المحتوى الرئيسى

خبير "الاستشعار عن بُعد": النموذج المستخدم فى متابعة معدلات الإصابة بـ"كورونا" لا يستطيع تحديد موعد "الذروة"

05/29 10:02

أكد الدكتور هشام العسكرى، مدير برنامج الحاسوبية والبيانية بقسم العلوم البيئية بجامعة الإسكندرية، عضو الهيئة الوطنية للاستشعار عن بُعد، أن «وعى الشعب يلعب دوراً أساسياً فى تحديد نسب ومعدلات الإصابة بالمرض الفترة المقبلة»، موضحاً أن تحديد ذروة انتشاره يرتبط بالمعدلات والبيانات الواردة من «الصحة». وقال «العسكرى»، فى حواره لـ«الوطن»، إن «كل دولة فى العالم لها نظامها المعين للتتبع والرصد للمصابين والمتعافين»، منوهاً بأن معدلات التعافى فى مصر تسير بشكل متوازٍ مع معدلات الإصابة وتفشى المرض... وإلى نص الحوار:

كيف تم رصد معدلات نسب الإصابة بـ«كورونا»؟

- كل دولة تتبع بروتوكولاً معيناً للأزمة يختلف عن غيرها، ونظاماً محدداً فى المسح والرصد للمصابين، وكذلك معدلات التعافى، ولا نستطيع أن نجزم بأفضل الأنظمة المستخدمة حتى الآن، لأنها ترتبط بمقومات وإمكانيات الدول، ومن ثم تتم متابعة خط سير نسب المعدلات، ولكن الأهم والمعروف هو أن شكل الوباء وتفشيه لا يختلف من دولة لأخرى، ومصر تتبع دالة معينة تم استخدامها لمتابعة معدلات الوباء، تعتمد على «المنحنى الأُسى»، هى أن الإصابات تزيد بشكل أُسى، أى يتضاعف الرقم، وتعاونت مع فريق بحثى مكون من 7 أساتذة بجامعة تشابمان الأمريكية للوصول إلى معدلات بهذا المنحنى، ونحن تواصلنا مع الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، لإعداد إحصائيات ودراسات باستخدام علوم البيانات، لمعرفة معدلات انتشار الوباء.

حدثنا عن المرجعية التى تم الاعتماد عليها لتوقع نسب معدلات الإصابة الفترة الماضية؟

- المرجعية هى القيم المعلنة من «الصحة» طبقاً للبروتوكول المتبع، وكذلك البيانات، وذلك لأنها ذات ثقة، ولا يوجد ما يدعو إلى الشك فى دقتها، ووارد أن يحدث خطأ، وجميع التقارير والإحصائيات والتوقعات والاستنتاجات بمعطيات الأرقام، وطبقنا بعض النماذج الرياضية المختلفة للوصول إلى أرقام تسهم فى مساعدة متخذى القرار لتطبيق الحلول المناسبة.

وما الاستراتيجية التى تم تطبيقها؟

- عملنا من خلال محورين، الأول: «آنى» يعنى ما يحدث حالياً، وهو عمل تنبؤ والتوقع بما يحدث بعد يوم أو يومين، وبمثابة مرجعية ممتازة لمتخذى القرار، حيث يتم العمل مع الوضع الحالى على الأرض، بحيث تكون هناك جاهزية للتعامل مع الحالات، والثانى: «مستقبلى»، يتمثل فى التعامل مع ما يمكن توقعه فى المستقبل البعيد بالإحصائيات المرصودة بدقة، وذلك لوضع الاستعداد التام لما يحدث فى المستقبل.

ماذا عن معدلات نسب التعافى بين المصابين بـ«كورونا»؟

- لا أستطيع أن أشير إلى نسب معدلاتها، ولكن ما يمكن قوله أن معطيات التعافى والإصابة تختلف من دولة لأخرى، وبناءً على معدلات الأمراض والأعمار المختلفة، ومعدلات التعافى فى مصر تسير بشكل متوازٍ مع الإصابة وتفشى المرض.

هل تم توقع معدلات ذروة الإصابة بالمرض؟

- أولاً النموذج «الأُسى» لا يستطيع التنبؤ بالوصول إلى ذروة انتشار المرض أبداً، وذلك لأنه مصمم على احتساب كميات التفشى، وهى أن الإصابات تزيد بشكل أُسى، أى بتضاعف الرقم، وتستمر فى الزيادة المستمرة، وتقف عند الوصول إلى الإصابة الكلية، أى «لما تجلس بغرفة بها 500 فرد، تقدر تحدد نسب الإصابات وعددهم، ولما تقدر تعمل تقرير بعدم وجود إصابات هنا نقدر نقول عليه النموذج الأُسى»، ووزير التعليم العالى عندما تحدّث عن معدلات الذروة للمرض، تحدّث بناء على المعطيات المرسلة إلى هذا اليوم، وبناء أيضاً على المعلومات المرسلة من قبَل الصحة، حيث تم التنبؤ بالمعدلات ومدى ذروة انتشار المرض، وهذا لا يعنى أن الكلام مطلق، ولكنه يعنى أن المعطيات تشير إلى ذلك، والتى تتغير دوماً وفقاً للبيانات، لأن هناك حالات يتم رصدها، وتحديد يوم 27 بالوصول لـ20 ألف إصابة ناتج عن المعدلات التى تم استنتاجها من البيانات الواردة، وعندما نتحدث عن الذروة لانتشار المرض لا تكون مطلقة، ولكنها تكون فى إطار المعطيات والبيانات الواردة عن أعداد الإصابة: «نحن نقول لو إحنا مشينا بالمعدلات (س)، ولدينا منحنى معين، نستطيع الوصول إلى نهاية الوباء فى الفترة المعينة».

ماذا عن النموذج الافتراضى الذى تم عرضه من قبَل الوزير بشأن وجود 80 ألف مصاب؟

- بالنسبة للنموذج الافتراضى الذى تم عرضه من قبَل الوزير، «لو افترضنا أن الحالات التى تم الإعلان عنها رسمياً أقل من الحالات الواقعية، هذا لا يعنى التشكيك فى الأرقام المعلنة من قبَل وزارة الصحة، بل يجوز أن هناك حالات أخرى لا يمكن معرفتها وهذا ليس عن قصد، وإنما يحدث فى الدول الأخرى ويخضع لعدد من العوامل غير المقصودة»، وتصورنا النموذج الافتراضى يطرح سؤالاً: «هل توقعاته يصحبها تغير فى أعداد الوفيات المعلنة»؟.. طبعاً لا، حيث إنه مهما كان عدد الإصابات المعلنة أو غير المعلنة، فإن كمية الوفيات الموجودة غير قابلة للنقاش لأنه لا أحد يستطيع تدليس حقائقها وأسبابها، وإذا كان هناك خطأ سيكون ما بين 1 أو 2%، لأنه لا أحد ينكر أسباب الوفيات، والوصول لمعدل الإصابة 20 ألفاً متوقع، ويحدث لدينا بلبلة، «وعندما تجد الأرقام المعلنة رسمياً خارج إطار التوقعات والاستنتاجات، ومادام مازلنا وفق المعدلات، يبقى هناك أمان تام، والتعامل سيكون وفقاً للجاهزية التامة».

وكيف تقيّم إجراءات الدولة لمجابهة المرض؟

- إجراءات ممتازة، ويكفى خروج الوزير أمام الجميع بدءاً من رئيس الجمهورية للمواطنين عبر الشاشات، وبكل صراحة وشفافية، وتوضيحه لجهود مختلف المؤسسات وتعاملها بشكل مؤسسى وعلمى لمجابهة المرض، وهناك شفافية عالية من الدولة، وكذلك الإجراءات الاحترازية لمقاومة الوباء، ولكن لا أخفى سراً أن وعى الشعب المصرى هو المحرك الرئيسى لارتفاع نسب الإصابات أو انخفاضها بكورونا أو أى وباء، ويجب على الجميع أن يتعامل مع الأمر بجدية وحزم أكثر من ذلك.

هل من الممكن أن يؤثر المناخ على معدل انتشار الوباء عالمياً أو فى مصر؟

- موضوع المناخ لست مقتنعاً به، خاصة الحديث عن تأثير درجة الحرارة على الفيروس، ونرى ارتفاعها فى عدد من الدول ومع ذلك نجد ارتفاعاً مماثلاً فى نسب الإصابة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل