المحتوى الرئيسى

الحب في زمن كورونا.. حنين إلى العناق والتقبيل وأشياء أخرى!

05/29 16:19

قبل جائحة كوفيد-19 كان صياد الأسماك دانييل ريجيو في مرسيليا (فرنسا) المطلة على البحر المتوسط يحيي الأصدقاء والزملاء بقبلتين، لكن "الآن نتصافح عبر الكوع". من فرنسا إلى تونس مرورا بإسبانيا والجزائر ولبنان، أرغمت مكافحة كوفيد-19 على  حظر القبلات والعناق والمصافحة باليد وهي تقاليد أساسية في منطقة المتوسط التي تنتشر فيها "ثقافة التماس والقرب" على ما يقول عالم الاجتماع التونسي محمد جويلي.

اعتمد البعض تحيّات جديدة مثل وضع الكوع على الكوع كما كان ذلك سائدا في إفريقيا عند انتشار وباء إيبولا أو القدم أو عبر وضع اليد على القلب أو محاكاة القبلات عن بعد مع حنين إلى العناق الفعلي.

تدرس منظمة الصحة العالمية حالياً احتمال وجود رابط بين فيروس كورونا ومرض كوفيد 19 الناجم عنه وبين متلازمة كاواساكي لدى الأطفال. آخر المستجدات في هذا السياق كانت حالة وفاة لطفل في فرنسا بالمتلازمة محل الدراسة. (15.05.2020)

نتائج مفاجئة أظهرتها دراسة فرنسية بحثت العلاقة بين التدخين والإصابة بمرض كورونا، الخبراء أكدوا على وجود تأثير للنيكوتين على الفيروس المسبب للمرض، مؤكدين عزمهم على إجراء المزيد من التجارب السريرية للتأكد. (23.04.2020)

أظهرت نتائج دراسات عديدة في العالم على أن فيروس كورونا المستجد لا يهاجم الجهاز التنفسي فحسب وإنما قد يشكل تهديداً خطيراً على أعضاء أخرى في الجسم. وقد كشفت تقارير مؤخراً عن إصابة بعض مرضى كورونا بمتلازمة "غيلان باريه". (03.05.2020)

لكن دانييل ريجيو الذي يبيع السمك في مرفأ مرسيليا ثاني مدن فرنسا يوضح "لا يمكننا القول إننا غير مشتاقين إلى ذلك، لكن هذا الأمر لن يقضي على روابط الصداقة".

واعتمد إيفون تابياس وهو متقاعد ينظم نزهات في مرسيليا "تحية ووهان" تيمناً بالمدينة التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجد. ويوضح الرجل وهو من سكان جزيرة فريول "نلمس مشط القدم. نحن أبناء الجنوب نحتاج إلى هذا الاتصال".

في مرسيليا التي تقيم علاقات وثيقة مع دول المتوسط، حتى الرجال يتبادلون القُبل. ويقول جان-فرنسوا شونييه رئيس متحف حضارات أوروبا والمتوسط الذي انتقل قبل سنوات من باريس إلى مرسيليا "هذا المكان الأول الذي قبلت فيه رجالا. لم يسبق لي أن فكرت بتقبيل مصرفي قبل ذلك!".

وفي مونبولييه (جنوب شرق فرنسا) حيث يتبادل أبناء المدينة ثلاث قبلات في كل المناسبات كما الحال في لبنان، "نعاني من نقص فعلي ونشعر بضيق فعلا عندما نضطر للتخلي عن ذلك" على ما تقول الطالبة ميلودي ريكو التي تتردد راهنا بين جمع راحتي اليدين أمام الصدر على الطريقة الهندية مع الانحناء قليلا أو التلويح باليد عن بعد.

وتوقفت فاطمة بولمعات التي تسكن حي بوتي بار في مرسيليا عن تقبيل اصدقائها موضحة "أقوم بالحركة التي كانت تقوم بها جدتي المغربية بوضع اليد اليمنى على القلب مع نظرة عميقة ليشعروا بمحبتي". وتقول إيللي كومايتي من أثينا "اشتقت إلى العناق والقبل فعلا".

في بيروت، توضح زينة عقل العاملة في مجال التأمين أنها باتت تعوض التقبيل والعناق بزيادة "التعابير اللفظية مع استخدام الكثير من الأوصاف والنعوت (...) لكن أحيانا لا أجد الكلام المعبر فعلا او ان الناس لا يريدون كلاما بل مواساة عبر العناق والاحتضان".

إرسال Facebook google+

وتضيف "اشتاق إلى التماس الجسدي والتقبيل والعناق أو حتى مجرد الربت على الكتف. اشتاق إلى ذلك خصوصا عندما يحتاج الشخص أمامي إلى دعم معنوي في حالات الحزن والحداد مثلا، أو عندما تكون هناك مناسبة فرح نريد الاحتفال بها معا".

وتوضح عالمة الإناسة جنفياف زويا من جامعة مونبولييه أن "التماس الجسدي (...) هو أساس هويتنا" في المتوسط وهو أمر مختلف عن الممارسات في البلاد المطبعة بالثقافة الإنكليزية وعن البعد الآسيوي.

ويؤكد جويلي "لقاء بين أشخاص يعرفون بعضهم بعضا يؤدي إلى عناق وقبلات وهذا مؤشر إلى المعرفة والامتنان". ويضيف "تصرفنا ناجم عن العادات ومن الصعب لطفل صغير أن يرى جده أو جدته من دون أن يعانقهما. وفي إسبانيا، يطلب من الشخص منذ الطفولة التقبيل وفجأة يقال له +لا تلمس أحدا+ هذا مخالف للطبيعة البشرية".

ويقول الباحث في جامعة الجزائر ناصر جابي "التماس الجسدي مهم جدا في الجزائر فثمة ملامسات كثيرة وحركات تعبر عن التعاطف". ويضيف أنه على غرار دول أخرى "يحاول البعض إيجاد حلول بديلة مثل إلقاء التحية عبر الكوع لكن هذا التصرف يبقى هامشيا. نحتاج إلى وقت للانتقال إلى ثقافة معاكسة".

ومع الكمامة التي باتت أكسسوارا أساسيا مع تخفيف قيود العزل، تعلم الصياد دانييل ريجيو في مرسيليا "الابتسام عبر العيون".

ويشير شونييه إلى أن "الحاجز الذي تقيمه الكمامة أكبر من عدم المصافحة أو التقبيل. نحن في مجتمع حيث وضع قناع على الوجه أمر اصطناعي بالكامل ويثير الاضطراب".

ويرى مانويل أرمايونيس من جامعة كاتالونيا المفتوحة (إسبانيا) أن "معيارا اجتماعيا جديدا" يتميز "بقدرة أكبر على التعبير عن المشاعر ظهر بعد صدمة هائلة" ناجمة عن الفيروس.

ويقول دانييل ريجيو "نضيف كلمات لتعويض الحركات التي نُحجم عن القيام بها مثل +صديقي+ و+أخي+".

لكن من إسبانيا إلى تونس يرى الخبراء أن هذا التكيف "هو ظرفي" وينبغي أن يختفي مع الفيروس. ويشدد محمد جويلي "التماس الجسدي في المتوسط هو استكمال ضروري للتواصل الاجتماعي والرمزي".

أول قبلة على الشاشة كانت ضمن فيلم "القبلة"، الذي عرض لأول مرة عام 1896. في هذا المشاهد يقبل جون سي رايس الممثلة ماي إروين بعد معانقتها. دام هذا المشهد 20 ثانية فقط واعتبر ختاماً ناجحاً لهذا الفيلم المبني على عرض مسرحي موسيقي في جادة برودواي بنيويورك. لكنه أثار أيضاً جدلاً بسبب طبيعة المجتمع المحافظة آنذاك.

هذا المشهد من بين أكثر المشاهد رومانسية على شاشة السينما المعاصرة، وهو جزء من فيلم "تايتانيك" من بطولة ليوناردو دي كابريو وكيت وينسليت (في الصورة). في هذا المشهد يعانق جاك (دي كابريو) روز (وينسليت) على ظهر السفينة العملاقة ومن ثم يقبلها مع غروب الشمس. لكن هذا المشهد كان فاتحة التراجيديا في الفيلم، والتي تنتهي بغرق السفينة وموت جاك.

قبلة غير عادية تلك التي تشاطرها نجما هوليوود توبي ماغواير وكيرستن دانست في فيلم "الرجل العنكبوت"، الذي أنتج عام 2002. يتذكر ماغواير، الذي مثل شخصية الرجل العنكبوت في الفيلم، مشهد القبلة بأنه "كان مشهداً غير مريح لأنني كنت معلقاً من قدمي وأقبل بالمقلوب. كما أن ماء المطر كان يسقط داخل أنفي. وعندما أزالت كيرستن نصف القناع فقط، انقطع تنفسي تماماً".

قالت الأميرة ديانا، بعد 11 عاماً على زواجها منه، إن أسوأ يوم في حياتها كان يوم زواجها من الأمير تشارلز في التاسع والعشرين من يوليو/ تموز عام 1981. ورغم اكتمال كل عناصر السعادة في هذه الصورة، بما فيها القبلة التي تبدو وكأنها نابعة عن حب حقيقي، إلا أن ديانا كانت الخيار الثاني لتشارلز، والذي كشف لاحقاً أنه كان مغرماً بإمرأة أخرى.

عام 2011، تزوج الابن البكر لتشارلز وديانا، الأمير ويليام، من صديقته كيت. ويبدو أن زواجهما مبني على قاعدة أكثر ثباتاً من زواج تشارلز وديانا، إلا أن الصحف الصفراء في بريطانيا تثير شائعات باستمرار عن خصومات بينهما.

اشتهرت هذه الصورة كرمز لانتهاء الحرب العالمية الثانية، بعد عودة الجنود الأمريكيين منتصرين إلى الولايات المتحدة. في هذه الصورة، الملتقطة في الرابع عشر من أغسطس/ آب 1945 بميدان تايمز سكوير بنيويورك، قام هذا البحار الأمريكي بتقبيل فتاة في الشارع بعد أن أعلنت اليابان استسلامها غير المشروط للحلفاء.

خلد الرسام الشهير غوستاف كليمت في لوحاته التعابير البشرية، وأبرزها القبلة، في لوحاته ذات الألوان الذهبية والبرونزية التي تذكر باللوحات الدينية المسيحية في العصور الوسطى. هذه اللوحة بعنوان "قبلة"، تعتبر من أشهر أعمال كليمت، وقد رسمها على لوحة مربعة بمساحة 180 في 180 سنتيمتراً بين عامي 1908 و1909.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل