جمال عبد الناصر يكتب : ألا يستحق "الحلواني اللي بنى مصر"مسلسلا عن حياته - اليوم السابع

اليوم 4 ابريل يتزامن مع بدء القائد العظيم ( جوهر الصقلي ) عام  970  في إنشاء الجامع الأزهر ولا أعلم لماذا يتجاهل كتاب الدراما التليفزيونية وكتاب السينما سيرة ذلك " الحلواني " الذي بني مصر فحياته ورحلته والأحداث التي واكبت ظهوره جميعها تصنع دراما تاريخية جيدة جدا ومشوقة ومثيرة .

«اللي بنى.. بنى مصر.. كان في الأصل.. حلواني وعشان كده مصر يا ولاد.. حلوة الحلوات» جميعنا  يتذكر هذه الكلمات التي غناها المطرب علي الحجار في تتر مسلسل «بوابة الحلواني»، من كلمات الشاعر سيد حجاب وتاريخيا يقال أن جوهر الصقلي هو من بني مصر وكان يعمل في بداية حياته بالفعل في صناعة الحلوى ثم اصبح فيما بعد قائدا عسكريا .

قصة هذا القائد وما فعله في مصر بعد دخولها تستحق بالفعل عدة أعمال درامية وخلال بحثي لم أجد إلا الفنان سمير غانم قدم شخصيته في حلقة من حلقات فوازير " فطوطة " عام 1982 حيث كان يقوم فطوطة وسمورة في كل فزورة بتقديم ملامح لإحدى الشخصيات التاريخية الشهيرة، وعلى المشاهدين أن يعرفوا في كل مرة ما هى اسم الشخصية التي تدور حولها الحلقة وكانت إحدي الحلقات عن جوهر الصقلي. إخراجها العبقري فهمي عبد الحميد وصمم استعراضاتها حسن عفيفي وتأليف وأغاني لعبد الرحمن شوقي ولحن المقدمة والنهاية الموسيقار حلمي بكر وقدم أيضا الفنان أحمد ماهر تلك الشخصية في عمل مسرحي على مسرح جامعة القاهرة ، في أوبريت ( بناة مصر ) فهل هذا يكفي فنيا لهذا القائد العظيم ؟ بكل تأكيد لا .

سمير غانم قدمه من قبل في فوازير رمضان

جوهر الصقلي لمن يريد معرفته أكثر من كتاب الدراما الذين أدعوهم لكتابة مسلسل عنه وعن فترة وجوده بالقاهرة هو أبو الحسن جوهر بن عبد الله، ويعرف أيضاً باسم جوهر الرومي وكان أهم وأشهر قائد في التاريخ الفاطمي، وقد ولد جوهر في جزيرة صقلية الواقعة في البحر المتوسط حوالي "316 هـ/ 928 م" ونسب إليها وكانت صقلية في تلك الفترة إمارة فاطمية، تربى فيها  تربية عسكرية .

الفنان احمد ماهر قدم شخصيته في اوبريت بجامعة القاهرة للطلاب

انتظم في سلك الجيش وترقى فيه حتى أصبح بعد ذلك جوهر الصقلي قائد القوات الفاطمية في عهد المعز لدين الله وسرعان ما أثبت جوهر كفاءته بأن ضم مصر التي كانت تحت حكم الإخشيديين وسلطان العباسيين إلى سلطان الفاطميين، وحكم جوهر الصقلي مصر حوالي ثلاث سنوات من 969م/358هـ  إلي 972م/362 هـ كإحدي الولايات الفاطمية نائباً عن الخليفة الفاطمي المعز الله الفاطمي وكتب عنه الحسن بن هانيء في مطلع قصيديته حتفالًا باستيلاء جوهر الصقلي على مصر : 

يقول بنو العباس: هل فُتِحَتْ مصر؟ … فقل لبني العباس: قد قُضِيَ الأمرُ!

ومُذْ جاوز الإسكندريّةُ جوهرُ … تصاحبُهُ البشرى ويقدُمُهُ النصرُ

من أشهر أعمال جوهر الصقلي كانت تأسيس القاهرة رابع عواصم مصر الإسلامية، لتكون مقراً لحكم الخليفة الفاطمي في مصروقام ببناء سور يحيط بالمدينة هذا بالإضافة إلي بنائه قصراً كبيراً لإقامة الخليفة الفاطمي كما أنشأ الجامع الأزهر وكان اسمه في البداية المسجد الجامع، ثم سمي بعد ذلك جامع الأزهر، في أبريل سنة 970م/جمادي الآخر 359هـ، وأتمه في يونيو سنة 972م/361هـ وفي أول صلاة جمعة يوم 6 رمضان سنة 361هـ، دعي للخليفة الفاطمي المعز لدين الله، كما أمر جوهر بأن يقال في الخطبة "اللهم صل علي محمد المصطفي، وعلي عليٌ المرتضي، وعلي فاطمة البتول، وعلي الحسن والحسين سبطي الرسول،ا لذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وصل علي الأئمة الطاهرين آباء أمير المؤمنين المعز لدين الله " .

هل يتحمس أحدهم ويجسد شخصية جوهر الصقلي

كل الاحتفالات الدينية التي نحتفل بها في مصر في الأعياد كان لجوهر الصقلي الفضل فيها وربطها بمظاهر فرح وطقوس يغلب عليها البهجة والاستمتاع،  وذلك لتحبيب الناس في المذهب الجديد، فمن تلك الاحتفالات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وليلة النصف من شعبان وعاشوراء واحتفالات شهر رمضان، وابتداع أكلات وأغاني مخصوصة لهذه الأعياد منها أكلات الكنافة والقطائف في شهر رمضان،  وطبق العاشوراء في مولد عاشوراء،وأغنية وحوي يا وحوي التي يغنيها الأطفال وهم يخرجون بالفوانيس في ليالي رمضان.