المحتوى الرئيسى

إغلاق المدارس بسبب وباء كورونا يضرّ الفتيات - Al-Fanar Media

04/06 21:01

بينما ستواصل الكثير من الفتيات تعليمهن بمجرد إعادة افتتاح أبواب المدارس، لن يعود البعض الآخر إلى المدرسة أبدًا. (الصورة: فليكر)

ملاحظة المحرر: نشر المقال في الأصل على الصفحات الإخبارية لمنظمة اليونسكو، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة.

تقدر منظمة اليونسكو أن أكثر من 89 بالمئة من إجمالي عدد الطلاب الملتحقين بالتعليم على مستوى العالم خارج المدرسة حاليًا بسبب الأوامر القاضية بإغلاق المدارس لوقف انتشار وباء فيروس كورونا الجديد. ويعني هذا 1.54 مليار طفل وشاب ملتحقين بالمدارس أو الجامعات، بما في ذلك حوالي 743 مليون فتاة.

تعيش أكثر من 111 مليون من هذه الفتيات في أقل البلدان نموًا في العالم حيث يعاني التعليم بالفعل من صعوبات. ويعني ذلك سياقات الفقر المدقع والضعف الاقتصادي والأزمات حيث تكون الفوارق بين الجنسين في التعليم أعلى. في مالي والنيجر وجنوب السودان – الدول الثلاث التي تشهد بعضًا من أدنى معدلات التحاق الفتيات وإتمَامهن للدراسة – أدى الإغلاق إلى إجبار أكثر من أربعة ملايين فتاة على ترك المدرسة.

بالنسبة للفتيات اللاتي يعشن في مخيمات اللاجئين أو النازحين داخليًا، سيكون إغلاق المدارس أكثر تدميرًا لأنهن في وضع غير مواتٍ. إذ من المرجح أن يكون معدل إلتحاق الفتيات اللاجئات في المرحلة الثانوية نصف معدل التحاق زملائهِن الذكور فقط.

بدأنا للتو في فهم الآثار الاقتصادية لفيروس كورونا ووباء كوفيد-19، المرض الناجم عنه، ومن المتوقع أن تكون هذه الآثار واسعة الانتشار ومدمرة، ولاسيما بالنسبة للنساء والفتيات. في جنوب العالم، حيث توجد تدابير محدودة للحماية الاجتماعية، سيكون للمصاعب الاقتصادية التي تسببها الأزمة آثار غير مباشرة حيث ستعيد الأسر النظر في التكاليف المالية وفرص تعليم بناتهم. (اقرأ التقرير ذو الصلة: الزواج المبكر للفتيات يعود إلى الواجهة من جديد).

“تُركت المدارس فارغة كعش مهجور. أنا حزينة جدا. يمكن أن يساعد التواجد في المدرسة على حماية الفتيات من الحمل والزواج. العديد من صديقاتي حوامل الآن وأدركت أن بعضهنّ اضطررن إلى الزواج المبكر.”

كريستيانا   17 عامًا، من سيراليون (في حديثها عن أزمة الإيبولا لعام 2014)

بينما ستواصل الكثير من الفتيات تعليمهن بمجرد إعادة افتتاح أبواب المدارس، لن يعود البعض الآخر إلى المدرسة أبدًا. يجب أن تمنح الاستجابات التعليمية الأولوية لاحتياجات المراهقات المعرضات لخطر تهديد نتائج 20 عاما من المكاسب التي تحققت في مجال تعليم الفتيات.

وبينما يبدو حجم أزمة كوفيد-19 غير مسبوق، إلا أن في الإمكان النظر إلى الدروس المستفادة من وباء الإيبولا في أفريقيا. ففي ذروة الوباء، تأثر خمسة ملايين طفل من جراء إغلاق المدارس في جميع أنحاء غينيا وليبيريا وسيراليون، وهي البلدان الأكثر تضرراً من تفشي المرض. وارتفعت مستويات الفقر بشكل ملحوظ مع توقف التعليم.

في كثير من الحالات، كان التسرب من المدارس ناجمًا عن زيادة في المسؤوليات المنزلية والرعاية والتحول نحو توليد الدخل. وهذا يعني أن تعلم الفتيات في المنزل كان محدودًا، كما هو موضح في تحليل لمنظمة Plan International. في القرى التي تمتلك “أندية للفتيات” وجهود توعية لتعزيز تعليم الفتيات، قل عدد الفتيات اللاتي عانين من آثار سلبية وكانت الفتيات أكثر عرضة لمواصلة تعليمهن.

وجدت العديد من الدراسات أن إغلاق المدارس زاد من تعرض الفتيات للاعتداء الجسدي والجنسي، من قبل أقرانهن والرجال الأكبر سنّا، حيث كانت الفتيات في كثير من الأحيان وحدهن في المنزل وغير خاضعات للرقابة. كما تم الإبلاغ عن ممارسة الجنس مقابل المال على نطاق واسع حيث كافحت الفتيات المستضعفات وعائلاتهن لتغطية الاحتياجات الأساسية. مع وفاة معيلي الأسرة بسبب الإيبولا وتدمير سبل عيش العائلات، اختارت العديد من العائلات تزويج بناتهن، على أملٍ زائف في أن يوفر ذلك الحماية لهن. (اقرأ التقرير ذو الصلة: هرباً من الفقر يتزوجن دون 18).

وجدت العديد من الدراسات أن إغلاق المدارس زاد من تعرض الفتيات للاعتداء الجسدي والجنسي، من قبل أقرانهن والرجال الأكبر سنّا، حيث كانت الفتيات في كثير من الأحيان وحدهن في المنزل وغير خاضعات للرقابة.

في سيراليون، زاد حمل المراهقات بنسبة تصل إلى 65 في المئة في بعض المجتمعات المحلية خلال أزمة الإيبولا. في إحدى الدراسات، أفادت معظم الفتيات أن هذه الزيادة كانت نتيجة مباشرة لتواجُدهن خارج بيئة الحماية التي توفرها المدارس. لم تعد الكثير من هؤلاء الفتيات إلى الفصول الدراسية أبدًا، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى سياسة ألغيت مؤخرًا كانت تقضي بمنع الفتيات الحوامل من الذهاب إلى المدرسة.

بالنسبة للفتيات مثل كريستيانا، اللواتي عايشن تلك الأزمة أو يُعايشن  الأزمة الآن، يعتبر التعليم شريان الحياة، الذي يوفر الحماية من العنف والاستغلال ويُزودهن بالمهارات والأمل في مستقبل أكثر إشراقا.

بينما تستعد الحكومات لإغلاق المدارس إلى أجل غير مسمى، يمكن لواضعي السياسات والممارسين التطلع إلى الدروس المستفادة من الأزمات السابقة لمعالجة التحديات المحددة التي تواجهها الفتيات. لذلك ندعو الحكومات إلى حماية التقدم المحرز في مجال تعليم الفتيات من خلال هذه الإجراءات الستة المستجيبة للنوع الاجتماعي والقائمة على الأدلة في سياقات محددة:

ستيفانيا جيانّيني، مساعدة المدير العام لليونسكو للتعليم. تشغل آن بيرجيت ألبريكتسن منصب الرئيس التنفيذي لـ Plan International، وهي مجموعة مستقلة غير ربحية تركز على حقوق الأطفال ومساواة الفتيات.

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Get our coverage of Arab education, research and culture right in your inbox

إحصلوا على تغطيتنا الكاملة للتعليم والبحوث والثقافة في العالم العربي على بريدكم الالكتروني

تذهب طالبة سورية، تعيش في أكبر مخيم للاجئين في العراق، إلى جامعة دهوك على أمل أن تخدم مجتمعها في المستقبل...

بعد حصولها على درجة البكالوريوس من إحدى الجامعات الأميركية في برلين ودرجة الماجستير في لندن، عادت الشابة الفلسطينية أسماء إلى وطنها لتجد بأن شهاداتها لا تحظى با...

يعتقد أستاذ يمني إن بناء مجتمع قائم على المعرفة سيكون عاملاً حاسمًا في تعافي اليمن بعد الحرب ويدعو الدول الغنية لدعم مثل هذه الجهود...

يعمل مهندسو كمبيوتر في الإمارات العربية المتحدة والأردن معاً لتطوير تكنولوجيا تهدف لمساعدة مستخدمي الإنترنت على التعرف على الأخبار المزيّفة بشكل أفضل...

Al Fanar

Get our coverage of Arab education, research and culture right in your inbox

إحصلوا على تغطيتنا الكاملة للتعليم والبحوث والثقافة في العالم العربي على بريدكم الالكتروني

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل