المحتوى الرئيسى

محتاجينكم.. الدستور تحقق فى توافر أدوات حماية الفرق الطبية بـ«مستشفيات كورونا»

04/23 23:28

«التزموا أكثر بإجراءات الوقاية وعمليات التطهير والتعقيم.. إحنا محتاجينكم على طول مش فى المرحلة دى فقط.. خسارة أى حد منكم خسارة كبيرة لنا».. رسالة محبة واعتراف بالفضل وخوف أبوى وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى لجميع أفراد الأطقم الطبية التى تتعامل مع مرضى فيروس «كورونا المستجد»، خلال افتتاحه عددًا من المشروعات التنموية فى شمال سيناء، أمس الأول، تعكس بشكل كبير سياسة الدولة المصرية فى التعامل مع «جيشها الأبيض».

فالرئيس السيسى، ووراءه كل أجهزة الدولة، يعى جيدًا الدور الكبير الذى يلعبه الأطباء والممرضون وكل أفراد المنظومة الطبية فى الوقت الحالى، ودائمًا ما يستغل أى فرصة لتوجيه الشكر لهم، ويحرص على تحويل ذلك الشكر إلى واقع عملى.

لذلك، تحت إشرافه وبتوجيهاته، يخضع هؤلاء الأفراد لمجموعة من الإجراءات الاحترازية والوقائية، ويتم مدهم بكل أدواتها اللازمة لحمايتهم من العدوى، سواء البدل الوقائية أو الكمامات المتطورة أو الأحذية والقفازات الطبية، بجانب مواد التطهير والتعقيم عالية المستوى.

«الدستور» تتحدث فى السطور التالية مع عدد من الأطباء العاملين فى مستشفيات الحجر الصحى بمختلف أنحاء الجمهورية، لسؤالهم عن مدى توافر أدوات الحماية لديهم، وإذا ما كانوا يواجهون أى «نقص» فيها من عدمه، والتعرف منهم على الطرق التى يتبعونها لحماية أنفسهم.

«إسنا»: موجودة دون أى نواقص.. كلنا معرضون للإصابة.. وإذا سقط أحدنا فالجميع مستعد لاستكمال المسيرة

كشف الدكتور حسام فتحى، إخصائى مكافحة العدوى والفيروسات بمستشفى إسنا التخصصى المخصص للحجر الصحى فى الأقصر، عن توافر كل أدوات الحماية للعاملين بالمستشفى، من بدل وقائية وكمامات وقفازات طبية، إلى جانب كل أنواع المطهرات ومواد التعقيم.

وأعرب عن حزنه الشديد بعد إصابة الدكتور محمد علام، نائب مدير مستشفى «النجيلة» للحجر الصحى بمطروح، داعيًا الله أن يشفيه، مضيفًا: «أشد على يد كل الزملاء من أفراد الأطقم الطبية فى المستشفيات المختلفة، وأناشدهم الحفاظ على أنفسهم واتباع كل التعليمات الخاصة بمكافحة العدوى والفيروسات، وعدم الاستهانة بذلك حرصًا على سلامتهم وسلامة مرضاهم».

كما دعا جموع المواطنين لعدم التهاون بالفيروس، والالتزام بتعليمات وزارة الصحة والسكان من أجل تجنب الإصابة والحد من انتشار المرض على نطاق واسع.

واتفق محمد النبوى، إخصائى مكافحة العدوى والفيروسات بالمستشفى ذاته، فى أن المستشفى يحظى بتوافر كل أدوات الحماية والوقاية، مؤكدًا أنه «لم يشهد أى نقص أو أزمة فى مواد التعقيم والتطهير والوقاية طيلة الفترة الماضية».

وأضاف «النبوى»: «مستشفى إسنا التخصصى يحظى بمتابعة مستمرة من وزارة الصحة والسكان، للتأكد من توافر كل ما يلزم من أدوات وأجهزة ومطهرات، لتسهيل عمل الأطقم الطبية ورعاية المرضى».

وتعليقًا على إصابة طبيب «النجيلة»، قال إخصائى مكافحة العدوى: «كل الأطباء عرضة للإصابة بالمرض، لأنهم خط الدفاع الأول فى الحرب على الفيروس، لكنهم يؤدون واجبهم وهم مؤمنون بقضاء الله وقدره».

ودعا كل المواطنين إلى البقاء فى منازلهم والابتعاد عن أى تجمات، لحماية المجتمع من تفشى الوباء، سائلًا إياهم الدعاء للأطباء حتى يوفقهم الله فى مهمتهم.

ولم يختلف فى الرأى زميلهما فى تخصص مكافحة العدوى والفيروسات بمستشفى إسنا، الدكتور محمد حمزة، الذى قال: «كل أسلحة مواجهة وباء كورونا، من أجهزة طبية وأدوات تعقيم وتطهير، متوافرة بكثرة».

وأضاف «حمزة»: «مستشفى إسنا يعمل وفق خطة تراعى جميع الاحتمالات الواردة، تتضمن توفير مستلزمات طبية أكثر من المطلوب، لرعاية المرضى المحجوزين حاليًا، وذلك لكى يكون المستشفى جاهزًا بشكل دائم لإنقاذ المصريين».

وطالب المصريين بتطبيق إجراءات الوقاية، على رأسها «التباعد الاجتماعى»، حرصًا على كل طفل وسيدة وعجوز أو شاب فى مقتبل حياته، ولمساعدة الأطباء للقضاء على الوباء فى أسرع وقت.

بدوره، قال الدكتور عبدالرحمن خيرى، رئيس قسم الطوارئ فى مستشفى إسنا: «يتم توفير أى أجهزة طبية أو معدات تعقيم يطلبها المستشفى لتوفير العناية الطبية اللازمة لمرضى فيروس كورونا».

وأضاف «خيرى»: «بمجرد نقص الأدوات الطبية اللازمة لرعاية المرضى يجرى إمدادنا بالقدر الكافى، سواء بدل الوقاية والكمامات بجميع أنواعها ومواد التعقيم، أو الأجهزة الطبية المتقدمة».

وطالب رئيس قسم الطوارئ فى «إسنا التخصصى» المصريين بالتزام المنازل، حفاظًا على أرواحهم، وتطبيق جميع إجراءات الوقاية التى أوصت بها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والسكان، خاصة «التباعد الاجتماعى».

ورأى ضرورة زيادة التوعية بخطورة «كورونا»، مشيدًا بالمجهودات الكبيرة التى يبذلها رجال الشرطة لتأمين مستشفيات العزل.

وكشف الدكتور شريف موسى، رئيس قسم العناية المركزة فى المستشفى، عن أن أدوات التطهير والوقاية كانت قليلة فى أول يومين، ولكن خلال أسبوع تم توفير ما يقرب من ٩٥٪ من الأجهزة الطبية وأدوات التعقيم والتطهير لكل أطقم الرعاية الطبية والعاملين والمرضى، من البدل والكمامات والمطهرات.

وقال رئيس قسم العناية المركزة فى المستشفى: «كلنا فداء لمصر، وإن سقط طبيب سنكمل المسيرة وراءه حتى ننتصر على الوباء القاتل، ويملأنا إيمان بالله أن مصر قادرة على عبور تلك الأزمة، لكن لا بد من زيادة التوعية بين المواطنين».

ورأى ضرورة إلزام الأطباء بعدم الاستمرار فى العمل بمستشفيات الحجر الصحى أكثر من ١٤ يومًا، مرجعًا السبب الرئيسى فى إصابة نائب مدير مستشفى «النجيلة» إلى إصرار الأخير على البقاء فى المستشفى أكثر من هذه الفترة، ما جعله عرضة للإصابة، متمنيًا له الشفاء العاجل.

«أبوخليفة»:نحتاج لمزيد من البدل والماسكات

رأى محمد أمير أحمد، طبيب الجراحة العامة المقيم فى مستشفى «أبوخليفة» للحجر الصحى بالإسماعيلية، أن جميع المستشفيات، على رأسها المخصصة لعزل وعلاج مصابى فيروس «كورونا المستجد»، تحتاج إلى توافر المزيد من الأدوات الطبية الوقائية والبدل الوقائية وماسكات N95.

وأوضح «أمير» أن «كل طبيب فى الدنيا يكون حريصًا على عدم انتقال العدوى إليه من مرضاه، حتى لا ينقل أى أمراض إلى أهله وذويه وكل من يتعامل معهم، لذا نحتاج لهذه المواد والمستلزمات عند التعامل مع حالات كورونا». وشدد على أن كل العاملين فى مستشفى «أبوخليفة» ووزارة الصحة والسكان عامة، ورجال القوات المسلحة، يحاولون تقديم كل ما فى وسعهم من أجل تجاوز الأزمة والوصول بالبلاد إلى بر الأمان، رغم عدم توافر أدوات الحماية بالقدر الكافى. وتابع: «نعمل ٢٤ ساعة، وأحيانًا لا ننام، ورغم أننا نخشى من انتقال العدوى إلينا، فإننا نحاول بشكل دائم تهدئة المرضى وتحسين حالتهم النفسية»، لافتًا إلى أن جميع الحالات التى تثبت إيجابية إصابتها أو المشتبه فى حملها الفيروس تحظى برعاية طبية مميزة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والسكان المصرية.

«15 مايو»: نوقّع على إقرارات بارتداء أزياء الوقاية وتبديلها فى وقت معين

قال الدكتور عبدالله زقزوق، الطبيب فى مستشفى ١٥ مايو للحجر الصحى بالقاهرة، إن معظم أعضاء الفرق الطبية الذين أصيبوا بفيروس «كورونا المستجد» تلقوا العدوى من خارج مستشفيات العزل، عبر الاحتكاك المباشر بحاملين للمرض دون العلم بإصابتهم فى استقبال المستشفيات العادية أو من خلال ملامسة أسطح ناقلة للفيروس.

وعن توافر أدوات الحماية للأطباء والممرضين والعاملين فى المستشفى، قال: «جميع إجراءات الوقاية لكل أفراد الأطقم الطبية الموجودة فى المستشفى متوافرة، ويتم الإشراف على توزيعها من قبل فرق مراقبة طبية تزور المستشفيات بشكل دورى».

وأضاف الطبيب، الذى التحق بمستشفى ١٥ مايو فى ١٥ مارس الماضى واستمر فيه حتى ١٠ أبريل الجارى: «هناك إقرار يوقّع عليه أى شخص موجود داخل مستشفيات العزل، يلزمه بارتداء أزياء الوقاية كل يوم وتبديلها فى وقت معين، مع إلقائها فى المكبات المخصصة لكل قطعة على حدة».

وأوضح: «يرتدى كل شخص بدلة العزل الصفراء التى تُعقم كل يوم، إلى جانب أدوات أخرى تستخدم لمرة واحدة، مثل نظارة العين وغطاء للرأس والقفازات والحذاء البلاستيكى، لضمان عدم حمل الفيروس».

وتابع: «هذه الأدوات كافية للتعامل مع المريض وحمايته من نقل العدوى بالمخالطة، كما أن الأطباء يحرصون على الالتزام بالمسافة الآمنة خلال وجودهم مع بعضهم البعض، بالابتعاد مسافة متر واحد ما بين الطبيب والآخر عند تناول الطعام، وفى السكن ممنوع أن يجتمع اثنان فى نفس الغرفة الخاصة بالمبيت». وكشف عن أن الأطعمة المقدمة للأطباء خلال فترة العزل تزيد من مناعتهم، مع مراعاة تزويدهم بكميات مناسبة منها، كما تتمتع الأطقم الطبية بمعنويات عالية لأنهم لا يتابعون ما يحدث بالخارج، كى يؤدوا دورهم على أكمل وجه وبشجاعة كاملة.

واختتم: «لم أشعر بالخوف إلا عند عودتى لبلدتى فى كفرالشيخ، ورؤيتى عددًا كبيرًا من المواطنين لا يراعون إجراءات السلامة والأمان»، مطالبًا الجميع بالالتزام الكامل بالتعليمات والإجراءات الاحترازية، ومنع الاختلاط نهائيًا حفاظًا على صحتهم.

«العجمى»:مجهزون بكل المستلزمات.. وأطباء العناية الأكثر عرضة للخطر

أكد هيثم صابر مليجى، استشارى العناية المركزة بمستشفى الحجر الصحى فى العجمى بالإسكندرية، توافر كل أدوات الحماية فى المستشفى وغيره من مستشفيات العزل المجهزة بهذه الأدوات أكثر من غيرها.

وأوضح «مليجى» أن المستشفى تتوافر به البدل الوقائية التى تشبه «المشمع»، والحذاء ذو الرقبة الطويلة «الكوزلوك»، وكلاهما مصنوعان من مادة معينة تتخلص من أى إفرازات حاملة للعدوى فورًا، إلى جانب الكمامات الطبية من نوع «N95»، التى توفر للأطقم الطبية نسبة حماية من انتقال العدوى تبلغ ٩٥٪، لأنها تقلل فرصة اختراق الفيروس لمرتديها، فضلًا عن النظارات والقفازات، وحامى الوجه المصنوع من البلاستيك.

وكشف عن أن وزارة الصحة والسكان تستجيب بشكل سريع وترسل أى مستلزمات أو أدوات وقاية مطلوبة، لافتًا إلى تسليم ٤٠٠ بدلة وقائية مؤخرًا، مضيفًا: «لا توجد مخاطر فى مستشفيات العزل، بينما توجد أزمة وقاية فى الخارج». وذكر أن أطباء العناية المركزة هم أكثر فئة معرضة للإصابة بالعدوى، لأنهم يتعاملون بشكل مباشر مع المريض فى المراحل الحرجة، التى تتطلب تركيب أنبوب حنجرى، ما يستلزم أن يكون الطبيب قريبًا للغاية من المريض. واختتم: «الأطباء والممرضون والعاملون فى مستشفى العجمى ملتزمون بالتعليمات والاحتياطات الواجبة فى التعامل مع المصابين بفيروس كورونا»، مناشدًا المواطنين البقاء فى المنازل من أجل تقليل انتشار الفيروس.

«الغردقة العام»:«الصحة» لا تتأخر فى أى «طلبية»

قال الدكتور أحمد التهامى، طبيب متخصص فى العناية المركزة وجراحات القلب بمستشفى الغردقة العام فى البحر الأحمر، إن المستشفى تتوافر به المستلزمات الطبية والوقائية اللازمة، وأهمها بِدل العزل والأحذية الطويلة «الكوزلوك» والكمامات والقفازات وحامى الوجه، بالإضافة إلى أدوات التطهير مثل الكحول والكلور.

وأضاف «التهامى»: «لا نعانى من أى نقص، وأى طلبية مستلزمات وقاية نحتاجها توفرها لنا وزارة الصحة والسكان فورًا دون أى تأخير»، مشيرًا إلى أن «الغردقة العام» لم يتحول إلى مستشفى عزل بشكل كامل، إنما خُصص جزء منه لمرضى «كورونا» الذين تستدعى حالاتهم الدخول إلى العناية المركزة وتوفير جهاز تنفس صناعى لهم.

وطالب بتدريب الكوادر الطبية الجديدة على كيفية التعامل السليم مع الحالات المصابة، معتبرًا أن هذا يتطلب مجهودات مضاعفة من أقسام مكافحة العدوى، لأنه «من غير المعقول أن يُكلف طبيب غير متخصص بالتعامل مع حالات الحميات».

ونصح المواطنين باتخاذ مزيد من الإجراءات الاحترازية، خاصة فى حالة الاختلاط بأى أشخاص تظهر عليهم أعراض تنفسية، مضيفًا بغضب شديد: «هناك فتاتان أكدت التحاليل إيجابية إصابتهما، لأفاجأ بعدها بعدد كبير من أقاربهما يقبلونهما ويصافحونهما عند دخولهما مستشفى العزل».

«حجر المطار»:الأمان بنسبة 100% مستحيل.. الإجراءات الاحترازية «مهمة».. وجاهزون لتقديم أى تضحيات

ذكر الدكتور مصطفى دردير، طبيب الأسنان المتطوع للعمل فى الحجر الطبى بمطار القاهرة الدولى، أن جميع الأدوات الطبية اللازمة لحماية الأطباء من الإصابة بفيروس «كورونا المستجد» متوافرة بكثرة فى جميع المستشفيات.

وكشف «دردير»، الذى بدأ العمل فى الحجر الصحى منتصف مارس الماضى ومستمر فى أداء مهمته التطوعية النبيلة حتى الآن، عن وجود «مراقبين» يوجهون الأطباء بشكل مستمر، ويوضحون لهم الطرق الواجب اتباعها لوقاية أنفسهم من الإصابة بالفيروس.

وأضاف: «الأطباء يحصلون على عدد ساعات راحة كافية لحمايتهم من الإصابة، وحتى لا ينقل أى شخص يصاب من بينهم العدوى لزملائه»، مشيرًا إلى أن «إصابة بعض الأطباء بالفيروس لا تقلل من حماس بقية أفراد الجيش الأبيض وإيمانهم بقدرة مصر على عبور الأزمة».

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل