ميليشيات إيران بصورة خامنئي.. إعادة انتشار بخارطة الدمار

ميليشيات إيران بصورة خامنئي.. إعادة انتشار بخارطة الدمار

منذ ما يقرب من 4 سنوات

ميليشيات إيران بصورة خامنئي.. إعادة انتشار بخارطة الدمار

صورة نشرها موقع المرشد الإيراني علي خامنئي، ظهر فيها زعماء ميليشيات تابعة لإيران، وشخصيات أخرى، ضمن ترتيب استبطن خارطة أذرع طهران المسمومة بالشرق الأوسط.\nواستعرضت طهران من خلال الصورة أدواتها لتدمير وتخريب المنطقة، مصرة على ذات التوظيف للقدس والقضية الفلسطينية في إطار مزايدات جوفاء.\nوفي الصورة الافتراضية، ظهر القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني، الذي قتل في غارة أمريكية قرب مطار بغداد مطلع العام الجاري، على شكل غيمة فوق قبة الصخرة.\n فيما كان البقية يصلون جماعة، وفي مقدمتهم بالصف الأول حسن نصر الله، وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، ورجل الدين الشيعي البحريني عيسى قاسم.\nوفي الصف الثاني، جاء أمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، وعبد الملك الحوثي، زعيم ميليشيا الحوثي الانقلابية، ورجل الدين الشيعي النيجيري المعتقل إبراهيم الزكزاكي، وقائد فيلق القدس الجديد إسماعيل قآني، فيما غاب قادة الفصائل الشيعية في العراق، وفي مقدمتهم مقتدى الصدر، وقيس الخزعلي، وهادي العامري.\nوتجاوزت الصورة سياقها الذي نشرت فيه في ظل احتفاء طهران بما تطلق عليه "أسبوع القدس"، بآخر أسبوع من شهر رمضان من كل عام، لتأتي حمالة بمعاني كثيرة تختزل، وفق مراقبين، عصارة الأحداث الماضية، وتستشرف طبيعة التحركات والتحالفات المستقبلية وأولويات الأخطبوط الإيراني بالشرق الأوسط.\n\nفي قراءة للصورة، قال عارف الكعبي، رئيس اللجنة التنفيذية لشعب الأحواز، إن ترتيب الشخصيات بالصورة جاء بشكل مشخص على أساس البعدين الزمني والاستراتيجي العقائدي الممزوج.\nوفي حديث لـ"العين الإخبارية"، أوضح الكعبي أنه في ما يتعلق بالبعد الزمني، فإن إيران بدأت تشكيل أذرعها بالمنطقة منذ العام 1982، أي حين وصولها إلى جنوبي لبنان، وتأسيسها مليشيا حزب الله".\nوأضاف أن "طهران جعلت حزب الله الأقوى على مستوى جميع المليشيات اللبنانية التي كانت تحارب إسرائيل آنذاك، ومن ضمنها حركة أمل الشيعية، وبالتالي دعمت ميليشيا حزب الله حتى أصبحت ذراعا قويا لها بل أكثر من ذلك".\nواستشهد الخبير بتصريح أدلى به زعيم الميليشيا حسن نصر الله في ثمانينيات القرن الماضي، حين قال: "نحن لا نريد أن تصبح لبنان جمهورية إسلامية فقط، بل نريدها أن تكون جزءا لا يتجزأ من ولاية الفقيه الإيراني".\nوخلص إلى أن تلك كانت من بين الأسباب التي دفعت بالرسام إلى وضع نصر الله بالصف الأول، وفي الوسط بالتحديد.\nوتابع الكعبي: "وإلى يمين نصر الله، يقف رجل الدين الشيعي البحريني عيسى قاسم، وموقعه أيضا حسب الترتيب الزمني".\nوتوضيحا للجزئية الأخيرة، لفت إلى أن "إيران كانت تعمل مع ذراعها البحريني منذ وصول الخميني إلى سدة الحكم، حيث طرح موضوع تصدير ثورته إلى الخارج، ومنذ ذلك اليوم، أصبح المرتبطون بالنظام الايراني من البحرينيين ناشطون، وبالتالي كان لدى الايرانيين استراتيجية تمثلت بالعمل أولا على شيعة لبنان، وثانيا على شيعة البحرين حسب خطة الحرس الثوري وجناحه الخارجي فيلق القدس".\n واعتبر أن وضع عيسى قاسم على يمين نصر الله يدل على أن البحرين تشكل النقطة الاستراتيجية الثانية لإيران في المنطقة بعد جنوبي لبنان.\n أما على يسار حسن نصر الله، فيقف إسماعيل هنية، والذي لا تربطه روابط عقائدية بإيران، فهو من جماعة الاخوان.\nواستدرك الكعبي بالقول: "لكن هناك نقطة مهمة عن العلاقة بين الإخوان ونظام الملالي الحاكم في طهران، فمن وجهة نظر النظام الايراني، خاصة الخميني، فإن تنظيم الإخوان شريك حيوي لهم في المنطقة، والإخوان كتنظيم يشاطرون طهران استراتيجيتها بالمنطقة.\n\nالكعبي رأى أن نظام طهران يريد أن تقول نحن لسنا طائفيين، بل نحن حركة إسلامية ثورية تريد المجد للأمة الاسلامية، وعلى هذا الأساس ترى أنه من المهم جدا أن يكون لها تواصل مع الإخوان.\nوأشار إلى أن طهران مستمرة بهذا التواصل حتى أنها شكلت تنظيم الاخوان على أراضيها، ولدى الإخوان مكاتب في طهران ويتحركون بحرية، كما أن لديهم فروع في محافظات سيستان وبلوجستان وفي الأحواز وفي كردستان إيران.\nوبناء على ما سبق، قال الكعبي إن "حماس هي الممثل الحقيقي للإخوان عند الايرانيين وهم يرون فيها شريكا استراتيجيا لتمرير هدفين؛ الأول بث رسالة للعالم الإسلامي تقول نحن هنا موجودون للدفاع عن الإسلام، وبالتالي عليكم مناصرة الثورة الخمينية".\nأما الهدف الثاني فيرمي، وفق الخبير، إلى جعل حماس نقطة للتفاوض من قبل إسرائيل وواشنطن مثلما فعلتا مع حزب الله، لاستخدامها مقابل أي محاولة من الولايات المتحدة لإسقاط النظام في طهران أو أي تحركات محتملة أخرى.\nوبخصوص وقوف قائد فيلق القدس إسماعيل قاني وزعيم مليشيا الحوثي بالصفوف الخلفية، اعتبر الكعبي أن هذا الترتيب يأتي من منظور نظرة خامنئي ومن لف لفه في طهران، بمعنى أن هؤلاء هم الداعمون اللوجستيون لهذه المليشيات العقائدية التي تنفذ الفكر الخميني ومخطط تصدير الثورة.\nوبشأن استبعاد قادة المليشيات الشيعية العراقية من الصورة، قال الكعبي إن الأمر واضح للغاية، ويتمثل في أن طهران لا ترى في قادة المليشيات العراقية أجانب أو عرب أو عراقيين، بل على أساس أنهم أولادهم المدللين الذين تربوا على الفكر الشيعي الإيراني، وهم مرسلون للعراق ليكونوا الممثلين الحقيقيين للثورة الايرانية، ولذلك غابوا عن الصورة.\n\nتصريحات إسرائيلية متواترة تقول إنها أحرزت تقدما على مستوى تحقيق هدفها المتمثل بإخراج إيران من سوريا خلال العام الجاري.\nومع أن طهران لا تبدو عازمة على وضع خطة للانسحاب، إلا أنها تعترف بتعقيدات الوضع بالساحة السورية، والصورة التي نشرها مكتب خامنئي تبدو إعلانا عن استراتيجية جديدة لفيلق القدس بالمنطقة، وتحولا في الآليات الإيرانية لمرحلة ما بعد سليماني.\nإعادة ترتيب للأوراق تطرح ما يشبه إعادة انتشار للمليشيات الإيرانية، في خطوة يرى خبراء أنها كانت متوقعة منذ مقتل قائد فيلق القدس السابق.\nمن جانبه، رأى السياسي العراقي المستقل مثال الآلوسي، أن الصورة تشكل رسالة من خامنئي إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.\nوتساءل الآلوسي، في حديث لـ"العين الإخبارية": هل هي رسالة سلام؟ وهل يريد الملالي التفاوض؟ وإن نعم، فعلى ماذا وما هو الثمن الذي يعرضون؟".\nومضى يقول: "سيحلق مستشارو ترامب في تفسيرات أن النظام الايراني الآن مستعد للاستسلام الكلي لأفكار واشنطن بخصوص نجاح العقوبات وتحقيق النجاح والنصر على طهران".\nوأشار إلى أن "خامنئي الذي أعلن وأكد في أكثر من مرة أن إيران لن تسير في طريق الرئيس ترامب، يدرك أن مستشاري البيت الأبيض يأملون باتفاقية جديدة مع طهران تظهر صواب وحنكة ترامب، ليضيفوها إلى سجلاته وأدواته الانتخابية".\nأما خامنئي، يقول، "فهو يحلم بتحقيق نفس تكتيك الخميني مع (الرئيس الأمريكي الأسبق) جيمي كارتر، حيث عقدت طهران صفقة فعلا ولكن ليس مع كارتر بل مع الجمهوريين، واليوم يتبدل اللاعبون على المسرح، ليصبح التحالف السري بين طهران ومنافسي ترامب الجمهوري".

الخبر من المصدر