المحتوى الرئيسى

التنظيمات الإرهابية وكورونا.. بين استغلال الأزمة والخوف من الوباء

04/05 17:35

مع تفشي فيروس كورونا المستجد، وجدت الجماعات الإرهابية نفسها مرغمة على التكيف مع أوضاع طارئة قد تشكل ضربة قاسية لها أو فرصة متاحة أمامها، غير أنها تجبرها على التعامل مع الأزمة وفرضيات الخروج منها في آن. 

تتحرك التنظيمات الإرهابية بشكل متباين في وجه انتشار وباء يضربها بشكل متفاوت، فيقوم كل منها بالتوفيق بين ثوابت عقائدية وضرورات تمليها الصحة العامة.

لزمت العديد من الجماعات الإرهابية في اليمن والصومال ومنطقة الساحل الصمت حول الوباء العالمي، في حين تناولت أخرى الفيروس الذي يطال أنصارها وأعداءها على السواء.

ونشر تنظيم القاعدة في مارس/آذار وثيقة من صفحتين اعتبر فيه أن الفيروس "عقوبة أنزله االله بالذين يخالفون تعاليمه."

وأوضح مدير قسم مكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر لـ"وكالة فرانس برس" أن "القاعدة لطالما اعتبرت نفسها حركة نخبويّة مسؤوليتها إرشاد الأمة إلى إسلام أصيل. وأحداث على غرار فيروس كورونا المستجدّ تشكل درسا وفرصة في آن لتعزيز هذا الموقف".

ولفت معهد توني بلير للتغيير الشامل إلى أن هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) أوصت على شبكتها الإخبارية "إباء" باتخاذ تدابير نظافة شخصية. ولاحقا، نددت بالاهتمام المخصص للفيروس في حين أن حصيلته تبقى أدنى بكثير من حصيلة النزاع في سوريا.

ورأى تشارلز ليستر أن أنه من الواضح أن هيئة تحرير الشام لن تكون قادرة على مواجهة تفشي الوباء على نطاق واسع.

بالنسبة لحركة طالبان الأفغانية التي وقعت اتفاقا تاريخيا مع الأمريكيين، لم يكن للفيروس أي تأثير على استراتيجيتها.

وعلى هامش هجماتها على القوات الحكومية، تطرح الحركة نفسها كبديل في مكافحة الأزمة الصحية.

وأعلنت أن السلطة لا ترى في الوباء "سوى فرصة لاختلاس أموال أجنبية". ورد المتحدث باسم مجلس الأمن الوطني الأفغاني جويد فيصل "اقترحنا وقف إطلاق نار شاملا لمكافحة (وباء) كوفيد-19، لكنهم رفضوا".

وماذا لو كان الوباء يصب في مصلحة الإرهابيين؟ أشارت مجموعة الأزمات الدولية في هذا السياق إلى أن تنظيم داعش الإرهابي في سوريا أمر عناصره في نشرته الأسبوعية "النبأ" بمهاجمة "الكفار".

والواقع أن هذه الحركات تغتنم أوضاع الفوضى وتزدهر فيها.

وحذرت مجموعة الدراسات بأن "تنظيم داعش قد يستفيد من الوضع طالما أن (وباء) كوفيد-19 يضعف أعداءه" داعية الأسرة الدولية إلى عدم إهمال أولويات الأمس.

في نهاية الشهر الماضي كان 2500 مدربا يمثلون ثلث عناصر الائتلاف الدولي بقيادة الأمريكيين في العراق، على وشك مغادرة هذا البلد، إثر تعليق التدريبات في ظل انتشار فيروس كورونا المستجدّ.

ولفت الخبراء إلى أن أنشطة مكافحة الإرهاب في العراق ضعفت حتى قبل ذلك نتيجة التوتر بين إيران والولايات المتحدة.

يبقى من الصعب معرفة ما إذا كان الوباء سيبدل الوضع في مناطق انتشار الجماعات الإرهابية.

ففي أفغانستان والساحل والصومال، يبدو أنه لم يؤثر بعد على الوضع الأمني.

ويبقى خطر وقوع اعتداء كبير في أوروبا أو الولايات المتحدة محدودا على المدى القريب.

وأكد جان شارل بريزار من مركز تحليل الإرهاب في باريس "فرضنا الحجر المنزلي وعمليات المراقبة على الحدود وفي المواصلات. الخطر في الوقت الحاضر محدود جدا".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل