المحتوى الرئيسى

ضم غور الأردن والصدام مع إسرائيل.. تهديد يعيد الطرفين إلى مربع العداء

05/27 07:51

تسعى دولة الاحتلال الإسرائيلي هذه الفترة إلى هدف جديد آخذة في السرعة على العمل عليه استغلالًا للأزمة التي يمر بها العالم جراء تفشي فيروس "كورونا المستجد" وهو ضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن وشمال البحر الميت، وبالتأكيد سينعكس القرار الإسرائيلي حال تنفيذه بصدام على مستوى كبير ليس فقط مع الفلسطينيين، ولكن مع الأردن أيضًا.

وفي آخر التطورات عن ردود الفعل الأردنية، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، أن مصادر في عمان حذرت من أن ضم الغور وشمال البحر الميت إلى إسرائيل قد يوثر سلبًا على معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية.

وأوضحت الهيئة الإسرائيلية أن مصادر مقربة إلى النظام الأردني، قالت إنه إذا قامت إسرائيل بالضم، فإن عمان قد تجمد بعض بنود معاهدة السلام بين الدولتين دون إلغائها كليًا، وأضافت في سياق حديث تليفزيوني: "أن الاتفاق يصب في مصلحة الجانبين"، مشيرة إلى أن الادعاء حول حاجة الأردن إلى المعاهدة أكثر ينطوي على البلاهة.

ونوهت المصادر الأردنية بأن الضم سيمس أولًا وقبل كل شيء التعاون الأمني والعسكري مع إسرائيل، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية وتقييم الأوضاع، ورجحت أن يؤدي الضم أيضًا إلى المساس بالتعاون الاقتصادي خاصة في قطاعي المياه والغاز، فضلًا عن احتمال إغلاق السفارتين في تل أبيب وعمان.

وعما يمكن أن يترتب على التنفيذ، رد الملك عبدالله الثاني، في حوار مع مجلة "دير شبيجل" الألمانية: "هل التوقيت مناسب فعلاً لمناقشة ما إذا أردنا حلّ الدولة الواحدة أو حل الدولتين لفلسطين وإسرائيل، ونحن في خضمّ المعركة ضد جائحة كورونا؟ أم هل ينبغي علينا أن نناقش كيف بإمكاننا مكافحة هذا الوباء؟ حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد الذي سيمكننا من المضي قدما"، مضيفًا: "القادة الذين يدعون لحل الدولة الواحدة لا يعلمون تبعاته، ماذا سيحصل إذا انهارت السلطة الوطنية الفلسطينية؟ سنشهد مزيدًا من الفوضى والتطرف في المنطقة. وإذا ما ضمّت إسرائيل بالفعل أجزاءً من الضفة الغربية، فإن ذلك سيؤدي إلى صِدام كبير مع المملكة الأردنية الهاشمية".

وعن احتمالية تعليق العمل بمعاهدة السلام مع إسرائيل، قال: "لا أريد أن أطلق التهديدات أو أن أهيئ جواً للخلاف والمشاحنات، ولكننا ندرس جميع الخيارات، ونحن نتفق مع بلدان كثيرة في أوروبا والمجتمع الدولي على أن قانون القوة لا يجب أن يطبّق في الشرق الأوسط".

وعلق الدكتور زيد النوايسة المحلل السياسي الأردني، في اتصال لـ"الوطن"، قائلًا إن الملك عبدالله الثاني وجه رسالة خلال حديثه مع "دير شبيجل" الألمانية في المقام الأول للغرب، للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن بومبيو كان قبل أيام في إسرائيل وتحدث مع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال إن خيار الضم مسألة إسرائيلية ومتروكة لهم، مشيرًا إلى أن هذا الأمر شكل "صدمة" في عمان.

وتابع: "لأول مرة يكون الحديث الأردني بهذه الحدة، هي رسالة موجهة من الدرجة الأولى إلى أمريكا، بأن الذهاب إلى أقصى درجة من خيارات اليمين المتطرف الإسرائيلي بعملية ضم الضفة وغور الأردن وشمال البحر الميت، هو إجهاز على فكرة تسوية سياسية نهائية، بالتالي تصبح مسألة بقاء السلطة الوطنية الفلسطينية أمر غير ذو جدوى، وهذا يعني انتهاء أوسلو، والأردن في هذه اللحظة يشعر بأن أمنه القومي والاستراتيجي مهدد".

وقال النوايسة إن إنهاء الاتفاق مع إسرائيل يشكل عودة إلى المربع الأول وهو دخول الأردن في حالة عداء مع الجانب الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الملك عبدالله لا يريد أن يذهب إلى الخيارات الصفرية في العلاقة مع إسرائيل وبالتالي مع الولايات المتحدة الأمريكية.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل