المحتوى الرئيسى

«الدستور» في معهد الأورام: الدخول للحالات الحرجة والعاملون يجرون تحليل «كورونا»

04/05 21:33

على أعتاب معهد الأورام جلس المرضى وذووهم، بعد أن أصيبوا بخيبة أمل عندما أيقنوا أن الأنباء المتداولة عن استئناف العمل ليست صحيحة، إذ فتح المعهد أبوابه للعاملين والحالات الحرجة فقط، بعد أن صدر قرار بوقف العمل جزئيًا لحين الانتهاء من فحص العاملين والمرضى بعد اكتشاف عدد من الإصابات بفيروس «كورونا المستجد».

وشهد مبنى العيادات الخارجية حالة من النشاط، حيث العشرات من موظفى المعهد يدخلون ويخرجون، من أجل إجراء تحليل «كورونا»، وبالداخل حرصوا على تنظيم أنفسهم والحفاظ على وجود مسافة كافية بين كل فرد وزميله.

«م. ح»، أحد ممرضى المعهد، فضّل عدم ذكر اسمه والاكتفاء بالإشارة له بحروف، تحدث عن الإجراءات التى بادر المعهد باتخاذها تحسبًا لانتشار العدوى وتفشى المرض بين طاقم التمريض والعاملين بالمبنى وصولًا للمرضى، إذ قال إن إدارة المعهد قررت إجراء تحليل لجميع العاملين، بهدف الكشف عن إصابتهم بالفيروس من عدمه، مشيرًا إلى أن المبنى خالٍ إلا من الحالات الحرجة والعاملين، لحين الانتهاء من فحص الجميع.

وبقفاز وكمامة، وقف «م. ح»، ممرض آخر بالمعهد، ورغم الالتزام بكل الاحتياطات هو وزملاؤه، ممن ينتظرون معه إجراء التحليل، إلا أن علامات الخوف والقلق كانت واضحة جدًا من نظرات عينيه التى تترقب الخارجين ممن سبقوه إلى غرفة الفحص.

وقال الممرض إنه منذ الإبلاغ عن وجود حالة مصابة بين طاقم التمريض، والجميع يلتزم بالتعليمات، إذ عزلوا أنفسهم داخل غرف منفصلة فى منازلهم، وتوقف، هو، عن التعامل المباشر مع أفراد أسرته لحين إجراء التحليل والتأكد من عدم إصابته بالفيروس، فهو وإن كانت علامات المرض لا تظهر عليه يخشى أن يكون مصابًا ولا يعرف، كما أن استخدام وسائل التطهير والالتزام بالإجراءات الوقائية أخذا منحنى أكثر جدية فى منزله.

الشاب العشرينى، لا ينكر خوفه من المرض اللعين، لكنه لا يسبب له فزعًا كبيرًا، لأنه يرى أن حالات الشفاء من هذا المرض كبيرة وهو ما تؤكده الأرقام المعلنة.

كما أن الأطباء بالمعهد أكدوا له أن إمكانية الشفاء من هذا المرض كبيرة، والموت لا يكون إلى فى حالات نادرة جدًا.

وأشار إلى أن الممرضين والأطباء يتعرضون كل يوم لما هو أخطر من ذلك، ولا يهابون الموت طالما أنه فى خدمة رسالة سامية، ولذلك هم مستمرون فى عملهم حتى يكشف الله الغمة.

عشر دقائق وربما أكثر، استغرقها عصام سيف، من محافظة الجيزة، ليساعد والده، بعد أن جهز له كرسيه المتحرك من أجل المرور من باب مبنى معهد الأورام إلى الداخل، حتى يحصل على جلسة العلاج الكيماوى كما هو مخطط لها وفق جدول علاجه، حيث كانت مقررة أمس الأحد.

وقال الشاب إنه سمع من نشرات الأخبار، والبرامج التليفزيونية، عن وجود حالات لمصابين بـ«كورونا» داخل المعهد، الذى يتلقى فيه والده العلاج منذ سنوات طويلة، وأنه لم يخش إصابته فى سبيل حصول والده على جرعة العلاج فى موعدها.

لم يعرف الشاب أو والده نبأ غلق المبنى جزئيًا لحين فحص العاملين والمرضى، لذلك قطعا طريقًا طويلًا للوصول إلى الأبواب التى يحرسها أفراد الأمن، الذين أخبروهما بأن المعهد مفتوح فقط لحالات الطوارئ.

استقبل الشاب ووالده الخبر بخليط من المشاعر بين اليأس والغضب والحيرة، لأن العاملين بالمعهد رأوا أن حالة المسن القعيد المصاب بالسرطان ليست حالة طارئة.

حالات أخرى طرقت أبواب المعهد، فطلب منهم أفراد الأمن الاتصال بأرقام مخصصة للرد على استفسارات المرضى، لكن للأسف باءت محاولاتهم بالفشل ووجدوا الأرقام مغلقة، لتزداد حيرتهم.

حالة أخرى كانت أسعد حظًا، بطلها محمد شعلان الذى اصطحب والدته من مركز العياط بالجيزة إلى أبواب المعهد.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل