المحتوى الرئيسى

هل سينقرض الزواج؟!

04/23 20:25

نشر موقع aeon مقالا للكاتب Manvir Singh، جاء فيه ما يلى:

فى سن السابعة عشرة، فكر «جون همفرى نويس» كثيرًا فى النساء. وكتب فى مذكراته: «إنى أؤمن أنه أهون علىّ مواجهة بطارية مدفع من الوجود فى غرفة مليئة بالسيدات اللاتى لا أعرفهن».

ولد نويس فى عام 1811. كان والده عضوًا فى الكونجرس عن ولاية فيرمونت. وغرست والدته فيه تقديسًا دينيًا، على أمل أن يصبح «خادمًا للإنجيل الأبدى». فى عام 1831، بدا من المحتمل أن تتحقق رغبتها. حيث أعلن نويس، 20 عامًا، أنه سيكرس نفسه لخدمة الله، ودخل مدرسة فى أندوفر، ماساتشوستس. غادر أندوفر إلى جامعة ييل وبدأ ضجة عندما بدأ التبشير بالكمالية، الفكرة الهرطقية بأن الحياة الدينية يجب أن تكون خالية من الخطيئة. وأصبح نويس مشهورًا محليًا وجذب حشودًا صغيرة من المؤيدين والمعارضين.

فى هذا الوقت التقى نويس، وكان قد بلغ 22 من عمره، أبيجيل ميروين، كانت فى الثلاثين من العمر. من الصعب العثور على تفاصيل حول ميروين، بخلاف أنها كانت ذكية وجميلة ومتواضعة ولها عيون رمادية داكنة.

أحب نويس ميروين، وفى اعترافه بالتجربة الدينية (1849)، اعترف بأنه «كانت بلا شك الشخص الذى كنت مرتبطًا به أكثر من أى شخص آخر على وجه الأرض». لقد انجذب إلى جمالها وتواضعها وجرأتها.

أخبر والد ميروين نويز بالابتعاد. ولكن عندما أعلنت ميروين خطوبتها لرجل يدعى ميريت بلات، أرسل لها نويس رسالة. قال: «أحببتك لأننى لم أحب شخصًا آخر أبدًا»، كان مقتنعا أنهما انضما إلى الزواج الإلهى: «سيخبركِ الله أنه انضم إلينا فى زواج خالد، وأن ما جمعه الله لن يفرقه إنسان».

انتقلت ميروين وزوجها الجديد إلى إيثاكا. وتبعهم نويس. فى ذلك الوقت بدأ نويس فى تطوير مذهبه عن الحب الحر، والذى يبرر، علاقته مع ميروين. لقد أوضح الأفكار فى رسالة إلى صديقه ديفيد هاريسون. كانت فقرتها الأخيرة الأكثر إثارة للجدل:

«عندما تتم إرادة الله على الأرض، كما هى فى السماء، لن يكون هناك زواج. أدعو امرأة معينة زوجتى ــ فتكون كالمسيح. إنها عروس فى يد شخص غريب، ووفقا لوعدى لها، أبتهج.. والله أعلم بالنهاية».

اليوم، اشتهر نويس بتأسيس مجتمع أونيدا، وهو مدينة فاضلة دينية قضت، من بين طموحات أخرى، على الزواج التقليدى. حيث يمكن لأى رجل أن يطلب من أى امرأة ممارسة الجنس؛ ويمكن لكل امرأة بدورها رفض أى رجل. وتكون كل من المِلكية ورعاية الأطفال مشتركة. إلا أن نويس فشل فى تدمير الزواج فهو مؤسسة مرنة. ويبدو أن هناك شيئًا بشريًا للغاية يلهمنا فى خلق الزواج والمشاركة فيه.

فى جميع أنحاء العالم، تنخفض معدلات الزواج. يولد الأطفال خارج إطار الزواج بتواتر غير مسبوق. بمراجعة هذه الاتجاهات، حذر أحد المعلقين من أن «نهاية العالم للزواج قد تكون قادمة». وإن كان الأمر كذلك فلماذا؟ ما الذى يقتل أقدم مؤسسة فى العالم؟

فى عام 2002، نقلت صحيفة ديلى ميل عن دنكان وايت من ريلايت ــ أكبر منظمة استشارية فى المملكة المتحدة ــ إعلانها أن الزواج «سينقرض خلال 30 عامًا». ففى العام الماضى، أفاد مكتب المملكة المتحدة للإحصاءات الوطنية أن الزيجات الجنسية «لا تزال فى أدنى مستوياتها التاريخية». ولأول مرة فى تاريخ الولايات المتحدة، غالبية الشباب غير متزوجين. كما انفجر معدل الأطفال المولودين خارج إطار الزواج فى العالم المتقدم، حيث تجاوز 50 فى المائة فى الدول الإسكندنافية وغيرها. وكما قال المؤرخ ستيفانى كونتز، نحن «فى منتصف تحول تاريخى عالمى للزواج والحياة الأسرية». إلا أن عالم الأنثروبولوجيا جورج موردوك خلص فى أطروحته للبنية الاجتماعية (1949)، «لم ينجح أى مجتمع فى إيجاد بديل مناسب للعائلة النووية».

إن الرابطة الزوجية وحدها لا تصنف على أنها زواج. فلابد من وجود رابطة مؤسسية أيضًا بمعنى أن يكون هناك لفيف من المسئوليات، مع قواعد معترف بها اجتماعيًا مثل «لا يمكن لأى من الشريكين ممارسة الجنس خارج العلاقة».

هل ينهار الزواج لأن النساء القويات أقل حاجة للروابط الزوجية؟

للوهلة الأولى، يبدو أن الإجابة هى نعم. فبالنظر إلى الإحصائيات المذهلة فى أيسلندا ــ أكثر من 70 فى المائة من الولادات فى عام 2018 كانت خارج نطاق الزواج. فالمجتمع العلمانى قد جعل الزواج أمرًا عفا عليه الزمن مع ظهور ثقافة فريدة للأمومة المستقلة Single Mother.

وتم الإشارة إلى أن «الآباء الأيسلنديين يحصلون على مزايا اجتماعية واسعة النطاق، بما فى ذلك تسعة أشهر من الإجازة المدفوعة ليتم تقاسمها بين الآباء والمدارس التمهيدية بأسعار معقولة، والنساء الغربيات لديهن عائلات وأصدقاء ومساعدات حكومية».

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل