقت من روسيا إلى ليبيا. هذه الطائرات توقفت مؤقتا في سوريا حيث تمت إعادة طلائها "لتمويه أصلها الروسي"، كما أعلن الجيش الأمريكي. وقال تونسيند أن روسيا تحاول بوضوح الحصول على مزايا في ليبيا. ونفت روسيا طويلا مشاركتها في النزاع الليبي المستمر. لكن الآن "لا مجال للنكران".\nوقد رفضت روسيا هذه الرواية. "إنها أخبار زائفة"، كما أعلن نائب رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي، أندري كراسوف، حسب ما أوردته وكالة أنترفاكس الروسية للأنباء.\nتشهد ليبيا حربا بالوكالة تتصارع فيها قوى دولية على السلطة والنفوذ، ولكن أيضا على مصادر الطاقة في أغنى دولة بشمال إفريقيا. تمويل إماراتي، شركات أمنية، عملاء مشبوهون ورهانات جيواستراتيجية يلعب فيها أردوغان دورا رئيسيا. (27.05.2020)\nتقرير أممي جديد يتحدث عن تفاصيل مهمة سرية لقوات تابعة لشركات غربية خاصة بتسيير إماراتي حاولت عرقلة سفن تموين تركية. فإلى أين يتجه الصراع الليبي وهل ينجح حلفاء حفتر في تغليبه؟ (25.05.2020)\nيقول الجيش الأمريكي إن روسيا أرسلت طائرات مقاتلة إلى ليبيا، بعد أن قامت بطلائها في سوريا لمنع التعرف على هويتها. ولم يصدر تعليق روسي بعد على الأمر، لكن موسكو تنفي باستمرار تورطها في النزاع الليبي. (26.05.2020)\nوحقيقي أن العلاقات بين روسيا وليبيا تعود على أبعد تقدير إلى نهاية الحرب العالمية الثانية.  حينها وفي مؤتمر بوتسدام حاول جوزيف ستالين دون جدوى الاتفاق على انتداب روسي على محافظة طرابلس الليبية. وبعد انقلابه في 1969 ساندت موسكو معمر القذافي بمساعدات عسكرية مكثفة.\nوتلقت العلاقات في عام 2000 دفعة جديدة مع تولي بوتين رئاسة روسيا . غير أن بوتين شهد من موقع العاجز عن فعل شيء كيف أن حلف الناتو قلص التأثير الروسي في عام 2011 من خلال تدخله أثناء الانتفاضة ضد القذافي.\nوعندما تولى الضابط الليبي خليفة حفتر في 2014 القيادة العسكرية على وحدات حكومة المنفى الليبية في طبرق، رأت فيه موسكو شريكا مؤاتيا لضمان مصالحها في ليبيا. ومقابل الدعم العسكري عرض على الروس الولوج إلى سوق الطاقة الليبية واستخدام موانئ البحر المتوسط في طبرق ودرنة. وظلت روسيا للوهلة الأولى متحفظة بالدعم الفعلي. لكن ابتداء من 2017 قامت بمعالجة مقاتلين جرحى من جيش حفتر. وفي 2018 أرسلت موسكو قوات من شركات عسكرية خاصة إلى ليبيا.\nلقاء بين حلفاء: خليفة حفتر مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف\nوبهذا دخلت الحرب في مرحلة ذات بعد جديد. وحفتر الذي تقوى حينها عسكريا يُعد عدوا لأي نوع من الاسلام السياسي، وبات بذلك شريكا للحكومة المصرية بقيادة عبد الفتاح السيسي الذي ترأس في 2013 الانقلاب العسكري الناجح ضد الرئيس محمد مرسي من صفوف الإخوان المسلمين ويخشى أن تتلقى الحركة دفعة جديدة ـ ولو من خلال ليبيا المجاورة.\nوبالاشتراك مع الإمارات العربية المتحدة التي تحارب أيضا التأثير الاقليمي للإخوان المسلمين، تموقع السيسي بحزم ضد الحكومة المعترف بها من قبل الكثير من البلدان بقيادة رئيس الوزراء فايز السراج التي تسيطر على جزء صغير من البلاد وتعول داخل البرلمان على أصوات مجموعات اسلامية.\nوعلى هذا النحو تعارض الحكومة المصرية أن تقوم تركيا بدعم وحدات السراج عسكريا مثلا بمرتزقة من سوريا. وفي يناير أعلنت القاهرة أن الالتزام التركي في ليبيا له انعكاسات مباشرة على الأمن القومي في مصر. واتهمت وسائل إعلام مصرية حكومة اردوغان بنهج تطلعات "عثمانية". لكن تركيا لا تهمها ليبيا فقط، بل ضمان جزء من حقول الغاز في البحر المتوسط استغلتها إلى حد الآن اليونان وقبرص واسرائيل ومصر.ومن ثم لم تعد روسيا وتركيا خصمين في سوريا فقط، بل وحتى في ليبيا كذلك. لكن القوتين تتفاديان إلى حد الان مواجهة مباشرة.\nوإلى حد الآن تراهن روسيا في ليبيا على حضور عسكري غير مباشر من خلال شركات عسكرية من القطاع الخاص. وهذا يُعتبر علامة رئيسية على استراتيجية بوتين في كثير من المجالات. وحتى تغيير طلاء المقاتلات الروسية في سوريا يتناسب مع هذه الصورة. هذا الخليط المعقد من الشركات العسكرية الخاصة يجعل من الصعب تحديد مسؤوليات القوى المتدخلة. وهذه القوى العسكرية الخاصة تضم قناصة وفنيين خبراء في استعمال الطائرات الموجهة. وعلى هذا النحو نجحت تلك القوى في الشهور الماضية في إسقاط طائرة أمريكية موجهة وأخرى ايطالية. وهذا يتطلب معرفة عسكرية لا يتوفر عليها جيش حفتر.\nالرئيس اردوغان يدعم وحدات رئيس الوزراء فايز السراج\nوهذه الاستراتيجية في الحرب لها فوائد بالنسبة إلى روسيا: بهذا يمكن للبلاد أن تقدم نفسها كوسيط دون التخلي عن التزامها العسكري. وفي آن واحد بإمكانها شحن النزاع إلى حين التوصل إلى اتفاق مرحب به في المفاوضات. كما يمكن لروسيا أن تضمن إلى جانب أجزاء من سوق الطاقة السيطرة على طريق اللاجئين الليبية. وبذلك ستملك روسيا عصا على صعيد سياسة الهجرة تجاه أوروبا.\nوتهمة استخدام روسيا في ليبيا لشركات عسكرية خاصة لاتوجهها الولايات المتحدة الأمريكية فقط، بل أيضا بريطانيا. غير أن روسيا رفضت تقريرا أمميا توصل إلى هذا الاستنتاج واعتبرته "مفبركا". لكن الحقيقة تتضمن أيضا أن هذه التهمة توجه أيضا لفاعلين آخرين مثل الامارات العربية المتحدة وتركيا. في خضم ذلك يبقى حظر الأسلحة في ليبيا هشا، وتشعب النزاع يزداد حدة.\nقوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.\nقوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.\nفصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.\nكان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.\nانكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.\nتعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.\nدخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.\nفي 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.\nذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011. إعداد: خ.س/ م.س

الخبر من المصدر