المحتوى الرئيسى

حماية قلب الدفاع.. كيف نحمى الأطقم الطبية فى المستشفيات من عدوى «كورونا»؟

04/06 21:43

هم خط الدفاع الأول والحصن الأخير فى مواجهة وباء «كورونا»، لذا كان من الطبيعى أن نطلق عليهم «جيش مصر الأبيض».

إنهم الأطباء والممرضون العاملون فى المستشفيات، الذين يؤدون دورًا عظيمًا فى ظل الأزمة التى يعانى منها العالم أجمع فى الوقت الحالى، فبينما يفرض الغالبية على أنفسهم «عزلًا»، أو قل لو شئت «هروبًا» من الفيروس، يقفون هم فى غرف الكشف والعناية يعطون الأمل قبل العلاج لمن أصابه الوباء القاتل.

فى السطور التالية، تتحدث «الدستور» مع عدد من الأطباء فى التخصصات المختلفة، وخبراء الطب الوقائى، للوصول إلى إجابة السؤال الذى يشغل الجميع حاليًا: كيف يمكن حماية الأطقم الطبية فى المستشفيات من عدوى «كورونا» خاصة مع ظهور عدد من حالات الإصابة بالفيروس فى المعهد القومى للأورام ومستشفى الدمرداش، وغيرهما من المراكز الطبية؟

ارتداء بدلة الوقاية أو الكمامة والقفازين والنظارة الوقائية.. والحفاظ على «المسافة الآمنة»

قال الدكتور مصطفى نبيل الدبركى، استشارى الأمراض الصدرية، إن الأطباء هم أبطال مواجهة «كورونا»، ما يستدعى اتباعهم كل إرشادات الوقاية التى أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية، محذرًا من وجود «حالة استهتار وتهاون» لدى عدد من الأطباء تدفعهم لعدم اتباع هذه الإرشادات، ما يؤدى لانتشار الإصابة بين الطواقم الطبية، بسبب تعاملهم المباشر مع المصابين.

وأضاف أنه ينبغى أولًا توجيه المريض بارتداء المستلزمات الطبية اللازمة لمنع نقل العدوى وعلى رأسها الكمامة، وذلك لأن مريضًا واحدًا يمكن أن يتسبب فى إصابة طاقم طبى بالكامل، بجانب ارتداء الطبيب نفسه «بدلة الوقاية» خلال توقيع الكشف على المرضى، وفى حال عدم توافرها يجب ارتداء الكمامة والقفازين الطبيين والنظارة الوقائية.

وأوضح أن الفيروس يخترق الجسد من خلال العين والأنف والفم، أو ما يطلق عليها «الأغشية المخاطية»، لذلك يجب التأكد من حماية هذه الأغشية وعدم لمسها لأى سبب خلال فترة العمل، فضلًا عن توجيه المريض المصاب بالفيروس بكتم السعال، وعدم لمس أى شىء من محتويات غرفة الكشف.

وحذر الأطباء من توقيع الكشف على حالات الاشتباه التى لا ترتدى الكمامات والقفازات الطبية، لأن رذاذها الخارج من جهازها التنفسى يتسبب فى انتقال العدوى للطبيب المعالج حال كانت الحالة إيجابية، مشيرًا إلى أن رذاذ المريض ونفسه هما سببان واضحان لنقل العدوى للطاقم الطبى.

واختتم: «ينبغى الالتزام بالمسافة الآمنة، التى تقدر الآن بـ٥ أمتار، وفقًا لآخر ما نشرته منظمة الصحة العالمية، لأن الفيروس يمكنه العيش فى الهواء خلال هذه المسافة».

عبدالهادى مصباح: فحصهم باستمرار.. وعزل حالات الاشتباه

دعا الدكتور عبدالهادى مصباح، أستاذ المناعة والمايكروبيولجى زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، الأطباء للتعامل مع أى شخص يخضع للكشف الطبى على أنه «مريض فيروس كورونا»، وذلك باتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية عند التعامل معه.

وأوضح أن هذه الإجراءات تتضمن تعقيم اليدين، وتغيير السماعة التى تلامس جسد المريض، أو تعقيمها بشكل مستمر بين كل مريض وآخر، وكذلك تغيير الترمومتر بشكل مستمر، فضلًا عن ضرورة «التباعد الاجتماعى» بين الأطباء، وتجنب تناول الطعام فى تجمعات، مع ارتداء مستلزمات الوقاية ومن بينها النظارات، لحمايتهم أثناء تعاملهم مع المرضى.

وتابع: «ينبغى على الدولة إجراء فحص للأطباء والممرضين باستمرار، قبل ظهور أعراض المرض، ووضع أى طبيب مشتبه فى إصابته فى مكان بعيد تمامًا لحماية باقى الأطباء».

مجدى بدران: حماية الأنف والفم والعين من الرذاذ

حذر الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، من أن العالم بأسره يعيش كارثة حقيقية لا تستوعبها الطاقة العددية للفرق الطبية، الأمر الذى يتطلب من كل طبيب الحفاظ على حياته من خلال اتباع كل طرق الوقاية الممكنة.

وقال «بدران»: «لا بد من حماية الأنف والفم والعين من رذاذ وسعال المرضى، والحفاظ على غسيل اليدين بالماء والصابون، وعدم الاكتفاء بالمطهرات التى قد لا تقتل الفيروس، وذلك بعد الكشف على كل حالة اشتباه»، موضحًا أن الأبحاث الأخيرة أثبتت أن الفيروس مغلف بطبقة دهنية لا تدمرها إلا المواد التى يحتويها الصابون.

ونصح بارتداء بدلات الوقاية الكاملة التى تبدأ بغطاء الرأس وتنتهى بواقى القدمين بما يقلل من فرص إصابة الفرق الطبية بالعدوى، وقال: «لازم الطبيب والممرض والمساعد يكونوا لابسين نفس اللبس، ويعقموه بعد انتهاء الكشف على كل مريض أو مشتبه فى إصابته». وطالب الأطباء بالتخلى عن العادات الخاطئة فى التعامل مع المرضى، فلا يوجد مبرر لقيام الطبيب بنزع الكمامة الطبية بعد توقيع الكشف الجسدى على المريض، بداعى الحاجة إلى الحديث معه، مضيفًا: «الجو بيكون مليان فيروسات، والفيروس بيكون لسه موجود فى الجو ومسقطش على الأرض».

ودعا فريق التمريض إلى تعقيم الأسطح والأدوات داخل غرفة الكشف، برش الكلور المخفف عليها، وتركه لمدة ١٠ دقائق، تفاديًا لانتقال العدوى.

هيثم صلاح الدين:تطبيق «الأوقات الخمسة لغسل اليدين»

كشف الدكتور هيثم صلاح الدين، مدرس أمراض الحساسية والجهاز المناعى بكلية الطب جامعة عين شمس، عن وجود ٣ أقسام لحماية الأطقم الطبية، أولها يطلق عليه «الاحتياطات القياسية»، ويعد حجر الأساس فى توفير الأمان لهم من خطر الإصابة.

وأوضح «صلاح الدين» أن «الاحتياطات القياسية» تشمل: نظافة اليدين، واستخدام المعدات الخاصة بالوقاية بشكل شخصى، دون مشاركة أى من أعضاء الفريق الطبى، وتجنب ملامسة دم المريض وسوائل جسده وإفرازاته، التى تحوى بين طياتها وحدات هائلة العدد من «كوفيد-١٩»، وكذلك «براز المريض الذى يمثل خطرًا على الطبيب أكثر من الرذاذ». وأضاف: «الوقاية من فيروس كورونا تتطلب من الطبيب إخفاء كل قطعة من جسده خلف بدلة الوقاية حتى لا يعلق بها الفيروس وينتقل إلى الجهاز التنفسى، بعد أن يلمس المنطقة المصابة بيده ويحك أنفه أو وجهه بشكل عام». وعن القسم الثانى لاحتياطات حماية الفرق الطبية، قال إنها تختص بالتعامل مع نفايات المريض وأدواته وغطاء سريره، باعتبارها من أخطر الوسائل التى قد تكون مليئة بالملايين من وحدات الفيروس، لذا ينبغى على فرق التمريض تعقيم كل شىء يستخدمه المريض قبل لمسه.

ويشمل القسم الثالث، وفقًا لـ«صلاح الدين»: غسيل الأيدى بالطريقة الصحيحة بواسطة الصابون والكحول، قبل لمس الأدوات الشخصية الخاصة، منوهًا بوجود نهج يعلمه الأطباء جيدًا فى التعامل مع المرضى بشكل عام، ومرضى الأمراض الوبائية خاصة، يسمى «الأوقات الخمسة لنظافة اليدين»، الذى يلزم الفرق الطبية بغسيل أيديهم قبل لمس المرضى، وقبل إجراءات التطهير، وبعد لمس المريض، وقبل خلع الأدوات الوقائية، وبعدها.

غادة على: التعامل مع جميع المرضى باعتبارهم مصابين

دعت الدكتورة غادة على، مدير إدارة مكافحة العدوى بهيئة التأمين الصحى، الأطباء إلى التعامل مع جميع المرضى على أنهم مصابون، فى إشارة إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية فى كل الأوقات وبشكل مستمر.

وقالت: «ينبغى التعامل مع كل مريض على أنه مصاب بكورونا حتى يثبت العكس، فالخطأ الكبير الذى وقع فيه العديد من المستشفيات هو التعامل مع المريض بشكل عادى، ثم يُفاجأ الجميع بأنه حامل الفيروس بعد ظهور نتيجة التحليل الذى خضع له، بعدما يكون نقل العدوى لأكثر من طبيب وممرض».

سمير الرفاعى:اتباع التعليمات.. والتزام المواطنين بتقليل الضغط على المنظومة

قال الدكتور سمير الرفاعى، أستاذ الطب الوقائى، إن وزارة الصحة وضعت مجموعة من الإجراءات الاحترازية للحفاظ على صحة وأرواح الأطباء، قبل أيام، ضمن بروتوكول خاص عن كيفية تعامل الأطباء مع المرضى، وحماية أنفسهم من الإصابة بالفيروس خاصة بعد نقل العدوى لأكثر من طبيب وممرض.

وأوضح «الرفاعى» أن هذا البروتوكول عبارة عن كتيب مدعم بالصور، ليتم استخدامه بشكل سليم، بجانب عدد من الرسومات لوصف الأدوات التى يستخدمها الأطباء والممرضون، تحت عنوان «معدات الحماية الشخصية».

وأضاف: «يجب على كل طبيب أن يحصل على هذا الكتيب بما يتضمنه من صور ورسومات، ليكون معه باستمرار، ويرشده فى حماية نفسه من الإصابة بالعدوى»، متابعًا: «على جميع الأطباء الالتزام بكل وسائل الوقاية الشخصية، والتأكد من استخدامها باستمرار، فهم الآن جيش مصر الأبيض وأرواحهم غالية علينا ويجب أن نحافظ عليها».

وطالب المصريين بتقليل الضغط على المنظومة الصحية، وذلك بتجنب أسباب الإصابة بالفيروس، عن طريق تقليل التجمعات والابتعاد عنها بقدر الإمكان، واتباع جميع الإجراءات الاحترازية.

وتابع: «الشخص المريض الذى يذهب للمستشفى ينبغى أن يكون برفقته مرافق واحد فقط، حتى لا يختلط به عدد كبير يصبحون حاملين العدوى، ويكونون أخطر على الأطباء والجميع».

مجدى رياض:تقوية الجهاز المناعى بالطعام والنوم

ذكر الدكتور مجدى وليم رياض، رئيس قسم العمليات بمستشفى بنها التعليمى استشارى أمراض الجهاز المناعى، أن «كورونا» يمكنه التعلق فى الهواء لمدة دقائق محددة، وهو ما يجعل انتشاره سريعًا جدًا.

وقال: «يتوجب على الأطباء حماية أنفسهم من خلال تقوية جهازهم المناعى، عن طريق الحفاظ على تناول وجبات تحوى العناصر الأساسية التى يحتاجها الجسم، وتنظيم مواعيد نومهم، بالإضافة إلى الحفاظ على حالة نفسية جيدة بالنسبة لهم».

وأضاف: «ينبغى كذلك الالتزام بكل التعليمات الصادرة عن وزارة الصحة والسكان ومنظمة الصحة العالمية، من حيث الحفاظ الدائم على نظافة اليدين، وتعقيمهما قبل وبعد الكشف على المرضى، واستخدام الأقنعة الواقية التى توفر لهم جزءًا من الحماية».

أسماء جابر: أخذ التطعيمات.. والحرص على التهوية الجيدة

رأت الدكتورة أسماء محمد جابر، مدير إدارة الوبائيات والترصد بمحافظة السويس، أن أول إجراءات حماية الأطباء يتمثل فى التزامهم بارتداء مستلزمات الوقاية.

وقالت: «طوال الوقت ومسئولو إدارات مكافحة عدوى ينصحون الأطباء بأخذ التطعيمات وارتداء مستلزمات الوقاية، وأعتقد أن الوقت جاء للالتزام بارتداء هذه المستلزمات بشكل صحيح، والحصول على التطعيمات التى تقوى المناعة».

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل