طوابير بيع الخبز لا تعرف التباعد الاجتماعي

طوابير بيع الخبز لا تعرف التباعد الاجتماعي

منذ 4 سنوات

طوابير بيع الخبز لا تعرف التباعد الاجتماعي

فرحات: أذهب للكشف فى الخامسة صباحا لحجز مكان ومتخوف من إصابتى بالفيروس.. وإبراهيم: المواطنون متلاصقون وعلى الدول صرف الخبز لمدة أسبوع كامل مرة واحد لتفادى الزحام\nسيدة قرنى: الخبز صداع الأسر المصرية وأقع فى مشاكل دائمة مع زوجى وأولادى بسببه.. وخبير مناعة: التطهير وقاية للعائدين من التجمعات\nالتموين: مد صرف بدل نقاط الخبز لنهاية إبريل وتقسيم حصص البدالين تخفيفا للزحام\nأمام أكشاك الخبز، يضرب المواطنون عرض الحائط بكل الإرشادات والمحاذير التى دعت اليها الحكومة، للحد من مخاطر فيروس كورونا، فمع شروق الشمس وفض الحظر يتسابق الأهالى للحصول على حصصهم من الخبز.\nجولة سريعة على المخابز ومنافذ توزيع الخبز تكشف عن حجم الأزمة التى لا يلتفت كثيرون لخطورتها، ففى حى الوايلى وقف مواطنون فى طابور طويل أمام كشك الخبز، دون اتخاذ أى إجراء احترازى، فالحديث عن التباعد لم يصل إلى تلك المنطقة بعد.\nوبصرخات عالية طالبت موظفة البيع إبعاد المواطنين عنها وترك مسافة بين كل مواطن ورغم كثرة التنبيهات، إلا أن الاستعجال على الحصول على الخبز كان أقوى، والكارثة أن كثيرا من هؤلاء لا يرتدون كمامة أو جوانتى وتركوا الأمر بلا أى احتياطات ضد الفيروس.\nهذا ما قاله محمود فرحات، موظف، الذى يذهب فى الخامسة صباحا إلى الكشك لحجز مكان فى طابور الخبز، وبعد ساعتين من الانتظار تقريبا، يتجه إلى منزله مسرعا لتغيير ملابسه للذهاب إلى العمل، وسط تخوف شديد من انتقال الفيروس بين المصطفين.\nأما مسعود إبراهيم، أوضح أنه رغم التنبيهات بترك مسافة بين المواطنين فى الطابور، إلا أن المواطنين لا يزالون متلاصقين للحصول على الخبز.\nوأكد أنه طلب من عاملة الكشك إعطائه حصة يومين سابقين عن موعدهما تفاديا للزحام، إلا أنها رفضت بشدة وقالت إنه لا يوجد خبز أكثر من المطلوب، مطالبا بصرف الخبز للمواطنين لمدة أسبوع كامل مرة واحدة للتخفيف من حدة الزحام طوال الأسبوع.\nوتقول سيدة قرنى، أن بسبب شراء الخبز تحدث أزمة يومية فى أسرتها، وهذا الأمر بات صداعا يوميا فى رؤوس جميع الأسر المصرية، «نحن مجبرون على الانتظار لساعات لشرائه، لذا نتمنى من وزارة التموين إيجاد حل للمشكلة، منعا لانتشار الفيروس بين المواطنين».\nوقف عبدالمنعم محمود غاضبا أمام بائعة الخبز عندما اكتشفت أن بطاقته من محافظة القليوبية وليس الجيزة وليس له أحقية فى صرف الخبز من محافظة أخرى، على الرغم من إقامته فى منطقة أكتوبر، مطالبا بفتح المجال لأصحاب بطاقات التموين للصرف من أى منفذ تسهيلا للإجراءات، ومراعاة للمغتربين فى المحافظات، ما من شأنه خدمة أعداد كبيرة من المواطنين.\nالزحام يكون أكثر على مخابز الأفران السياحية ويزداد قبل ساعات الحظر، بحسب ما يكشف خالد السوهاجى صاحب مخبز بالحى الحادى عشر بأكتوبر، الذى يقول: «نعمل طوال الليل حيث يقيم العمال داخل المخبز، ويجهزون الخبر داخل الأكياس استعداد لبيعه سريعا، ومواجهة التكدس.\nواستدرك: «لكن لضيق المكان يضطر الناس الوقوف طابور طويل، والبعض يطلب كميات كبيرة لوضعها فى الثلاجات عند الحاجة، ما يتطلب إنتاج كمية أكثر من المعتاد لتلبية فالبعض بات يشترى بـ 20 إلى 40 جنيها فى المرة الواحدةة».\nويقول مبروك عبدالعظيم، عامل محارة، إنه يشترى الخبز له ومجموعة زملائه بالسكن بكميات كبيرة، حيث يقطن معه 10 أفراد، ونظرا لإجراءات الحظر يضطرون لشراء خبز بأكثر من اللازم تخوفا من عدم توافره، ويتابع: «فى بعض الأحيان يقف اثنان منا فى طابور واحد، حال تحديد المخابز الشراء بـ10 جنيهات فقط».\nويؤكد الدكتور محمد بدران أستاذ المناعة بجامعة عين شمس أن الزحام والتقارب بين المواطنين يزيد من احتمالية الإصابة بفيرس كورونا، فى الوقت الذى بدأت الحكومة منذ اللحظة الأولى لظهورالوباء فى اتخاذ إجراءات احترازية قوية.\nوواصل: «لابد من التباعد بين الأشخاص فى الطوابير خاصة فى هذه الأيام، لأن الفيروس ينتقل بسرعة من إنسان إلى آخر بمجرد التلامس أو العطس، ويمكن لشخص مصاب نشر المرض لعدد كبير من المواطنين خلال وقوفهم فى طابور الخبز».\nوطالب بدران العائدين من أماكن تجمعات إلى التأكد من غسل أيديهم وملابسهم جيدا وتطهيرها فى المنزل، مع تعقيم الأكياس التى أحضروها من الخارج بكلور مخلوط بالماء، وترك الحذاء خارج الباب حتى لا ينتقل إليهم الفيروس، داعيا إلى الأكثار من الأطعمة والمشروبات الغنية بـ«فيتامين سى» بصفة مستمرة، حتى يرفع من مناعة أجسامهم.\nوأكد مصدر مسئول بوزارة التموين أن الوزارة اتخاذ قرارات من شأنها تقليل الزحام أمام المنافذ التموينية المختلفة سواء لصرف الدعم السلعى أو الخبز، مثل مد صرف بدل نقاط الخبز لنهاية شهر أبريل الحالى بدلا من يوم 20 من الشهر نفسه، وتقسيم بدالى التموين خلال حصولهم على حصصهم من السلع من شركات الجملة التابعة للوزارة.\nوأضاف المصدر، لـ«الشروق»، أن قرار إتاحة تقديم طلبات استخراج بطاقات التموين البدل تالف والفاقد من خلال الموقع الالكترونى «دعم مصر»، ساهم أيضا فى منع تزاحم المواطنين أمام المكاتب التموينية، مطالبا المواطنين بضرورة عدم التزاحم أمام منافذ صرف السلع والخبز المدعم، خاصة وأن الاحتياطى الاستراتيجى من السلع والقمح لدى الوزارة يكفى احتياجات المواطنين لعدة أشهر قادمة.

الخبر من المصدر