المحتوى الرئيسى

بريد الوطن.. بين تشكيل الذات ودراما المشاعر

05/25 09:59

الكثير من المتردّدين على العيادات النفسية كان بإمكانهم تجنّب ذلك إذا تم إعلامهم بعض الحقائق التى سنذكرها اليوم، والتى تتضمن الرسائل الخفية من أوقات الألم التى تسمى بمرحلة إعادة تقييم الخبرات الحياتية وإن لم يحدث ذلك ينتقل الأمر إلى «خبرة صادمة».

هناك فهم مغلوط يخلط بين تشكيل الذات، وبين ما يُسمى بدراما المشاعر، فالأشياء التى ستبنى لنا حياة نفسية أفضل فى المستقبل فى الغالب هى تلك الأمور التى نرفضها ولا نقبل وجودها فى حياتنا الآن، ومن المعلوم لدى العاملين فى المجال النفسى أن تشكيل ونمو الإنسان النفسى لا يتحقق عادة بالتوجيه أو بالاستماع وإنما بالتألم ثم التعلم ثم الخبرة الشخصية، ذلك لأن حالة الضيق تعد البداية الشائعة للبحث عن النضوج وإدراكه وتسمى تلك المرحلة بتشكيل الذات.

أما دراما المشاعر فتعنى الفهم الخاطئ للخبرات الحياتية فتنتقل تلك الخبرات إلى صدمات عاطفية متتالية، وتظهر فى حالة الشكوى المتكررة من الحياة دون التقدم خطوة واحدة للأمام، ويحدث ذلك لعدم السماح لتلك الخبرات بأن تشكل جزءاً ما بداخلنا، ويعنى هذا أن هناك مشكلة ما تتعلق بالنضوج وبكيفية توظيف المشاعر.

وأخيراً تذكر «يوسف» الذى تحمل الصعوبات لمدة ثلاثة عشر عاماً إلى أن تولى سُلطة مصر، فبعض الدروس لن يستطيع أن يعلمنا إياها إلا الألم وحده.

                                                                                        د. ريمون ميشيل

                                                 استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل