المحتوى الرئيسى

هجوم إيران على الصين.. مناورة سياسية لحفظ ماء الوجه | شئون دولية | جريدة الطريق

04/06 16:02

بدأت إيران في تغيير سياستها تجاه حلفائها، دون الاكتفاء بالعداء الصريح مع الولايات المتحدة، بل عمدت على تشكيل جبهة مضادة لها من القوى العظمى في العالم، لا سيما بعد الاتهامات الخطيرة التي وجهتها للصين حول فيروس كورونا.

البداية من خلال اتهام المتحدث باسم الصحة الإيرانية كيانوش جيهانبور، للصين، بعدم جديتها في الكشف عن الخطورة التي يشكلها فيروس كورونا، وإخفائها العدد الحقيقي لضحاياها، وفقا لوكالة "رويترز" البريطانية.

وأضاف جيهانبور: "الصين قامت بمزحة مؤلمة للعالم من خلال الأرقام والإحصاءات التي أعلنتها بشأن وفيات ومصابي كورونا"، موضحا أن البلدان التي تفشى فيها هذا المرض، ظنت بأنه أخف من الإنفلونزا بالنظر إلى تصريحات الصين، لكن الأمر ليس كذلك.

اقرأ أيضا: إيران تعلن تفشي كورونا في طهران: خرج عن السيطرة

من جانبه أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، أنه لا وقت معلوم لعودة المصانع للعمل مرة أخرى في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، وتسببه في وفاة 3603 أشخاص في إيران، ونحو 60 ألف مصاب، وفقا لـ"فارس".

ورغم تصرحات الجانب الإيراني تجاه الصين، والحالة المتردية التي وصلت إليها جراء تفشي الوباء في البلاد، وعدم إمكانية السيطرة عليه، إلا أن الاتحاد الأوروبي، أخذ على عاتقه المسؤولية الإنسانية تجاه الشعب الإيراني المكبول.

وأعلن الاتحاد الأوروبي بموجب ذلك، تقديم مساعدات إنسانية لطهران تقدر بـ 2 مليون دولار لمواجهة أزمة فيروس كورونا الذي تفشى بشكل سريع في البلاد.

وأكد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن إيران ثاني دولة تعاني من فيروس كورونا المستجد، معتبرا أنه يستلزم من مختلف الدول على مستوى العالم تقديم كافة المساعدات التي تحتاج لها لمواجهة هذه الأزمة، مشيرا إلى أن هذا القرار لا يعد مخالفة للعقوبات الأمريكية المفروضة عليها.

اقرأ أيضا: كيف نجحت أوروبا في تخطي عقوبات أمريكا ضد إيران؟

الدكتور مسعود إبراهيم حسن الباحث المتخصص في الشأن الإيراني أكد أن اتهام مسؤول الصحة الإيراني للصين، هو أمر مثير للجدل وربما يسبب حرجا لنظام الملالي الذي طالما تغنى بالبلد الأسيوي، في ظل العقوبات الأمريكية، مشيرا إلى أنه لم تتضح بعد أبعاد هذا الاتهام الذي قد يمثل تحولا في العلاقات الإيرانية الصينية.

وأضاف الباحث السياسي في تصريحات لـ"الطريق"، أن إيران الدولة الوحيدة في العالم التي فتحت مجالها الجوي مع الصين وقت انتشار الوباء، مؤكدا أن هذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي ساعدت على انتشار الفيروس بقوة في إيران، مما أدى إلى نشوب حالة من الغضب الشعبي ضد النظام.

وتابع: "ما يجعل الاتهامات الإيرانية ضد الصين الآن مثيرة للجدل، هو أن الحرس الثوري الإيراني سبق وقد أعلن أن كورونا عبارة عن هجوم بيولوجي أمريكي ضد الصين".

وأكد الدكتور مسعود إبراهيم، أن اتهامات إيران للصين اليوم، قد تؤدي لتغير في العلاقات الثنائية بين البلدين وهو الأمر الذي يزيد من أوجاع النظام الإيراني على المستويين السياسي والاقتصادي، خاصة وأن الصين وروسيا هما أكبر داعمين لنظام الملالي في مواجهة أمريكا.

ولفت إلى أن الصين بالنسبة لإيران عامل استراتيجي مهم في صراعها مع الولايات المتحدة، ومن الصعب أن تضحي إيران بهذا الدعم الاستراتيجي بهذه السهولة، خاصة مع مؤشرات عودة الاقتصاد الصيني ليصبح رقم واحد عالميا.

اقرأ أيضا: عاجل| إيران: لن نطلب مساعدة أمريكا لمواجهة كورونا

من جانبه، أفاد محمد عبادي مدير مركز جدار للدراسات، بأن اتهامات إيران للصين لا تعني أنها من الممكن أن تغير سياستها معها، فبكي بالنسبة لطهران داعم استراتيجي قوي جدا، كما أنها من أهم الدول التي دعمتها وقدمت لها كافة المساعدات الطبية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل