المحتوى الرئيسى

الأسباب والدوافع وتسلسل الأحداث.. تفاصيل خناقة ترامب مع منظمة الصحة العالمية - فالصو

04/24 01:01

خلال الأسابيع القليلة الماضية، تعرضت منظمة الصحة العالمية لانتقادات عنيفة، لا سيما من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تتهمها بحجب معلومات خطيرة عن الوباء. لكن مسار الأزمة منذ يناير الفائت يظهر أن منظمة الصحة العالمية دقت ناقوس الخطر في وقت مبكر.

صحيفة le temps السويسرية استعرضت في مقال المسار التسلسلي للمنظمة منذ معرفتها بالوباء ولغاية اليوم، معلنة ان المنظمة تسعى الى التقصي عن اصل الوباء وتنتظر موافقة الصين على ذلك.

تشير الصحيفة إلى أن اتهامات ترامب لا يزال دويها مسموعا في اجواء منظمة الصحة العالمية. فهذه المنظمة وفق قوله «أدارت بشكل سيئ وأخفت» التهديد الذي يشكله الفيروس الجديد. أكثر من ذلك، بالنسبة للرئيس الأميركي، منظمة الصحة العالمية هي «أداة» بيد الصين الشيوعية. كما ان البيت الأبيض، المتورط في إدارة كارثية للوباء، مقتنع بأنه حُرم من معلومات حيوية تؤهله للاستعداد لمواجهة الوباء.

اتهام البيت الأبيض هذا دحضته صحيفة «واشنطن بوست» التي نقلت أن خبراء من وزارة الصحة الأميركية، ومراكز الولايات المتحدة للوقاية من الأمراض ومكافحتها، والمعاهد الوطنية للصحة، قد اجتمعوا مرتين مع مسؤولين من منظمة الصحة العالمية في بكين في الأسبوع الأول من يناير، وثلاث مرات في الأسبوع الثاني منه. بل ان الاتصالات تزايدت واستمرت في شهري فبراير ومارس. بالإضافة إلى ذلك، فإن 17 خبيراً من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها كانوا يعملون بدوام كامل لدى منظمة الصحة العالمية في جنيف أثناء ظهور الفيروس، وينقلون المعلومات في الوقت الحقيقي إلى إدارة ترامب.

إدارة ترامب ليست الوحيدة التي تلقي باللائمة على المؤسسة العالمية، فالعديد من الجمهوريين الأميركيين وهيئات أخرى فعلوا الأمر نفسه.

ولكن على مستوى الدول، لا يزال القسم الأكبر مرتبطا بمنظمة الصحة العالمية، بالرغم من محاولة واشنطن تعكير أجوائها. يوم الأحد الفائت، كان من المفترض أن تصدر قمة افتراضية لمجموعة العشرين برئاسة السعودية بياناً أُنجزت صياغته بعد مفاوضات شاقة يحثُّ معدّوه على تعزيز تفويض منظمة الصحة. الا ان الولايات المتحدة عارضت الامر، وكانت الوحيدة في معارضتها.

الأزمة مفتوحة داخل المنظمة الأممية، لا سيما بعد تعليق الولايات المتحدة جزءا كبيرا من مساهماتها المالية الطوعية. ولكن ما الذي قامت به المنظمة بالفعل منذ بداية جائحة كوفيد - 19؟ وللاجابة على هذا التساؤل استعرضت الصحيفة مسار المنظمة منذ بداية الاعلان عن الوباء بل منذ معرفتها به.

عندما أخطرت الصين المنظمة، في 31 ديسمبر 2019، بأنه تم تحديد حالات الالتهاب الرئوي في ووهان، في مقاطعة هوبي، فعّلت المنظمة فريق دعم إدارة الحوادث التابع لها بهدف تنسيق استجابتها فى المقر الرئيسى وعلى المستوى الإقليمي. وفي ليمان بدأ المركز الاستراتيجي للعمليات الصحية، وهو غرفة عمليات منظمة الصحة العالمية، عمله. كانت هذه هي المعلومات المتاحة للمنظمة في هذا التاريخ. لاحقاً ستعلم المنظمة أن الحالات الأولى المكتشفة في الصين تعود إلى 17 نوفمبر على الاقل.

في 4 يناير، أكدت منظمة الصحة حالات الالتهاب الرئوي في ووهان من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن لم يتم الإبلاغ عن أي وفيات.

في يوم 5 يناير، أخطرت المنظمة رسميا جميع الدول الأعضاء بهذه العدوى الجديدة، ونشرت أخباراً متعلّقة بها على موقع المنظمة.

بعد خمسة أيام، نشرت المنظمة مجموعة شاملة من الإرشادات عبر الإنترنت موجهة الى دولها الـ 194 الأعضاء بشأن كيفية الكشف عن حالات الإصابة المحتملة واختبارها وتدبيرها علاجيا، وحماية العاملين الصحيين.

وفي 14 يناير، عقدت المنظمة المؤتمر الصحافي الأول، وفيه دقت مديرة وحدة الأمراض الناشئة في المنظمة والمديرة الفنية لـ كوفيد - 19 الأميركية ماريا فان كيرخوف جرس الانذار، بإعلانها أن ثمة ادلة تشير الى أن الفيروس المكتشف في الصين يمكن أن ينتشر من شخص لآخر. ولكن تغريدة منظمة الصحة العالمية، في اليوم نفسه، عن نتائج دراسة صينية أولية تشير إلى أنه لا يوجد انتقال من شخص لآخر تسببت في تشويش وإرباك ملحوظين.الشكوك الصينية

في 22 يناير، دعت المنظمة إلى عقد اجتماع للجنة الطوارئ، وبعد ذلك بأسبوع إثر الإبلاغ عن أولى حالات انتقال المرض بين البشر خارج الصين، أعلنت أن الفيروس يشكّل قلقا على المستوى الدولي ويستدعي حالة طوارئ صحية عامة، باعتبارها أعلى مستوى إنذار فى المنظمة. في هذا الوقت، عارضت الصين إعلان الطوارئ الصحية ذات النطاق الدولي، وهي آلية ملزمة للغاية للبلد المعني. وانقسم الخبراء. عضو في لجنة الطوارئ كشف للصحيفة ان الانقسام كان «50-50، لكنه انقسام علمي». لكن المنظمة أعلنت حالة الطوارئ حتى 30 يناير.

يشير أحد الدبلوماسيين المقيم في جنيف، إلى أن الصين «معروفة بقابليتها الهائلة للشكوك». وبسبب هذه القابلية، انتقل المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إلى بكين، حيث التقى بالرئيس شي جين بينغ بهدف تأمين تعاون بكين بأي ثمن، ولو اضطره الأمر الى مدح اجراءاتها. غير ان الصين لم تكن وحدها في رفض إعلان الطوارئ بل ساندتها بعض الدول الغربية.

في 3 فبراير، أصدرت منظمة الصحة العالمية خطة التأهب والاستجابة الاستراتيجية لمساعدة الدول الضعيفة. وفي 16 فبراير تم تنفيذ مهمة مشتركة بين الصين ومنظمة الصحة العالمية لمدة أسبوع في بكين وووهان. كانت منظمة الصحة ترغب في تنفيذ مثل هذه المهمة في يناير لكن بكين لم تكن مؤيدة لذلك. وأخيرًا، وفي 11 فبراير تمت تسمية المرض باسم كوفيد-19 وفي 11 مارس صنف كوباء عالمى.

دأب مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس ومساعدوه على عقد مؤتمرات صحافية يوميا، وثلاث مرات أسبوعيًا بدءًا من فبراير. ومذاك، تعمل منظمة الصحة العالمية على جميع الأصعدة، العلمية والإنسانية والعملانية. حالياً، ترغب المنظمة في إرسال مجموعة من الخبراء إلى الصين للتحقيق في أصل الفيروس، لكنها لا تزال تنتظر الضوء الأخضر من بكين.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل