المحتوى الرئيسى

تجارب مؤلمة من داخل السجون المصرية

05/29 13:54

كان شادي حبش أبعد ما يكون عن المجرم، فهو صانع أفلام صاعد مع موهبة لجماليات أكبر في الحياة، يستمتع بما تقدمه حرفته المثيرة قبل أن تُمزق حياته ويلقى في سجن طرة جنوب القاهرة.

اتهم حبش عام 2018 بالانضمام إلى منظمة إرهابية ونشر أخبار مزيفة بعد إخراج مقطع فيديو موسيقي لمغني الروك رامي عصام بعنوان "بلحة"، والتي انتقد فيها الأداء العام للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

أعلنت النيابة العامة المصرية أنّ المخرج شادي حبش الذي فارق الحياة عن 24 عاماً داخل حبسه في القاهرة ليل الجمعة توفي من جرّاء تسمّمه بالكحول بعدما تناول، بحسب شهادة مرافقين له، مطهّراً للأيدي ممزوجاً بمياه غازية. (06.05.2020)

في مقاله* لـ DW عربية يشرح علاء الأسواني ما يعتبره "جريمة قتل جماعي يرتكبها نظام السيسي". (31.03.2020)

اتهمت منظمة العفو الدولية نيابة أمن الدولة العليا في مصر بإساءة استخدام قوانين مكافحة الإرهاب لملاحقة آلاف المنتقدين وتعليق الضمانات لمحاكمات عادلة. واتهمت السلطات الأمنية بالتعذيب والتورط في حالات اختفاء قسري. (27.11.2019)

توفي حبش في زنزانته بوقت سابق من هذا الشهر وهو في سن الرابعة العشرين. قبل الوفاة استغاث زملاؤه بالسجناء إدارة السجن لساعات قبل الحصول على المساعدة الطبية، وهم يطرقون جدران الزنزانة لمحاولة دفع الحراس للتدخل قبل فوات الأوان، حسبما ورد.

ادعى الادعاء المصري، فيما بعد، أن حبش مات من شرب مطهر اليدين "عن طريق الخطأ"، ولكن بناء على معهد القاهرة لدراسات حقوق الإنسان فإن وفاته لم تكن الوحيدة في هذا السجن المعروف، فهي الثالثة خلال الأشهر العشر المنصرمة في قسم 4 داخل سجن طرة. وحسبما يذكر المعهد، فإن سجناء الرأي يتركون في كثير من الأحيان ليموتوا، دون محاكمة، أو محاكمة استئناف، وفي "ظروف مروعة تشمل الحرمان المتعمد للرعاية الصحية".

تصعب معرفة أعداد السجناء في مصر، ولكن التقديرات تشير إلى أن هناك أكثر من مئة ألف شخص داخل السجون، بما في ذلك أولئك المحتجزين رهن المحاكمة.

إرسال Facebook google+

ووفقا للأرقام الرسمية، تجاوز الوضع في النظام الجنائي المصري حافة الهاوية، فنسبة إشغال السجون تصل إلى 160 بالمائة من طاقتها ، بينما تصل نسبة الإشغال في مراكز الاحتجاز 300 بالمائة من طاقتها. ومما يعنيه ذلك أن السجناء غالبًا ما يضطرون للنوم فوق بعضهم البعض على أرضيات خرسانية عارية في مرافق قذرة تفتقر إلى المعدات الكافية للتخفيف من الطقس القاسي في مصر.

وفي هذا يذكر باحث الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش عمر مجدي أن أماكن الاحتجاز في مصر، بشكل عام، مزدحمة إلى حد أنه في بعض الأحيان لا يستطيع المحتجزون النوم في نفس الوقت لأنه لا توجد مساحة كافية، "لذلك ينامون في نوبات"، مشيرا إلى أنه لا توجد "مساحة كافية للجميع من أجل التمدد."

"لم أتمكن من معرفة مصدر الصراخ"

أكد كاتب ناشط ومعتقل سابق، رفض الإفصاح عن هويته، في حديث له عصام مع DW، ظروف الازدحام والانتهاكات المرتكبة في السجون المصرية، "كنا 70 شخصا في الزنزانة الصغيرة، نتناوب الجلوس على الأرض، كان علينا الوقوف دون حركة، المشي كان ترفا".

ولكن ازدحام السجون ليست المشكلة الوحيدة، فقد كان السجانون يمارسون أساليب الضغط العنيفة على السجناء.

ويذكر الناشط أن 12 طفلا تحت عمر 16 سنة، من بينهم فتيات، تم أخذهم لغرفة الاستجواب أثناء وجودهم في مركز الاحتجاز، "لم أتبين بسبب الصراخ ما إن كانوا يستجوبون الأولاد أم البنات".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل