المحتوى الرئيسى

8 طرق لتمكين البنات ومنحهن مستقبلا أفضل

05/25 00:15

هل يمكنكم تخيل أن فتاة واحدة قادرة على تغيير شكل العالم؟ ملالا يوسفزاي الفتاة الباكستانية فعلت ذلك، عندما واجهت حظر حركة طالبان للفتيات من الذهاب إلى المدارس، وتحدتهم من أجل رغبتها في التعلم، لتتلقى دعما دوليا تنال على إثره جائزة نوبل، ومثلها كثيرات في جميع أنحاء العالم، لكن ينقصهن الدعم والتمكين، فما جعل ملالا قادرة على ان تكون صوتا للفتيات، وتنشط من أجل حقوقهن، هو تمكينها من التعلم ومنحها الفرصة لتكتشف نفسها في بيئة أفضل.

لن يكون حظ كل الفتيات مثل ملالا، فالتحديات التي تعيشها البنات في جمبع أنحاء العالم تعد قاسية، فهناك 12 مليون فتاة حول العالم يتم تزويجها قبل ان تتم الثامنة عشر من عمرها، غير الختان وتشويه الأعضاء التناسلية الذي خضعت له 200 مليون فتاة في أكثر من 30 دولة مختلفة، بخلاف الحرمان من التعليم والتعرض للعنف المنزلي.

تعرفي على: 10 معوقات أمام نجاح السيدات في المجتمعات العربية 

قدرة الفتيات على الاختيار، وأن يكون لهن الفرص كاملة في بيئة تحترمهن، أمر يبدو بديهي للبعض، لكنه ما زال أمل ورجاء تتطلع له فتيات كثيرات.. وقد يبرز سؤال عن أهمية تمكين فتيات صغيرات، قد لا يملكن حرية اتخاذ القرار بعد، وما الذي يمكن أن يحدثه ذلك في مستقبلهن؟

طبيعي أن تكون كل فتاة قادرة على الحصول على أبسط الحقوق الإنسانية، من مأوى مناسب وصحي، وتعليم، وخدمة صحية، ومشاركة مجتمعية.

فتاة قوية= أسرة أكثر صحة

عندما تكون الفتيات متعلمات وقادرات على معرفة حقوقهن ومتمتعات بصحة جيدة، فهذا يعني أسر وعائلات أكثر صحة واستقرارا، فسيكون للامر أثره الواضح على قدرة الفتيات عندما يصبحن أمهات أن يكون على دراية بطرق رعاية أطفالهن والتعرف على سبل تنظبم الأسرة، وهو ما أدى بالفعل إلى إنقاذ 2.1 مليون طفل بين عامي 1990 و2009، وعمل على تقليل نسب وفيات الأمهات عند الولادة بنسبة 67%، وكذلك تقليل نسب وفيات الأطفال حديثي الولادة بنسبة 77%.

الفتاة يمكنها أن تجعل حياة أسرتها أفضل، وتمنع عنها الفقر وتقيه منه، بسبب ميلها إلى أن تساعد أسرتها وتحسين حالتها، فإذا تم منح الفتيات تعليما جيدا، فهذا بعني فرصا أفضل في العمل، مما قد يؤدي إلى كسر حلقة الفقر التي تعيشها الأسرة، وتعمل على رفع مستواها الاقتصادي.

يوضح معهد بروكنجز أن زيادة عدد الفتيات اللاتي يكملن تعليمهن الثانوي بنسبة 1%، يمكنه أن يعمل على زيادة النمو الاقتصادي للدولة بنسبة 0.3%، وفي تقرير لمعهد ماكينزي أن مساواة مشاركة المرأة في سوق العمل بنفس مستوى الرجال، يمكنه أن يضيف ما يقرب من 28 تريليون دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 2025.

تعتبر الأمم المتحدة تمكين الفتيات من أولوياتها الرئيسية لرؤية 2030 للتنمية المستدامة، معتبرة أنه واحد من أذكى الطرق للاستثمار في الحصول على عالم أكثر صحة وازدهارا.

تعرفي على: 9 تحديات تواجه كل فتاة وسيدة تقرر العيش وحدها 

طرق تمكين الفتيات

حتى تتمكن الفنيات في مختلف المناطق حول العالم من أن يحصلن على فرص أفضل في المستقبل، ويخضن الحياة بتجاربها المختلفة، سيحتجن إلى المساعدة التي تمكنهن من أن يكن متمكنات وقويات وقادرات على اتخاذ القرار الذي يناسبهن، ويمنع عنهن التعرض للخطف والاغتصاب والعمف المنزلي، الفقر أيضا.. تلك مجموعة من أهم طرق التمكين التي على الدول والمؤسسات والمنظمات أن تتكاتف من أجل تحقيقها:

فرص تعليم في أماكن آمنة

التمكين يعني في المقام الأول يعني التعليم، فلا يمكن ان تمكن الفتيات دون توفير فرص تعليمية افتقدتها 31 مليون فتاة، كونهن لم يلتحقن بالمدرسة في سن الابتدائية، كما أوضحت منظمة اليونسكو، وهو ما يعني ضرورة توفير مدارس مجتمعية لهولاء الفتيات، على أن تكون آمنة ولا تعرضهن للعنف أو الإساءة، كما يحدث في بعض دول إفريقيا التي تتعرض فيها الفتيات للخطف والاغنصاب احيانا في طريقهن إلى المدارس، مما يعني ضرورة أن تتوافر المدرسة في بيئة ىمنة وتشجع على الالتحاق بها.

تتعرض النساء والفتيات لعنف منزلي متصاعد، وهو ما يجب أن يكون هناك وسيلة واضحة لمواجهته والتصدي له، فالعنف المنزلي، الذي يطال 35% من النساء بمختلف أنحاء العالم، يتسبب في غياب 113 ألف طفل عن الدراسة، وفي مصر أشارت دراسة لصنوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن العنف المنزلي يكلف الفتيات والنساء خسائر تصل إلى أكثر من ملياري جنيه، ولذلك يجب العمل على وضع خطط منهجية واستراتيجيات فعالة تواجه هذا العنف وتتخلص منه.

من المؤسف أن تعاني الفتاة، ولا تستطيع أن تجد منصة تبوح من خلالها بمشكلاتها، وحقها في الحصول على فرص تعليم وصحة آمنة، دون أن تتعرض للتحرش أو العنف، ولذلك يجب العمل على توجيه خطابات محددة للفتيات تقوي من ثقتهن بأنفسهن، ومنحهن فرصة إنشاء منصات يعبرن من خلالها عن ما يعايشونه، ويبحثن في هذه المنصات عن الدعم والمساندة.

في بعض الدول، تضطر الفتيات والسيدات حول العالم غلى قضاء ساعات طويلة في البحث عن مياه نظيفة، بدلا من المياه القذرة التي تههدد صحتهن، مما يعني أنهن لا يملكن فرصة الالتحاق بالمدرسة، أو قضاء الوقت في اللعب، أو حتى البقاء مع أسرهن، ولذلك يجب ان تكون البداية من خلال التبرع لتوفير مياه نظيفة للمناطق المحرومة، سواء في محيط إقامتنا، أو بأماكن أخرى في العالم.

واحدة من أكبر مشكلات النساء في جميع أنحاء العالم، أنها نشأت في مجتمع يقلل من مهاراتها، ويعتبرها في مرتبة ثانية، حيث لا أهمية لوجودهان مما يجعل الوصول لأي نجاح في حاجة دوما إلى مجهود مضاعف ولذلك يعد تربية الفتيات على تعزيز ثقتهن بأنفسهن، ومنحها التقدير اللازم، هو واحد من أهم سبل التمكين، فيجب أن يكون هناك دوما دعم ومساندة وتشجيع لتجربتها في مجالات مختلفة، ومنحها فرصة التعبير عن نفسها، وتوجيه الكلمات الإيجابية لها على الدوام، وتذكيرها بأنها شخص مهم وقوي وذكي وله دور في المجتمع.

على أن يكون هذا الخطاب معمم، بدءا من البيوت والأسر، وحتى المدارس ووسائل الإعلام، والعمل على خفض حدة الخطاب الذكوري في مقابل وجود خطاب يساوي الجميع ويتحدث إليهم.

من المهم، أن بكون هناك برنامج رعاية صحي، يوجه الفتيات نحو سبل المحافظة على صحتهن، واتباع طرق التنظيف الذاتي والتطهير، وتعريفهن مبكرا بمراحل تطور أجسادهن، ومرورهن بالدورة الشهرية، وإزالة الوصم عن الحديث بها، ومنحهن ثقافة صحية موسعة يمكنها أن تقيهن خطر الإصابة بكثير من الأمراض، وكذلك التوعية بحرمة أجسادهن لحمايتهن من التحرش والاغتصاب والعنف الجسدي.

من المهم، تسليح الفتيات بمهارات يمكنهن الاعتماد عليها كمصدر لكسب الرزق والمال، حتى يكن قادرات على صناعة مستقبلهن باختياراتهن الخاصة، دون أن يعشن تحت رحمة الآخرين، يختارون لهن أو يجبروهن على العيش بطريقة لا تناسبهن.

شعور الفتيات بأنهن قادرات على التعبير عن الأفكار التي تدور بخلدهن، طريقة للتمكين، فوجود مساحة آمنة بعلمن أنهن سيجدن فيها الدعم والمساندة، يساعد على تطورهن بصورة سليمة وناضجة، ويجب أن تكون هذه المساحة متوفرة في المنزل والمدرسة أيضا.

ادعموا الفتيات، واهتموا أن يكن لهن مستقبل أفضل، بالعمل على توفير فرص تمكنهن من صناعة مستقبلهن.

أهم أخبار مرأة

Comments

عاجل