المحتوى الرئيسى

أوان.. التكافل الاجتماعى

04/04 11:13

الحروب والأوبئة والأزمات.. كلها أوقات استثنائية تتطلب تصرفات استثنائية من كل فرد فى المجتمع, وأول تصرف استثنائى هو أن يصبح «الكل فى واحد» ويتحول المجتمع إلى كيان متوحد يساعد بعضه بعضًا ويساند بعضه بعضًا, ومن هنا تأتى أهمية مد يد العون للعمالة الموسمية و«الأرزقية» والذين تأثرت دخولهم بسبب انتشار فيروس كورونا وما تبعه من إجراءات احترازية أقرتها الحكومة لمواجهة الوباء.. وأعداد هؤلاء حسب إحصائيات القوى العاملة 2 مليون و65 ألفا, فيما تقدرهم احصائيات أخرى 5.2 مليون مصرى.

وبسبب مسئوليتها السياسية والاجتماعية كانت الحكومة أول من يمد يد العون للأرزقية، بعد توجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسى بصرف 500 جنيه لأصحاب العمالة الموسمية والمهن غير المنتظمة، إضافة إلى ضم العلاوات الخمس المستحقة لأصحاب المعاشات والبالغة 80٪ من الأجر الأساسى.. وكانت تلك الإجراءات بمثابة فتح باب الأمل أمام هذه الفئات قليلة الدخل وبعد ذلك ظهرت مبادرات تكافلية عديدة، ولكن مازال هناك منظمات مجتمع مدنى وكثير من الأثرياء بعيدين عن تلك المبادرات رغم أهميتها فى الأزمة الحالية.. أما المبادرات التكافلية فبدأت عدة مبادرات مجتمعية لمساندة المتضررين ومد يد العون للمحتاجين، فقامت عدة مؤسسات خيرية بإطلاق «تحدى الخير» أو إنشاء جروبات على الفيس بوك لمساعدة الأسر الأكثر تضررًا.

وأطلق عدد من نواب البرلمان، مبادرات تدعو للتبرع لصالح الفئات المتضررة من الأزمة، والتكفل باحتياجاتها، وسط اقتراحات بفتح حساب يخصص لتلقى التبرعات، أو التبرع لصندوق تحيا مصر، لتوجيه هذه التبرعات لصالح هذه الفئات.

وطالب النائب محمد وهب الله، الأمين العام لاتحاد عمال مصر وعضو لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، رجال الأعمال ونجوم الفن والرياضة وجمعيات المجتمع المدنى والأحزاب والسياسيين وكل القادرين، جنبا إلى جنب مع الدولة، للوقوف مع العمالة التى تعرضت للضرر فى عملها ومصدر رزقها بسبب مواجهة فيروس كورونا، وذلك لتقديم الدعم والمساندة لهذه الفئات المضرورة، والتكفل بالأسر الفقيرة.

وقال «وهب الله» فى تصريح خاص لـ«الوفد»: يجب إنشاء صندوق تعويضات للعمالة غير المنتظمة، يتم تمويله من رجال الأعمال للمساهمة فى مواجهة هذه الأزمة، وأن يتم تنفيذ قواعد قرار رئيس مجلس الوزراء بشأن تقليل ساعات العمل فى الهيئات الحكومية وشركات القطاع العام وقطاع الأعمال، مع تحمل المرتبات والأجور للعمالة غير المنتظمة أسوة بأقرانهم العاملين بالحكومة، مؤكدًا أنه يجب الوقوف مع الدولة لتجاوز هذه الأزمة، ومساعدة المواطنين الذين يعانون، مثل عمال اليومية، والعمالة غير المنتظمة، والعاملين فى الورش والمقاولات، والباعة الجائلين، والعاملين بالفنادق والأماكن السياحية، مشيرا إلى أنه يمكن دعوة هذه الفئات لتسجيل بياناتهم ليتم حصرهم تمهيدًا لتقديم مساعدات مالية لهم.

وأعلنت شعبة الأدوات المنزلية، عن مبادرة «هنتحمل بعض»، وطلبت من خلالها أعضاء الشعبة بغرفة القاهرة التجارية، بتأجيل مطالبات التجار الصغار وتأجيل مطالباتهم

كما ناشدت شعبة الأدوات المنزلية بغرفة القاهرة التجارية أصحاب العقارات بتخفيض القيم الإيجارية لمدة شهر للتخفيف على المستأجرين، مؤكدة فى الوقت نفسه أنها واثقة فى أعضائها وفى استجابتهم للمبادرة، مشددة على دعمها الكامل لكل إجراءات الدولة وقراراتها فى مواجهة فيروس كورونا الذى يعانى منه العالم أجمع.

وتوالت المبادرات، ففى مجال التخفيف من الآثار السلبية للإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس «كورونا»، أعلن اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، أنه سيتم فتح حساب بنكى للتبرع لمبادرة «أدعم عمال اليومية».

كما انطلقت مبادرة للتكافل الاجتماعى بالإسكندرية، لرعاية مصابى وأسر الحجر الصحى بمستشفى العجمى النموذجى، من محدودى الدخل وغير القادرين، على تحمل أعباء أسر المحتجزين داخل الحجر الصحى بالإسكندرية.

وفى أسوان، تبنى مجموعة من الشباب العاملين بأحد المعامل الخاصة، مبادرة «خليك فى بيتك»، وقرروا الوصول للمرضى فى منازلهم لسحب عينات تحاليل منهم، سواء لتحليلها فى معملهم أو المعامل الأخرى وذلك بالمجان، دعمًا لمبادرة «خليك فى بيتك» لمواجهة فيروس كورونا.

 وانتقلت الفكرة بصيغٍ مشابهة، على مواقع التواصل الاجتماعى، وتسابق البعض لعمل الخير، بالاشتراك مع المؤسسات الخيرية، أو إنشاء مبادرات خيرية صغيرة، بغية التكفل بعددٍ من الأسر المصرية الفقيرة التى تضررت من توقف مصادر دخلها بسبب الحجر الصحى الإلزامى، وقايةً من خطر كورونا.

وقال الدكتور عبدالفتاح خضر أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين، إن الإسلام دين التراحم والتعاون على البر والتقوى، وتحث تعاليمه على التضامن بين أفراد المجتمع، وتحقيق التكافل، وفى الحديث الصحيح، أن الرسول قال «مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى بعضه اشتكى كله».

وأكد «خضر» أنه يجب أن يتكاتف أفراد المجتمع فى أوقات الأزمات، كما يساعد القوى الضعيف، ويعطى الغنى الفقير، ويساعد الصحيح المريض، وذلك بأن يسعى لتيسير أمر علاجه، وتوفير مستلزماته من أدوية وغيرها، إضافة إلى أن المريض الذى حبسه المرض ولا يعول أسرته، يجب على الآخرين سد حاجته، لافتًا إلى من أعطاه الله مالًا، عليه أن يوفر ما تحتاجه تلك الأسر.

وأشار إلى وجود دور للمؤسسات الأهلية والجمعيات الخيرية لتابعة للدولة، كما يأتى دور أصحاب الأموال ورجال الأعمال، بحيث يضعون أيديهم فى ايدى مؤسسات الدولة، المسئولة عن معالجة هؤلاء المرضى، وهذا ما

قال النائب فايز أبوخضرة عضو لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، إن منظمات المجتمع المدنى، لها دور كبير فى حل أزمة أسر المتضررين من أزمة الكورونا، لافتًا إلى أن الحكومة تبذل جهدًا كبيرًا فى حل الأزمة، ويجب أن تساندها منظمات المجتمع المدنى فى تلك الأزمة.

وأشار إلى أن كلًا من القوى العاملة والتضامن الاجتماعى، ساعدت أسر المتضررين، لذا لابد من تكاتف الجميع، لافتًا إلى أن دور المجتمع المدنى ورجال الأعمال وأصحاب الشركات وأصحاب المصانع، مهم فى مساعدة تلك الأسر، لأنهم من سيعبرون بمصر من هذه الأزمة بجانب القيادة السياسية ومؤسسات الدولة.

قالت إيمان عبدالله، الطبيبة النفسية ومستشارة العلاقات الاجتماعية، أن التضرر للأسر المصابة ماديًا أكثر منه معنويًا، لافتة إلى أن من ضمن الفئات المتضررة هم العمالة غير المنتظمة، وسائقو الأجرة، حيث أنهم يجب أن يتواجدوا فى الشارع للحصول على قوت يومهم.

وأشارت «عبد الله»، إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى بحث خلال الأيام القليلة الماضية مع وزيرة التضامن الاجتماعى، تخصيص 500 جنيه لأصحاب المهن «الأرزقية»، لافتة إلى أن حل مشكلات تلك الأسر يقع على عاتق باقى أفراد المجتمع جميعًا وليس على عاتق الحكومة وحدها.

وطلبت من منظمات المجتمع المدنى ورجال الأعمال وأصحاب الشركات والمصانع المختلفة، مساعدة تلك الأسر فى دفع فواتير الكهرباء والمياه والغاز، إضافة إلى تقديم مبلغ مالى لهم، أى أن يعولوا أو يتكفلوا بأسر كاملة. وإنشاء صندوق للتبرعات لاحتضان تلك الأسر، مشيرة إلى أن هناك أيضاً صناديق للدولة فى وزارة التضامن يمكن التبرع لها، لافتة إلى أنه أنسب وقت للزكاة هو فترة هذا الوباء، حيث أن شهر شعبان شهر كريم وعظيم، ويؤجر فيه الإنسان على الحسنات ودعا الرسول المسلمين أن يكثروا فيه من الصلاة والصدقات والتقرب من الله.

كما طالبت بأن نحافظ على استهلاكنا تلك الفترة، فيجب أن نحافظ على السلع حتى تنتهى فترة الوباء، كما يجب التبرع بمن لديه منتجات كثيرة، كما يجب بعث الطمأنينة فى قلوب المسنين، إضافة إلى إرسال الطعام والدواء لهم حتى منازلهم، بدلًا من نزولهم والتعرض للإصابة بالفيروسات، لذا لا يجب أن ننسى تلك الفئة.

ورأت أن للأمهات والآباء دورا تجاه الأطفال، فى طرق توعيتهم تجاه فيروس الكورونا، وكيفية الحفاظ على نظافتهم، والابتعاد قدر الإمكان عن الإمكان المزدحمة والأشخاص المصابين بأى فيروسات، إضافة إلى تحذيرهم من كثرة استخدام الكحول، وتوضيح طرق التعامل به بطريقة صحيحة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل